فوزية الطوالة

من دروس جائحة كورونا بروز أهمية التطوع المؤسسي. وتتأكد ضرورة قيام هيئة وطنية للتطوع تكتسب قوتها وأهميتها من تبعيتها وتخصصها. وانطلاقا من رؤية الأمير الشاب سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان في التحول الوطني الذي لم يغفل عن التطوع بل جعله من أهم الأهداف الاستراتيجية لمشروع التحول الوطني.

وقد سررت بهذا التوجه ولطالما كنت شغوفة بالعمل التطوعي وحريصة على تتبع كل ما هو جديد في التطوع.

وفي أزمة جائحة كورونا زاد شغفي أكثر خصوصا في هذا الظرف الذي اتخذت فيه الدولة -شرفها الله- إجراءات للحد من انتشار العدوى بمرض Covid 19 بفرض الحجر المنزلي واتخاذ سياسة التباعد الاجتماعي. جال بي فكري واهتمامي فانطلقت كالعادة أصمم المبادرات التطوعية تارة وتارة أتصفح الجهود التطوعية في ظل هذه الجائحة.

ومع انطلاقة منصة العمل التطوعي التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي استبشرنا بها خيرا بقرار دولتنا وهو إقرار نظام العمل التطوعي في المملكة. وبدأت البحث علني أجد فرصة تطوعية لي ولفريقي لنساهم في مكافحة هذه الجائحة وندعم وزارة الصحة وأتنقل في ميادين التطوع، حتى وصلني رابط بعنوان (التسجيل في منصة التطوع الصحي المجتمعي). تصفحت الموقع فوجدت منصة خاصة لوزارة الصحة التي تقود مكافحة الأزمة بكفاءة واقتدار رغم انشاغلها بالفرق الطبية والجولات الميدانية، وجندت كل طاقتها في التوعية والعلاج والمتابعة الدقيقة لمحاصرة الفيروس وتنشر تقارير يومية دقيقة جدا لعدد المصابين بهذا الفيروس والكشف المبكر الوقائي للحالات المشتبه بها تلك الوزارة التي تستقبل أعداد المصابين بشكل يومي رغم عظم المسؤولية عليها أجدها تطلق منصة التطوع.

أخذني شغفي وحبي للتطوع على أن أكمل المشوار وأسجل في المنصة ويا للمفاجأة وجدت ما يسر الناظرين من عمل مهني علمي مبني على أسس صحيحة وجدت المنصة تربط تسجيلك بسجلك المدني وبياناتك في بوابة أبشر.

ليس ذلك فحسب بل وجدت عرضا تختار منه أهم فرصة تطوعية تناسب قدراتك، وهنا صناعة الفرصة بجدارة قمت باختيار ما يناسبني حسب مهاراتي. أكملت التسجيل وجدت أنه لا يمكن أن تحصل على التطوع في جائحة كورنا وتصبح متطوعا صحيا إلا بعد اجتياز الدورات والرحلات التعليمية، ورغم قلة صبري للتقنية أحيانا لكن تعلقي بالتطوع جعلني أكمل. سوف أحكي لكم ما وجدت وجدت أربع رحلات علمية كل رحلة علمية لا تتجاوزها حتى تكملها.

والجميل وما أبهرني فعليا لا تسطيع التلاعب في الرحلة كل رحلة تشمل عشرات الفيديوهات التعليمية عملت حديثا بلغة عربية سليمة وبطريقة تدريبية رائعة وطرح ثري جميل بعضها أول رحلة هي تعريف بالعمل التطوعي وأسياساته بطريقة احترافية ثلاثة مقاطع تعليمية إثرائية تقريبا مع بطاقات تعريفية وأسئلة واختبار هذا فقط للرحلة الأولى ثم تليها بقية الرحلات انفوجرافيك وبعضها لأطباء الصحة في مملكتي كل رحلة لديها أكثر من مقطع تعليمي إلى ثلاثة مقاطع.

بعدما تشاهد كل المونتاجات التعليمية الطبية الثقافية تنتقل لحل الأسئلة بتقنية عالية جدا وبرمجة دقيقة لا تقبل الخطأ، ثم تصادفك بطاقات لتصل كل بطاقة بما يناسبها وفي كل رحلة تعريف بالفيروس وطرق الوقاية والتعامل مع المصاب وطريقة اللباس وخلعه أثناء التواجد في أماكن المصابين وتجد مفاهيم كثيرة، الفرق بين العزل الطبي والحجر المنزلي، وبعد أن تنهي الرحلات التعليمية الأربع تنتقل للدورات التدريبية وهي ثلاث دورات مسجلة دورة للإجابة عن أسئلة المتطوعين شاملة وكافية يقوم بالرد أحد الأطباء المختصين، ودورة أخرى عن فيروس كورونا أيضا يقدم الدورة أحد الأطباء المختصين وآخر دورة هي للصحة النفسية تقدمها دكتورة في وزارة الصحة وهي كيف تتعامل مع المريض والضغوطات في ظل هذه الجائحة.

وكل دورة لا بد أن تجيب عن الأسئلة لتنقل للدورة التي تليها وبعد إكمالك تحصل على شهادة إلكترونية بسرعة وبنفس الوقت.

توقفت وابتسمت فخرا وشموخا، هذا نموذج وطني لوزارة تحمل عبئا كثيرا رغم ذلك أبدعت جدا في منصة التطوع التي أطلقتها ودار في بالي الكثير من الأسئلة:

ألسنا بحاجة لهيئة وطنية للتطوع مستقلة تحتضن مثل هذه المنصة؟

ألسنا بحاجة لهيئة وطنية تسجل منصات الوزارات وتقيم عملها، وتسجل إنجازات كل وزارة في العمل التطوعي؟!

من يا ترى يقيم عمل هذه المنصة، وأمثالها؟!

إذا كانت الوزارة المؤهلة والمكلفة للعمل التطوعي لم تسجل إلا ألفي متطوع حسب آخر تصريح سمعته لمديرة إدارة التطوع في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية! كيف نجحت وزارة الصحة باستقطاب مئتي ألف خلال ساعتين؟!

وكيف نجحت في تدريبنا على التطوع الصحي بمهنية عالية لا مجال للخطأ فيها؟!

كم لقاء إلكتروني عمل عن التطوع وكم من مؤتمر نفذ وكم من دورة قدمت في التطوع.

وزارة الصحة اختصرت دورة أساسيات العمل التطوعي في رحلة تعليمية مبهرة وهذا ما نحتاجه، لا نحتاج للتنظير والصور والأسماء التي تظهر، نحتاج لمن يحتضن ويدرب هذه الطاقات من شبابنا وفتياتنا وخصوصا في ظل هذه الأزمة وحتى لا يحمل كلامي على والنقد والتقليل أود بيان أني لست ضد أي وزارة أبدا لكن ما زلت أرى فوضى التطوع وظهور منصات مثل منصة الدفاع المدني والهلال الأحمر ونسمع عن إنشاء منصة الحج أيضا وغيرها.

باعتقادي أن وطني قادر على تنظيم العمل التطوعي تحت هيئة وطنية للتطوع، قادرة على الاستفادة من كوادر كل وزارة وحث كل وزارة على تسجيل منصتها ومتطوعيها هنا سوف يكون السباق للعمل التطوعي كبيرا جدا مما يعود بالنفع والفائدة على دعم اقتصاد الوطن وبناء قدرات شبابه وتحقيق رؤية المملكة وتوحيد جهودهم في كيان مؤسسي موحد.

فهل يتحقق هذا الأمل في القريب العاجل؟! أتمنى ذلك.

@FawzyahALtwalah