فاطمة عبدالرحمن - الأحساء

حقب تاريخية تكاد تخلو منها الدراسات والمراجع

حدثينا عن حال الدراسات التاريخية الآن؟

توجد دراسات تاريخية تخصصية سواء أكانت تخص التاريخ الأحسائي بصفة خاصة، أو تاريخ المملكة بشكل عام، ولكن كل ما أتمناه هو وجود جهة داعمة تتبنى هذه الدراسات والتركيز عليها من خلال إقامة المؤتمرات التخصصية، فبلدنا كنز تراثي عظيم يحتاج إلى سواعد قوية للتنقيب والبحث بشكل جدي ومتكاتف لاستثماره بأساليب متطورة، حتى نخرج بمحصلات تاريخية وإرث مشهود.

» دراسات ومراجع

هل الرصد التاريخي تحت المجهر يراعي الدقة ليصبح مرجعا يعتد به؟

إلى حد ما، فهناك حقب تاريخية تكاد تخلو منها الدراسات والمراجع التي يعتمد عليها الباحث أو يستقي منها المعلومة، كما في بعض الأحيان لا يوجد شهود ثقات لبعض الحوادث التاريخية، ما يجعل عملية التقصي أكثر صعوبة وتتطلب جهدا ووقتا أكبر.

» انفتاح المملكة

في ظل ما تشهده المملكة من انفتاح على الثقافات الأخرى ورواج تام في كافة الفنون الأدبية، أين تجدين الدراسات البحثية التاريخية؟ وهل الموروث ضمن قائمة الاهتمام؟

من وجهة نظري، فقد أسهم انفتاح المملكة على الثقافات الأخرى في إبراز الدراسات البحثية بنسبة معينة، ولكن لا نستطيع أن نقول إننا وصلنا للكمال أو الاكتفاء، بل نحن رغم كل الانفتاح على الآخر ما زلنا بحاجة إلى منصات خاصة للتاريخ والبحوث التاريخية وللرصد التاريخي، كما نحتاج إلى أسماء تنير الطريق وتفتح سبل البحث على مصراعيه أمام الدارسين والمهتمين بالتاريخ، فنحن ما زلنا نقتات على دراسات قديمة ومؤرخين وضعوا نقطة البداية، لكن إلى أين نتجه؟ وأين نصل؟ هذا المهم.

» الأهداف المرجوة

وهل يأخذ المهتمون بالتاريخ نصيبهم مثلما يتمنون أم أن ما نسمعه مجرد صدى صوت؟

متى ما تضافرت الجهود وزاد الوعي بأهمية التاريخ ومرجعيته ودوره التعريفي لماهية البلد وتقصي جذوره من منابعها الحقيقية، فسوف نحقق الأهداف المرجوة منه، كما أتمنى من الجيل الشاب «الذين همتهم همة جبل طويق» معرفة ثقافتهم وتاريخ بلدهم العظيم، والتفاخر به.

» معوقات متعددة

ما المعوقات التي تقف حيال النشر والتوثيق؟

عدة معوقات تقف حيال النشر، أهمها تكرار بعض الموضوعات، حتى أصبح لدينا استنساخ ملحوظ للعديد من الدراسات، وتكرار مملل بدون أي إضافات أو تغيير، مع إهمال بعض الجوانب التي تتطلب العناية، وموضوعات عديدة لم يتطرق لها أحد، لكن عدم وجود مراجع سبب إهمالها وعدم تناولها، أيضا رصد العديد من الملاحظات على بعض الدراسات والأبحاث، وملاحظات بحثية علمية تحليلية تخصصية تحول دون اعتمادها وعبورها للنشر والتوزيع، فتحري الدقة في جلب المادة التاريخية ضرورة ملحة وأساس مهم لبناء تاريخي موثوق.

» سوق رائجة

وهل يوجد في الساحة سوق رائجة ومتلقٍ حريص على تتبع التاريخ؟

إلى حد ما، ولكن مازلنا بحاجة إلى توعية المجتمع بأهمية هذا العلم، وأثره على الأجيال في الحاضر والمستقبل.

» صفات الباحث

ما الذي يحتاجه الباحث التاريخي؟

يحتاج الالتزام بصفات الباحث التاريخي وتحري الدقة والمصداقية والشفافية، وعدم التحيز للموضوع المراد البحث فيه، والالتزام بالأمانة العلمية، وعدم شخصنة المادة العلمية لميول خاصة، أيضا يحتاج الباحث التاريخي إلى وجود جهات داعمة تتبنى عملية البحث التاريخي والدعم العلمي، سواء من ناحية المراجع أو الوثائق أو التعاون بين المؤرخين، وعدم حبس المعلومات ممن عاصروا بعض القضايا التاريخية، وعليه أن يلتزم بتدوين المعلومة والتحري عنها ونسبها لمصدرها.

» حفظ هويتنا

ما النصيحة التي توجهينها للمهتمين بالتاريخ؟

نصيحتي للجميع أن الاهتمام بالتاريخ مسؤولية الجميع حفظا لهويتنا ووطنيتنا، وحتى نستطيع أن نكون منابر نور وسفراء مشرفين لبلادنا في كل مكان وزمان، وأن نكون على معرفة بتاريخنا المشرف، تاريخ المملكة العربية السعودية، وتاريخ الأحساء الحبيبة، والاعتزاز والفخر به.

أكدت مدير وحدة تطوير الموارد البشرية بإدارة التعليم في محافظة الأحساء فاطمة الملا، أن المملكة كنز عظيم من الإرث التاريخي يجب استثماره بأساليب جديدة ومتطورة، وعدم استنساخ الدراسات البحثية السابقة، مشيرة إلى أن هناك حقبا تاريخية تكاد تخلو منها الدراسات والمراجع التي يعتمد عليها الباحثون، وقالت: إنه رغم مزايا الانفتاح الحالي، فإن الدراسات التاريخية لم تصل للكمال، وإننا ما زلنا بحاجة إلى منصات خاصة للتاريخ والبحوث التاريخية وللرصد التاريخي.