سالم اليامي

كورونا اليوم هي العنوان الأبرز لكل أخبار العالم التي تختلف في طبيعتها، ومحتواها من الإنسانية، إلى الاجتماعية والصحية، والسياسية، والاقتصادية. كورونا وبالرغم من أنها تبدو في مرحلة لا تزال متقدمة، وأولية إلا أنها أصبحت فاعلة كطرف يصنع الأحداث، والأخبار أو يشارك في صناعتها. سأتتبع جملة من الأخبار لنتلمس العلاقة السببية لكورونا معها، وبها.

دعونا نبدأ الأخبار من مصر أم الدنيا، وتحديدا من قرية شبرا البهو من محافظة الدقهلية حيث اعترض العشرات من أهالي هذه القرية على قرار دفن طبيبة مصرية كانت تعيش في الخارج، وعادت إلى مصر، وتوفاها الله أثناء مكوثها في فترة الحظر. اعتراض أهالي القرية مرده أن السيدة توفيت بسبب كورونا، وفي ظنهم أن كل من يتوفى بسبب كورونا يصبح مادة ناقلة للفيروس حتى وهو جثة لا حراك فيها. الجهات الرسمية، والدولية أكدت أن جثامين ضحايا كورونا ليست ناقلة للعدوى، وهذا كان بتأكيد من وزارة الصحة المصرية، بني على تأكيدات من منظمة الصحة العالمية، لكن حالة الهلع التي خلقتها كورونا جعلت الأهالي يتمادون في موقفهم مما جعل السلطات تستخدم وسائلها لتفريق الناس، إضافة إلى أنه تم حبس عدد من المحتجين والرافضين لدفن جثمان الطبيبة المرحومة.

الأزهر قال كلمته، المهمة وهي أن من يموت بكورونا ليس عقابا له ألا يدفن في المقابر مع الموتى العاديين، وبين أن هذا أمر لا يدخل في اختيار، ولا تدخل الناس.

الخبر المحزن بسبب كورونا، من طهران حيث نقلت الأخبار من هناك أن أمًا وابنها أقدما على الانتحار، بعد وفاة الأب بثلاثة أسابيع، الأب توفي جراء إصابته بكورونا، وتمت إجراءات التغسيل والتشييع، والدفن بدون حضور أعداد كبيرة من الناس، مما جعل ابنه يعيش في حالة نفسية صعبة قادته للانتحار لمجرد أنه لم يسمح له بإقامة مراسم تشييع، ودفن واستقبال العزاء في والده. ونقلت الأخبار أنه بعد وفاة الابن بيومين، وجدت الأم 52 سنة ميتة، وقد قتلت نفسها حيث لم تستطع تحمل فراق الابن، والزوج.

من إندونيسيا قالت الأخبار إن عروسين إندونيسيين أقاما حفل زفافهما على غير ما خططا له من قبل بأن يكون يوما مشهودا يحضره الأهل، والأقارب، والأصدقاء، ولكن بسبب كورونا تحول الوضع إلى العكس تماما حيث اكتفيا بزواج أونلاين تم عبر شبكة الإنترنت أي بحضور افتراضي، ففي الحقيقة كل الحضور لم يتجاوز ثمانية أشخاص في قاعة صغيرة لمدة 40 دقيقة تابعه الأقارب والأهل عن بعد. أحد الذين تابعوا مراسم الزواج إلكترونيا صديقة للعروس قالت إنها تابعت مراسم الزواج من بيتها وهي تجلس في حجرة المعيشة، وترتدي الثوب الذي اشترته خصيصا للمناسبة، وجلست وبجوارها ورقة مكتوب عليها باللغة الإندونيسية ابق في المنزل.

العريس أكد أنه محبط من إقامة مراسم زواجه بهذه الطريقة، وقال: إنه كان يخطط لأن يبلغ عدد الحضور خمسمائة مدعو، وكان يفترض أن يقام في قاعة كبيرة، وفخمة. ومع ذلك أبدى تفهمه لضرورات كورونا، وصحة الناس، واتباع إرشادات الدولة. العروس قالت إنه لأمر محزن إقامة زواجنا بهذه الطريقة، ولكن في زمن كورونا لا مفر من ذلك، والحمد لله على كل حال.

الخبر الآخر من الصين ويتعلق بمنع حكومة الصين الشعب، أو طائفة منه من تناول لحوم الكلاب، والقطط. حيث استثنيت لحوم الكلاب، والقطط لأول مرة من التداول بهدف أكلها بين الناس، حيث إن القوائم التي قدمتها الدولة للناس كحيوانات للأكل لم يك بينها الكلاب والقطط. وربما هذه أول مرة، أو من المرات النادرة. جمعية هيومن سواسيتي إنترناشيونال الأمريكية للرفق بالحيوان قالت: هذه أول مرة تقر السلطات الصينية أن هذه الحيوانات للرفقة المنزلية، وليست للأكل. الصين اتخذت هذا القرار لاعتقادها أن أكل لحوم هذه العينات من أسباب انتشار كورونا.

salemalyami@