ربط الطب بالسياسة والسلوك الاجتماعي.. والمخابرات أحدث سبل المواجهة
إيفنينج ستاندرد: ترقب دولي لتجربة «مناعة القطيع» في السويد
لايف ساينس: اختبار «معدومي الأعراض» للوصول للأجسام المضادة
بري برينتس: مكملات فيتامين «د» أحد الحلول الوقائية
كلنيكال ترايلز إرينا: تجارب سريرية على قدم وساق للوصول لعلاج
بلومبرج: سباق مخابراتي لمعرفة أسرار الدول الأخرى الطبية
-------------------
انفراجة قريبة يتمناها العالم بأسره لأزمة فيروس كورونا المستجد التي باتت مستعصية أكثر من اللازم ومضرة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أكثر من اللازم أيضًا. وبات من المؤكد الآن أن سنة 2020 ستوصف كعام وباء كوفيد 19، مثلما سميت سنة 1929 أزمة الكساد العظيم، أو الانهيار الكبير عام 1987، أو الأزمة المالية العالمية لسنة 2008. وفي الوقت الحالي تتكاتف الجهود الدولية للعثور على سيناريو أو بمعنى أصح حل مناسب للتخلص من كوفيد 19، أو على الأقل التخفيف من تأثيراته، التي تدفع بالنظام الحالي إلى حافة الهاوية، ولخصت وسائل الإعلام الدولية التفكير المشترك لبلدان العالم في 5 طرق رئيسية يمكن أن يؤدي واحد منها إلى نهاية ذلك الكابوس وتقوية المناعة الدولية ضد الفيروس، وتلك السيناريوهات هي:
مناعة القطيع
«مناعة القطيع» أو مناعة المجتمع Herd immunity وهو مصطلح تردد كثيرًا في الأوساط العالمية مؤخرًا، ويعني: «شكلا من أشكال الحماية غير المباشرة من مرضٍ معدٍ، يحدث عندما تكتسب نسبةٌ كبيرة من المجتمع مناعةً لعدوى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض» أو بمعنى أصح أن نمارس الحياة بصورة طبيعية، ومن ثم يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، بحيث تتعرف أجهزتهم المناعية عليه، وتتحصن ضده عندما يحاول مهاجمتهم مرة أخرى.
وتقول صحيفة إيفنينج ستاندرد البريطانية، إن السويد الأوروبية كانت أول المتبنين -على الأقل رسميًا- لتطبيق سيناريو مناعة القطيع في مواجهة الفيروس، وبخلاف الدول الأخرى قررت حكومة ستوكهولم عدم تطبيق حظر التجوال وترك المصانع والشركات وحتى المحلات والمتاجر مفتوحة دون إغلاق، معتمدة على نشر الوعي الطبي فقط بين الجمهور، وترك القرار الأخير للمواطنين في الالتزام بالتحذيرات من عدمه.
وأضافت الصحيفة: «يدعو رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الآن إلى تطبيق مناعة القطيع في مواجهة الفيروس لإنقاذ الاقتصاد البريطاني، ولكن علينا الانتظار ومراقبة تجربة السويد في هذا الصدد أولًا قبل تطبيق هذه الطريقة في المملكة المتحدة».
على الجانب الآخر، حذرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية على موقعها الإلكتروني من أن سلاح مناعة القطيع الذي تستخدمه السويد قد يرتد عليها ويضربها في مقتل، كما حذر الكثير من المتخصصين من اتباع هذه الاستراتيجية، وخاصة أن المستشفيات مكتظة بالمرضى والمصابين بفيروس كوفيد 19 بالفعل، وقد يسبب زيادة عدد الحاملين بالفيروس في نفس الوقت إلى سقوط النظام الصحي للدولة ووقوفه عاجزًا أمام المرض.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، جيرمي روسمان Jeremy Rossman، تأكيده على أن سبب عدم نجاح ما يسمى باستراتيجية مناعة القطيع أيضًا هو قدرة الفيروس على التطور جينيًا، وقال: «الفيروس يتحور ويطور نفسه باستمرار، ومن ثم سنحتاج إلى البحث عن أساليب مختلفة كل يوم لمكافحته».
وحتى الآن وقعت أكثر من 1000 حالة وفاة في السويد وحدها، بسبب تطبيق ذلك السيناريو، كما حصد الفيروس أرواح أكثر من 150 ألف إنسان حتى وقت كتابة هذا الموضوع حول العالم.
