صابرين أحمد العواثم

تلعب الاتجاهات دورا مهما في تحديد السلوك الذي يسلكه الفرد، كالجماعات التي يرتبط بها والفلسفة التي يؤمن بها، وتتوجه استجابات الفرد بحيث تكون ثابتة نحو الموضوعات والمواقف في البيئة. وهناك تأثير متبادل بين سلوك الفرد واتجاهه، فهي تعد سلوكا غامضا وواضحا في آن واحد، لذا لابد من تعريف الاتجاهات قبل محاولة التعرف عليها أو قياسها (العمايرة، 2014، ص:12).

فإن للاتجاهات تأثيرا على الأفراد ذوي صعوبات التعلم التي تمثل جزءا كبيرا من المجتمع المدرسي في الوقت الراهن حيث تكون سلبية أو إيجابية من أفراد المجتمع والهيئة التعليمية، كون أنها تلعب دورا هاما في نجاح الكثير من البرامج التعليمية وتساهم في تطويرها وتقدمها والأخذ بحقوقهم العلمية والعملية.

وهنا كان لنا أن نسلط الضوء على أكثر الاتجاهات المؤثرة نحو الأفراد ذوي صعوبات التعلم وما يرتبط بهذا الاتجاه من ناحية الأسرة، ومعلم الصف العادي، والإدارة المدرسية، والطلاب من غير ذوي الإعاقة وأخيرا المجتمع.

- الاتجاهات السائدة مع الأسرة

تلعب الأسرة دورا هاما حيث إنها المؤسسة التعليمية والاجتماعية الأولى فهي تؤثر على وجود الأفراد ذوي صعوبات التعلم من خلال التنشئة الوالدية وتؤثر عليها ثقافة الوالدين والقيم السائدة والعادات وتقبل الذات والعلاقة الزوجية والنظرة العامة للطفولة، حيث يتطلب من الآباء كثرة الاطلاع والمساهمة في زيادة الوعي الثقافي من ناحية ذوي الإعاقة بشكل عام وكيفية تنشئتهم التنشئة السليمة لمواجهة المجتمع المدرسي والحياة العامة (الكتاني، 2000).

- الاتجاهات السائدة مع الهيئة التعليمية ومعلم الصف العادي

إن الاتجاهات التي يحملها مديرو المدارس نحو برنامج صعوبات التعلم في غرف المصادر في مدارسهم لها أهمية كبرى في نجاح هذا البرنامج أو فشله، فاتجاهات المديرين الإيجابية تسهم بشكل كبير في دعم وتفعيل البرنامج، وذلك من خلال تلبية جميع متطلبات معلم التربية الخاصة والتلاميذ ذوي صعوبات التعلم المادية والمعنوية وتمكين معلم التربية الخاصة من ممارسة عمله بارتياح وتقديم الخدمات التربوية المناسبة (صوالحة، 2014، ص.5).

كما يعتبر المعلم جزءا من عملية التعلم الكلية التي تتم في حجرة الدراسة فهو المسؤول عن تربية الأجيال، كما أنه ليس ناقلا للمعلومات فقط وإنما دور المعلم أشمل بكثير فهو المدرب الشخصي للمتعلم جسميا ونفسيا، لذلك تناولت بعض الدراسات أن المعلمين لمن ليس لديهم خبرة تخصصية يكونون توقعات سلبية مسبقة عن العديد من المتعلمين ذوي صعوبات التعلم قبل حدوث عملية التعلم، لذا يتوجب على المعلمين الاجتهاد في التعرف على المتعلم بالقراءة والاطلاع وسؤال ذوي الخبرة.

ولذلك فإن المتعلمين من ذوي صعوبات التعلم يعانون من مشكلات أكاديمية ونتيجة لما يتلقونه من اتجاهات سلبية من قبل بعض المعلمينن فذلك يساهم في تثبيت بعض المفاهيم السلبية للأقران من ناحية وزيادة تعقيد السلوك الصفي غير الاجتماعي من ناحية أخرى (إبراهيم، 2010، ص. 189).

وبناء على ما ذكر سابقا فإن فاعلية البرامج التربوية الفردية المقدمة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم تعتمد بشكل كبير على الاتجاهات الإيجابية للمعلم حيث تقرر مدى نجاحه على المستويين المهني والشخصي.