حسام أبو العلا - القاهرة

طالبوا الحوثي بالتزام وقف إطلاق النار تقديرا للجانب الإنساني

ثمّن مختصون في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مبادرة تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، لمكافحة تداعيات تفشي جائحة «كورونا»، مؤكدين أنها دومًا ومن خلال مواقفها السياسية تحرص على السلام، انطلاقًا من دورها الريادي في المنطقة.

وشددوا على أن التحالف أكد منذ بداية دوره في الأزمة اليمنية، حرصه على أمن وسلامة المواطن اليمني، ودعمه في سبيل استعادة أراضيه، وطالبوا ميليشيا الحوثي بضرورة الالتزام بالدعوة لوقف سقوط مزيد من الضحايا في ظل الظرف الإنساني الدقيق الذي يمر به العالم.

فرص السلام

وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني: جاءت المبادرة في وقت يمر فيه العالم، وليس اليمن فقط، بظروف استثنائية، إثر اجتياح وباء «كورونا» لعدد من الدول وحصده الأرواح، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلًا عاجلًا في الدول التي تشهد قلاقل واضطرابات وحروبًا، مراعاة للجوانب الإنسانية.

وأوضح أن المملكة من خلالها مبادرة التحالف لوقف إطلاق النار في اليمن وما سبقها من مبادرات ومواقف سياسية، كانت حريصة على تعزيز فرص السلام لإنهاء ما يعانيه الشعب اليمني من ويلات الحرب، لكن كانت ميليشيا الحوثي تجهض كافة المساعي السلمية بتصعيد العنف، مستشهدًا باتفاق الحديدة 2018، الذي عُقد برعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم بالسويد، ثم تراجع الحوثي عن كافة تعهّداته ونقض بنود الاتفاق، وعاد لإشعال نيران الحرب ولم يلتزم بالهدنة.

وحدة اليمن

بدوره، يرى المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة هاني سليمان أن هذه الدعوة تأتي في سياق المحاولات الكثيرة التي بذلتها المملكة لإرساء فكرة وحدة اليمن والوصول إلى آلية توافقية للسلام.

وذكر أن المملكة دعت إلى عدة مسارات ومبادرات عربية ودولية للسلام في اليمن ووقف الحرب، لكن ميليشيا الحوثي كانت تقابل ذلك بالعنف لإضاعة فرص السلام عن طريق تصرّفات ومواقف غير مسؤولة، لتحقيق مآرب إيرانية تتعلق بالفوضى بالمنطقة، وتقسيم اليمن، لذا فإن الميليشيات الانقلابية الآن أمام دعوة إنسانية مهمة تتعلق بوباء ينتشر في العالم، ويحصد الأرواح؛ ما يتطلب وقف إطلاق النار لمواجهته.

ترسيخ الجهود

ويرى سليمان أن مبادرة «التحالف» ترسّخ الجهود التي تبذلها المملكة من أجل التوصل لآلية مشتركة لمواجهة وباء «كورونا» الذي يُعدّ التحدي الأكبر في العالم، إضافة إلى البحث عن أطر جديدة للعلاقات الإنسانية والنظم السياسية وضرورة إعطاء أولويات لفرص السلام لمواجهة المخاطر التي تعصف بالعالم، لافتًا إلى أن دولة مثل اليمن تعاني من ظروف إنسانية شديدة التعقيد، ما يعني أن الشعب اليمني قد يتعرض لتهديد خطير في حال انتشار الوباء.

خطوة مهمة

وفي السياق، حذر الباحث في العلاقات الدولية محمد شعت، من عدم التزام ميليشيا الحوثي بمبادرة «التحالف»، مؤكدًا أن التأييد الدولي الكبير للمبادرة، سوف سيضيق الخناق على أية محاولات للمراوغة أو الالتفاف على المبادرة، التي تُعدّ بداية وخطوة مهمة في طريق إرساء السلام في اليمن تمهيدًا لوقف الحرب، مطالبًا ميليشيا الحوثي بوقف تلقي التعليمات من طهران التي تخطط لهدم فكرة الدولة الوطنية في اليمن، من أجل تقسيمه ضمن مؤامرة الملالي لإسقاط الوطن العربي في مستنقع الفوضى.

إهدار الفرص

وثمّن الباحث في الشؤون السياسية هشام البقلي، جهود المملكة من أجل استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، مبينًا أن المواقف السعودية كانت تؤكد دومًا على أهمية وقف العنف للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة، لافتًا إلى أن ميليشيا الحوثي أهدرت فرصًا عدة لبدء مسار سلمي، لكنها هذه المرة قد تواجه غضبًا دوليًا كبيرًا في حال استمرارها في التصعيد، خصوصًا في ظل انتشار وباء «كورونا»، وما يمر به العالم من ظروف إنسانية قاسية، قائلًا إن المملكة بعثت برسالة سلام للعالم، عن حقيقة دور التحالف وما يسعى إليه من تحقيق الاستقرار في اليمن، واستعادة أبناء الشعب اليمني أراضيهم.