الأجسام المضادة
وهو سيناريو آخر ذو علاقة وطيدة بسيناريو مناعة القطيع وفيه يتم الاعتماد على المتعافين من الفيروس لسحب الأجسام المضادة التي شكلتها مناعتهم الطبيعية، ومن ثم استخدامها في تكوين لقاح وربما علاج من الفيروس مستقبلًأ.
وتقول شبكة ويب إم دي العلمية الأمريكية، إنه وحسبما تظهر الدراسات فإن نحو 50% من المصابين بفيروس كوفيد 19 تكون أجسامهم معدومة الأعراض أو ذوي أعراض مخففة، وذلك بصفة رئيسية بسبب مناعتهم القوية ضد الفيروس.
بالتالي وحسبما يستنتج العلماء، فإنه من الجائز نظريا استخدام هذه الأجسام المضادة بحقنها في أصحاب المناعة الضعيفة من المرض، شرط إجراء اختبارات على أصحاب الأعراض المعدومة أو الضعيفة للتعرف عليهم في المرتبة الأولى، ومن ثم إجراء المزيد من الاختبارات لدراسة كيفية عمل أجهزتهم المناعية داخليًا ضد المرض.
ويوافق ويب إم دي في الرأي موقع لايف ساينس الأمريكي المتخصص أيضًا، والذي يؤكد أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» وافقت على أول اختبار للحصول على الأجسام المضادة للفيروس أملًا في تحقيق حلم الحصول على لقاح لكوفيد 19.
وأوضح الموقع تفاؤل عدد من العلماء بشأن نتائج اختبارات أكدت أن دماء الذين أصابهم فيروس كورونا وأصبحوا متعافين منه فيما بعد، قد يشكل سلاحا طبيعيا بلا مضاعفات وكاف للقضاء على الفيروس.
ونقل الموقع عن مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي Anthony Fauci قوله إن دم الشخص المتعافي من عدوى فيروسية ينتج بروتينات تحارب الفيروس نفسه «بأجسام مضادة»، يمكن استخراجها منه لضخها في دم المريض لتحميه مما قد يقضي عليه.
ولكن وعلى الجانب الآخر، أكد كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك ريان Mike Ryan، أن منظمة الصحة العالمية غير متأكدة مما إذا كان وجود أجسام مضادة في الدم يعطي حماية كاملة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد أم لا، وهو الأمر الذي قد يحبط أو يقلل من فاعلية هذا السيناريو.
مكملات المناعة
ومن تقوية المناعة داخليًا إلى الاعتماد على الحلول الخارجية في مواجهة الفيروس، حيث يدرس الأطباء في الفترة الحالية مدى جدوى تناول المرضى لمكملات المناعة التي تعتمد على فيتامين «د» وكذلك التعرض للشمس.
ونشرت مجلة بري برينتس العلمية المتخصصة دراسة لـ7 باحثين من حول العالم تؤكد أن الوقاية أفضل طريقة لعلاج فيروس كورونا -شأنه كشأن باقي الأمراض الأخرى- وبالتالي فإن تسليح مناعة الإنسان بفيتامين «د» قد يكون حلًا أو على الأقل مساهما قويا في تعزيز المناعة ضد الإصابة بالفيروس القاتل، خاصة عند الأقل تعرضًا للشمس وأصحاب البشرة الداكنة ممن تمتص أجسامهم أشعة الشمس بصعوبة.
وأشار الباحثون من حول العالم إلى بيانات أولية تدعم هذا الربط بين نقص فيتامين «د» والإصابة بفيروس كورونا. ووجدوا أن الدول الـ3، التي يوجد لديها أعلى معدلات الوفيات، وهي: إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لديها أيضًا أدنى متوسط مستويات فيتامين «د» بين البلدان المتضررة من الوباء.
وتضيف الشبكة: «يسمح انخفاض فيتامين د في فصل الشتاء بإصابة الإنسان بالأوبئة الفيروسية، ومن المحتمل أن يكون لدى الأشخاص الذين لا يتناولون مكملات فيتامين (د) مناعة منخفضة، بينما يمكن أن يقلل تناول تلك المكملات من خطر الأوبئة الفيروسية والأوبئة بعدة طرق».
أدوية موجودة
ورغم عدم عثور الأطباء وعلماء الأدوية على علاج أو لقاح فعال في مواجهة فيروس كورونا إلا أن هناك المزيد من الاختبارات التي تتم على بعض الأدوية الموجودة فعلًا على أمل نجاح أحدها في علاج فيروس كوفيد 19.
