أحلام القحطاني

استنفار تام في شتى بقاع الأرض، وتوجه مكثف نحو حل قضية واحدة تهدد العالم أجمع، تناثرت فصولها الدامية على العديد من الدول التي حاول البعض منها أن يتدارك الموقف وفق خطط احترازية ووقائية عالية المستوى من خلال جهود مضاعفة للحد من تفاقم المشكلة، وتهاوى البعض الآخر أمامها حتى استطاعت أن تنهش من جسد الكثير من أبناء تلك البلاد التي عجزت عن التصدي والمقاومة، إذ انتهى بها الحال أن وقفت عاجزة أمام فيروس عاث في العالم تلوثا وهلعا، إذ أنه يتنقل بشكل مريع بين الدول كوباء عالمي فقد البعض منها زمام السيطرة على الحد من انتشاره، وها هو الآن يتقدم بخطى سريعة كي يتحول إلى جائحة تهدد البشرية ولا تفرق بين دولة عظمى لها مكانتها عالميا أو أخرى متناهية الصغر لا تُذكر.

«استعدوا لفقد أحبابكم» هكذا خاطب رئيس وزراء بريطانيا شعب دولته التي ضُرب المثل في مدى رعايتها لشعبها واهتمامها بهم، تلك التي تعتبر من الدول المتقدمة في شتى المجالات بما في ذلك المجال الصحي، فقد نفض يده و حكومته من المسؤولية تجاه شعبه الذي كنا نعتقد أنه سيجد العناية اللازمة والرعاية الفائقة، بل أسدل بعبارته المحبطة ستار التفاؤل ودُقت أجراس الخيبة بعدها على منابر الدولة العجوز، كما أن الانهيار شبه التام للنظام الصحي في إيطاليا الذي أعقبه حظر تجول وتوقف الحياة فيها بشكل جعل رائحة الموت تجوب شوارعها بلا استحياء، وما تشكو منه الولايات المتحدة الأمريكية من نقص في الأسرة وبعض المستلزمات الضرورية، يجعل الفارق كبيرا بينها وبين ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهد وقدرة ومسؤولية تجاه هذا الوباء، إذ أنها تحاول بشتى الطرق أن تقف في وجهه بالمرصاد، تماما كالأم التي تقاتل ذئبأ يحاول افتراس أطفالها.

يحق لي أن أفتخر أني ابنة لتلك الأم التي سعت لتحافظ على سلامتي بشتى الطرقن وواجبي تجاهها واخوتي أن نكون يدا واحدة لنخرج جميعا من فوهة البركان ولا ننزلق في وحل هذا الوباء القاتل، ونستشعر نعمة الإيمان التي تجعلنا نعمل ونتوكل إذ أننا من خلال ما نمر به من فترة عصيبة قد نكون أفضل بكثير ممن لفظتهم بلادهم وغادرهم إيمانهم، ففي هذا الوقت تتجلى عظمة الخالق في عجز الكثير عن محاربة فيروس لا يرى بالعين المجردة، إذ أنك تحتاج «ميكروسكوب» كي ترى ذلك المتمرد الذي أغلق أبواب الحياة الطبيعية في وجه كل بلاد العالم بلا استثناء، وجعل قول الله تعالى في كتابة العزيز«لمن الملك اليوم لله الواحد القهار» يصدح في أذهان الكثير ويؤكد على أننا مهما حاولنا مجابهة هذا الفيروس نبقى ضعفاء نرتجي رحمة الله ولن ننجو إلا بإذنه.

11Labanda@