إعداد: عماد عبدالراضي

تروي فصول فن العمارة التراثية وعراقة التاريخ

تعكس بيوت الطين القديمة بمنطقة نجران ومحافظاتها حكاية ماضٍ يتوارث على مرّ السنين؛ كونها إرثًا تاريخيًا شاهدًا على الفن والجمال والأصالة والإبداع الإنساني والرؤية الفنية، وامتزاج التراث والحضارة القديمة بالحاضر المشرق.

قصة الماضي

وتقف تلك المباني الطينية القديمة في المحافظات الشمالية، جنبًا إلى جنب مع المباني الحديثة، لتحكي قصة الماضي الجميل لكل مَن يشاهدها وهي تحمل في طياتها الكثير من عبق الماضي، لتعطي شكلًا حضاريًا خاصًا.

جمال وروعة

وتمتاز القرى الطينية التي يصل عددها إلى 33 قرية، بتصاميم معمارية فريدة شكّلت مع النخيل والمزارع المحيطة مناظر في غاية الجمال والروعة على ضفاف الوادي، وتحتضن القرى التراثية العديد من قصور الطين والمباني المختلفة في المسميات وطرق البناء، ويمثل كل واحد منها مشهدًا في الإبداع والرؤى الفنية الجمالية.

سبعة أدوار

وتشتهر المنطقة بالدروب، ويتكوّن الدرب من سبعة أدوار، يُخصص الدور الأرضي منه للأعلاف والماشية، والدور الأول حتى السادس للسكن، بينما الأخير للطبخ، وهو من أقدم المباني الأثرية بالمنطقة، حيث يعود بعضها لـ 200 عام مضت.

برج عال

وفي محافظة بدر الجنوب، عدد من المباني الطينية كقلعة «القشلة»، التي تتربع على قمة جبل «القهرة» في وسط المحافظة، وآثار «القصبة» التي تتوسط المنازل السكنية في الحي القديم، وتبرز على شكل برج عالٍ مكون من سبعة أدوار، وكذلك آثار قصر «الثغر» وهو عبارة عن مبنى من الحجر يُحيط به سور حجري كبير.

الفكر العمراني

وفي محافظة حبونا وقراها التي تشمل «السبت، بني هميم، الضيقة، المنتشر، المجمع، الجفة، الحرشف، أبا الطحين» وتضم 217 بيتًا طينيًا، تختلف في المسميات والشكل وطريقة البناء، ويُمثل كل واحد منها مشهدًا على الإبداع والرؤى الفنية، حيث تظهر عناصر الفن والتميّز والأصالة والجمال في شتى تفاصيل البناء؛ لتعطي للزائر وهو يشاهدها انطباعًا عن الفكر العمراني القديم، ومن أشهرها قلعة «الخليف» وهي عبارة عن بيت قديم من الطين، ولا تزال هذه القلعة واضحة المعالم رغم مرور سنوات طويلة على تشييدها.