وهناك 3 أدوية -على وجه الخصوص- يجري اختبارها حاليًا بعد تحقيقها نتائج أولية طيبة في تخفيف تأثيرات فيروس كورونا المستجد، وهذه العقاقير هي: عقار «أكتيمرا Actemra» الذى يحتوى على المادة الفعالة «Tocilizumab» وهو دواء مضاد للالتهابات من صنع شركة الأدوية السويسرية Roche، وتم اكتشاف الصلة بينه وبين علاج أعراض الكورونا من قبل الحكومة الصينية.
والثاني هو عقار «فافيبيرافير» Favipiravir، وهو دواء مضاد ياباني للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
أما العقار الثالث، فهو عقار «بلاكنيل»، الذي تنتجه مجموعة سانوفي الدوائية الفرنسية، حيث أثبت هو الآخر نتائج إيجابية في مواجهة فيروس كورونا، وهو دواء مضاد للملاريا في الأصل.
وعن ذلك الأمر يقول موقع كلنيكال ترايلز إرينا، إن التجارب السريرية تسير على قدم وساق لاختبار فاعلية العقاقير الثلاثة في مواجهة الفيروس المستجد. ويضيف: «حتى الآن لم تثبت فعالية أي من العقاقير الثلاثة في القضاء على فيروس كورونا بشكل نهائي».
أجهزة المخابرات
وفي سيناريو مختلف لمحاربة كوفيد 19 ولكن خارج أروقة المعامل وتجارب المستشفيات تسخر العديد من دول العالم أجهزة مخابراتها في الوقت الحالي لتعرف بشكل أو بآخر على الدول الأخرى ما توصلت له كل دولة في حربها ضد الفيروسات والأوبئة.
ومنذ بداية اندلاع أزمة فيروس كوفيد 19 في ديسمبر 2019 طلبت إدارة الاستخبارات الأمريكية، المسؤولة عن جميع وكالات المخابرات الأمريكية الـ 17 إبلاغ البيت الأبيض بأي بيانات حول أصل فيروس كورونا وتطوره وانتشاره والسيطرة عليه في الصين وتحليل كل ذلك.
ولا تعتبر وكالة الاستخبارات الخارجية الأمريكية المعروفة، باسم «سي آي ايه» CIA، المسؤولة الوحيدة عن جمع بيانات في الفيروس، لمساعدة الأطباء والساسة على محاربته بطرق غير تقليدية، فالولايات المتحدة هي واحدة من البلدان القليلة التي لديها جهاز استخبارات خاص بالمعلومات الطبية والصحية، وهو ما يعرف بالمركز الوطني للاستخبارات الطبية «إن سي ام آي» NCMI الذي يخضع لسلطة وكالة الاستخبارات الدفاعية «دي آي ايه» DIA.
ومن أجل جمع معلومات حول فيروس كورونا المستجد، تستخدم أجهزة الاستخبارات الأمريكية مجموعة واسعة من الوسائل من أجل الحصول على معلومات، بما فيها صور جوية وأقمار صناعية وعملاء ومخبرون وكذلك التنصت على عمليات الاتصال.
ويجب افتراض أن الولايات المتحدة ستستخدم بشكل متزايد أذرعها الاستخباراتية خاصة في الصين أو إيران، فيما يخص الكورونا.
من جانبها لفتت شبكة بلومبرج الإخبارية، إلى أن هناك سباقا مخابراتيا لمعرفة أسرار الدول الأخرى الطبية الآن، مشيرة إلى أنه بفضل عملية الاستخبارات الأمريكية على مستجدات انتشار فيروس كورنا خلص تقرير سري إلى أن الصين أخفت مدى تفشي الفيروس التاجي في بلادها، حيث لم تبلغ عن إجمالي الحالات والوفيات التي عانت منها بسبب المرض، وقال اثنان من المسؤولين رفضا ذكر اسميهما إن التقرير خلص إلى أن أرقام الصين مزيفة.
ويمكن على سبيل المثال سؤال العملاء الأمريكيين داخل القيادة الصينية أو المخبرين في وزارة الصحة الإيرانية، عن الأرقام غير الرسمية للمصابين أو عن طرق انتشار غير معروفة للعدوى أو استراتيجيات مكافحتها. أيضًا، عندما يتوغل المتصنتون الأمريكيون في الاتصالات الحكومية، فإنهم يستمعون إلى ما يتعلق بطرق مكافحة وباء كورونا المستجد لتسليح دولتهم بأهم المعلومات أولًا بأول وإعطائها سلاحا سريا للتصدي للفيروس.
