سكينة المشيخص

تعاطي الحكومة السعودية مع وباء كورونا يستحق أن يدخل في إطار الملحمة التي قدمت للعالم أجمع مثالا جديدا في إدارة الأزمات والعناية بالمواطنين ورعايتهم، سواء من خلال البرامج والمبادرات الوقائية أو العلاجية أو احتواء الأزمة الصحية التي عصفت بشعوب العالم، وطالما هناك ملحمة فهناك رجال ونساء ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتفاني لخدمة وطنهم ومواطنيهم، وذلك تجسيد للاقتداء بالقيادة الرشيدة التي كانت كالعهد بها في المقدمة في رعاية مواطنيها داخل وخارج وطنهم.

بمثل هذا المنهج القيادي الحكيم، اقتدى الجميع وساروا على ذات النسق، غير أن الأطقم والكوادر الصحية والطبية، وفي مقدمتها معالي وزير الصحة كانوا على الموعد من حيث الجاهزية وتتبع الوباء، وذلك ما نلمسه في كثير من الأدوار التي يقوم بها الأطباء والكوادر الصحية في كل مكان بالمملكة، وقد برز ذلك بصورة جلية في مستشفى القطيف المركزي حيث عانت القطيف مبكرا من هذا الوباء.

في هذا المستشفى لا بد أن نقف على تلك الملحمة الوطنية والإنسانية الرائعة التي يبذلها المسؤولون الطبيون بقيادة المدير الطبي الدكتور زكي الزاهر، وإن كنا في خضم موقف نبيل غير مستغرب من هذا النطاسي البارع، إلا أن القبعات ترفع له ولمثله من أولئك الأبطال الذين أظهروا كل معاني التفاني والإخلاص في العمل في هذه الأزمة العصيبة، وكانوا عند حسن ظن قيادتنا ومواطنينا فيهم، حيث يتم اتباع أعلى المعايير المهنية في الإجراءات الاحترازية القائمة وفق منهج احترافي عالي المستوى، وذلك ما انعكس في أداء المملكة بصورة عامة في حصار الوباء والحد من انتشاره بصورة كبيرة.

يعكس الدكتور الزاهر حجم التقدم الصحي السعودي، وما يمكن أن نفخر به ويمثل إضافة حقيقية لأدوار المملكة في التعامل الاحترافي مع أكثر الأزمات العالمية صعوبة بكل اقتدار وأفق عال، وذلك ما اتضح في إيجابية وفعالية الإجراءات التي اتبعتها وزارة الصحة في محاصرة هذا الوباء، حيث أسهمت في حماية جميع الممارسين الصحيين ومقدمي الخدمة، ولم يتم تسجيل إصابة واحدة في الطواقم الطبية، ولله الحمد، ما يعتبر مؤشرا ودلالة واضحة على كفاءة هؤلاء الممارسين الصحيين، وكفاءة وزارة الصحة، التي وفرت بدورها جميع الإمكانات من أجهزة عالية التقنية حمت هؤلاء الأبطال المتفانين.

في مستشفى القطيف المركزي هناك ملحمة بطولية بكل معاني كلمة البطولة، بقيادة الدكتور الزاهر، إنهم بالفعل يقهرون أكثر التحديات خطورة وصعوبة، ويقدمون نموذجا ساميا للتفاني والإنجاز الذي يمضي باتجاه تحقيق انتصار قريب بإذن الله على كورونا، فهم كما ذكر الدكتور الزاهر في تصريح صحفي في حالة حرب مع هذا الفيروس ويتعاملون معه بكل علمية وحرفية، حيث العلم في هذه الحرب هو الضامن للنصر، وجميع أبطالنا لديهم من الخبرات والقدرات ما يؤهلهم لحسم حرب الفيروس.

نثق في الله ثم كفاءة هؤلاء الأبطال الذين يعملون بكل شجاعة، وبعضهم لم يغادر المستشفى منذ بدء التدابير العلاجية والوقائية، وهم في حالة إصرار مدهشة على تحقيق انتصار للوطن يسمع به العالم أجمع، ويقدم لنا إنجازا علميا وعلاجيا وطبيا متفردا، وهذا عهدنا بهم وهم يعملون بلا توقف، ومن كان هذا إصراره ويمتلك تلك الشجاعة التي تسندها الكفاءة والخبرة العلمية، حتما ينتصر ويرفع شارة النصر عاليا من أجل المملكة الغالية وإنسانها، ومرة أخرى التحية للدكتور الزاهر وجميع الممارسين الصحيين في المستشفى وهم نموذج لبقية الأطقم الصحية في جميع الوحدات الصحية ببلادنا، فالجميع على قلب رجل واحد في حرب الفيروس.

sukinameshekhis