لايف ساينس: اختبار «معدومي الأعراض» للوصول للأجسام المضادة
بري برينتس: مكملات فيتامين «د» أحد الحلول الوقائية
كلنيكال ترايلز إرينا: تجارب سريرية على قدم وساق للوصول لعلاج
بلومبرج: سباق مخابراتي لمعرفة أسرار الدول الأخرى الطبية
-------------------
انفراجة قريبة يتمناها العالم بأسره لأزمة فيروس كورونا المستجد التي باتت مستعصية أكثر من اللازم ومضرة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أكثر من اللازم أيضًا. وبات من المؤكد الآن أن سنة 2020 ستوصف كعام وباء كوفيد 19، مثلما سميت سنة 1929 أزمة الكساد العظيم، أو الانهيار الكبير عام 1987، أو الأزمة المالية العالمية لسنة 2008. وفي الوقت الحالي تتكاتف الجهود الدولية للعثور على سيناريو أو بمعنى أصح حل مناسب للتخلص من كوفيد 19، أو على الأقل التخفيف من تأثيراته، التي تدفع بالنظام الحالي إلى حافة الهاوية، ولخصت وسائل الإعلام الدولية التفكير المشترك لبلدان العالم في 5 طرق رئيسية يمكن أن يؤدي واحد منها إلى نهاية ذلك الكابوس وتقوية المناعة الدولية ضد الفيروس، وتلك السيناريوهات هي:
مناعة القطيع
«مناعة القطيع» أو مناعة المجتمع Herd immunity وهو مصطلح تردد كثيرًا في الأوساط العالمية مؤخرًا، ويعني: «شكلا من أشكال الحماية غير المباشرة من مرضٍ معدٍ، يحدث عندما تكتسب نسبةٌ كبيرة من المجتمع مناعةً لعدوى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض» أو بمعنى أصح أن نمارس الحياة بصورة طبيعية، ومن ثم يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، بحيث تتعرف أجهزتهم المناعية عليه، وتتحصن ضده عندما يحاول مهاجمتهم مرة أخرى.
وتقول صحيفة إيفنينج ستاندرد البريطانية، إن السويد الأوروبية كانت أول المتبنين -على الأقل رسميًا- لتطبيق سيناريو مناعة القطيع في مواجهة الفيروس، وبخلاف الدول الأخرى قررت حكومة ستوكهولم عدم تطبيق حظر التجوال وترك المصانع والشركات وحتى المحلات والمتاجر مفتوحة دون إغلاق، معتمدة على نشر الوعي الطبي فقط بين الجمهور، وترك القرار الأخير للمواطنين في الالتزام بالتحذيرات من عدمه.
وأضافت الصحيفة: «يدعو رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الآن إلى تطبيق مناعة القطيع في مواجهة الفيروس لإنقاذ الاقتصاد البريطاني، ولكن علينا الانتظار ومراقبة تجربة السويد في هذا الصدد أولًا قبل تطبيق هذه الطريقة في المملكة المتحدة».
على الجانب الآخر، حذرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية على موقعها الإلكتروني من أن سلاح مناعة القطيع الذي تستخدمه السويد قد يرتد عليها ويضربها في مقتل، كما حذر الكثير من المتخصصين من اتباع هذه الاستراتيجية، وخاصة أن المستشفيات مكتظة بالمرضى والمصابين بفيروس كوفيد 19 بالفعل، وقد يسبب زيادة عدد الحاملين بالفيروس في نفس الوقت إلى سقوط النظام الصحي للدولة ووقوفه عاجزًا أمام المرض.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، جيرمي روسمان Jeremy Rossman، تأكيده على أن سبب عدم نجاح ما يسمى باستراتيجية مناعة القطيع أيضًا هو قدرة الفيروس على التطور جينيًا، وقال: «الفيروس يتحور ويطور نفسه باستمرار، ومن ثم سنحتاج إلى البحث عن أساليب مختلفة كل يوم لمكافحته».
وحتى الآن وقعت أكثر من 1000 حالة وفاة في السويد وحدها، بسبب تطبيق ذلك السيناريو، كما حصد الفيروس أرواح أكثر من 150 ألف إنسان حتى وقت كتابة هذا الموضوع حول العالم.
الأجسام المضادة
وهو سيناريو آخر ذو علاقة وطيدة بسيناريو مناعة القطيع وفيه يتم الاعتماد على المتعافين من الفيروس لسحب الأجسام المضادة التي شكلتها مناعتهم الطبيعية، ومن ثم استخدامها في تكوين لقاح وربما علاج من الفيروس مستقبلًأ.
وتقول شبكة ويب إم دي العلمية الأمريكية، إنه وحسبما تظهر الدراسات فإن نحو 50% من المصابين بفيروس كوفيد 19 تكون أجسامهم معدومة الأعراض أو ذوي أعراض مخففة، وذلك بصفة رئيسية بسبب مناعتهم القوية ضد الفيروس.
بالتالي وحسبما يستنتج العلماء، فإنه من الجائز نظريا استخدام هذه الأجسام المضادة بحقنها في أصحاب المناعة الضعيفة من المرض، شرط إجراء اختبارات على أصحاب الأعراض المعدومة أو الضعيفة للتعرف عليهم في المرتبة الأولى، ومن ثم إجراء المزيد من الاختبارات لدراسة كيفية عمل أجهزتهم المناعية داخليًا ضد المرض.
ويوافق ويب إم دي في الرأي موقع لايف ساينس الأمريكي المتخصص أيضًا، والذي يؤكد أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» وافقت على أول اختبار للحصول على الأجسام المضادة للفيروس أملًا في تحقيق حلم الحصول على لقاح لكوفيد 19.
وأوضح الموقع تفاؤل عدد من العلماء بشأن نتائج اختبارات أكدت أن دماء الذين أصابهم فيروس كورونا وأصبحوا متعافين منه فيما بعد، قد يشكل سلاحا طبيعيا بلا مضاعفات وكاف للقضاء على الفيروس.
ونقل الموقع عن مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي Anthony Fauci قوله إن دم الشخص المتعافي من عدوى فيروسية ينتج بروتينات تحارب الفيروس نفسه «بأجسام مضادة»، يمكن استخراجها منه لضخها في دم المريض لتحميه مما قد يقضي عليه.
ولكن وعلى الجانب الآخر، أكد كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك ريان Mike Ryan، أن منظمة الصحة العالمية غير متأكدة مما إذا كان وجود أجسام مضادة في الدم يعطي حماية كاملة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد أم لا، وهو الأمر الذي قد يحبط أو يقلل من فاعلية هذا السيناريو.
مكملات المناعة
ومن تقوية المناعة داخليًا إلى الاعتماد على الحلول الخارجية في مواجهة الفيروس، حيث يدرس الأطباء في الفترة الحالية مدى جدوى تناول المرضى لمكملات المناعة التي تعتمد على فيتامين «د» وكذلك التعرض للشمس.
ونشرت مجلة بري برينتس العلمية المتخصصة دراسة لـ7 باحثين من حول العالم تؤكد أن الوقاية أفضل طريقة لعلاج فيروس كورونا -شأنه كشأن باقي الأمراض الأخرى- وبالتالي فإن تسليح مناعة الإنسان بفيتامين «د» قد يكون حلًا أو على الأقل مساهما قويا في تعزيز المناعة ضد الإصابة بالفيروس القاتل، خاصة عند الأقل تعرضًا للشمس وأصحاب البشرة الداكنة ممن تمتص أجسامهم أشعة الشمس بصعوبة.
وأشار الباحثون من حول العالم إلى بيانات أولية تدعم هذا الربط بين نقص فيتامين «د» والإصابة بفيروس كورونا. ووجدوا أن الدول الـ3، التي يوجد لديها أعلى معدلات الوفيات، وهي: إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لديها أيضًا أدنى متوسط مستويات فيتامين «د» بين البلدان المتضررة من الوباء.
وتضيف الشبكة: «يسمح انخفاض فيتامين د في فصل الشتاء بإصابة الإنسان بالأوبئة الفيروسية، ومن المحتمل أن يكون لدى الأشخاص الذين لا يتناولون مكملات فيتامين (د) مناعة منخفضة، بينما يمكن أن يقلل تناول تلك المكملات من خطر الأوبئة الفيروسية والأوبئة بعدة طرق».
أدوية موجودة
ورغم عدم عثور الأطباء وعلماء الأدوية على علاج أو لقاح فعال في مواجهة فيروس كورونا إلا أن هناك المزيد من الاختبارات التي تتم على بعض الأدوية الموجودة فعلًا على أمل نجاح أحدها في علاج فيروس كوفيد 19.
وهناك 3 أدوية -على وجه الخصوص- يجري اختبارها حاليًا بعد تحقيقها نتائج أولية طيبة في تخفيف تأثيرات فيروس كورونا المستجد، وهذه العقاقير هي: عقار «أكتيمرا Actemra» الذى يحتوى على المادة الفعالة «Tocilizumab» وهو دواء مضاد للالتهابات من صنع شركة الأدوية السويسرية Roche، وتم اكتشاف الصلة بينه وبين علاج أعراض الكورونا من قبل الحكومة الصينية.
والثاني هو عقار «فافيبيرافير» Favipiravir، وهو دواء مضاد ياباني للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
أما العقار الثالث، فهو عقار «بلاكنيل»، الذي تنتجه مجموعة سانوفي الدوائية الفرنسية، حيث أثبت هو الآخر نتائج إيجابية في مواجهة فيروس كورونا، وهو دواء مضاد للملاريا في الأصل.
وعن ذلك الأمر يقول موقع كلنيكال ترايلز إرينا، إن التجارب السريرية تسير على قدم وساق لاختبار فاعلية العقاقير الثلاثة في مواجهة الفيروس المستجد. ويضيف: «حتى الآن لم تثبت فعالية أي من العقاقير الثلاثة في القضاء على فيروس كورونا بشكل نهائي».
أجهزة المخابرات
وفي سيناريو مختلف لمحاربة كوفيد 19 ولكن خارج أروقة المعامل وتجارب المستشفيات تسخر العديد من دول العالم أجهزة مخابراتها في الوقت الحالي لتعرف بشكل أو بآخر على الدول الأخرى ما توصلت له كل دولة في حربها ضد الفيروسات والأوبئة.
ومنذ بداية اندلاع أزمة فيروس كوفيد 19 في ديسمبر 2019 طلبت إدارة الاستخبارات الأمريكية، المسؤولة عن جميع وكالات المخابرات الأمريكية الـ 17 إبلاغ البيت الأبيض بأي بيانات حول أصل فيروس كورونا وتطوره وانتشاره والسيطرة عليه في الصين وتحليل كل ذلك.
ولا تعتبر وكالة الاستخبارات الخارجية الأمريكية المعروفة، باسم «سي آي ايه» CIA، المسؤولة الوحيدة عن جمع بيانات في الفيروس، لمساعدة الأطباء والساسة على محاربته بطرق غير تقليدية، فالولايات المتحدة هي واحدة من البلدان القليلة التي لديها جهاز استخبارات خاص بالمعلومات الطبية والصحية، وهو ما يعرف بالمركز الوطني للاستخبارات الطبية «إن سي ام آي» NCMI الذي يخضع لسلطة وكالة الاستخبارات الدفاعية «دي آي ايه» DIA.
ومن أجل جمع معلومات حول فيروس كورونا المستجد، تستخدم أجهزة الاستخبارات الأمريكية مجموعة واسعة من الوسائل من أجل الحصول على معلومات، بما فيها صور جوية وأقمار صناعية وعملاء ومخبرون وكذلك التنصت على عمليات الاتصال.
ويجب افتراض أن الولايات المتحدة ستستخدم بشكل متزايد أذرعها الاستخباراتية خاصة في الصين أو إيران، فيما يخص الكورونا.
من جانبها لفتت شبكة بلومبرج الإخبارية، إلى أن هناك سباقا مخابراتيا لمعرفة أسرار الدول الأخرى الطبية الآن، مشيرة إلى أنه بفضل عملية الاستخبارات الأمريكية على مستجدات انتشار فيروس كورنا خلص تقرير سري إلى أن الصين أخفت مدى تفشي الفيروس التاجي في بلادها، حيث لم تبلغ عن إجمالي الحالات والوفيات التي عانت منها بسبب المرض، وقال اثنان من المسؤولين رفضا ذكر اسميهما إن التقرير خلص إلى أن أرقام الصين مزيفة.
ويمكن على سبيل المثال سؤال العملاء الأمريكيين داخل القيادة الصينية أو المخبرين في وزارة الصحة الإيرانية، عن الأرقام غير الرسمية للمصابين أو عن طرق انتشار غير معروفة للعدوى أو استراتيجيات مكافحتها. أيضًا، عندما يتوغل المتصنتون الأمريكيون في الاتصالات الحكومية، فإنهم يستمعون إلى ما يتعلق بطرق مكافحة وباء كورونا المستجد لتسليح دولتهم بأهم المعلومات أولًا بأول وإعطائها سلاحا سريا للتصدي للفيروس.