مشاري العقيلي

يبدو أننا أمام فرص استثمارية عديدة فور انقضاء أزمة فيروس كورونا، حيث إن هناك اقتصادات ستعمل، وسنرى كثيرا من الفرص. ذلك ما أشار إليه معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر الرميان، وهو ما نثق فيه من واقع الأداء الاقتصادي المتماسك والمتوازن في بلادنا حيث تراجعت معدلات نمو كثير من الاقتصادات فيما لا نزال بحول الله والإدارة الحكيمة لاقتصادنا في وضع سيجعلنا في المستقبل القريب أكثر قربا من تحقيق مشاريع الرؤية والبرامج الاقتصادية التي تعمل على تنفيذها.

الدلالات المتفائلة لمعالي الأستاذ ياسر الرميان تكمن كذلك في قوله إن الصندوق يتفقد فرصا للاستثمار في مجالات مثل الطيران والنفط والغاز والترفيه، وتلك قطاعات ظلت تشهد نموا مهما قبل الأزمة الصحية العالمية وأثبتت فعاليتها لحاجة المجتمعات في مختلف دول العالم إليها، وعليه، فلا يتوقف الاستثمار في هذه المجالات على صندوق الاستثمارات العامة وحسب، وإنما هو مؤشر للمستثمرين للذهاب بعيدا في هذه المجالات وغيرها.

تلك الفرص التي تحدث عنها الأستاذ الرميان هي ما ينبغي أن نتوسع فيه لأن الدراسات الاقتصادية تؤكد الحاجة إلى الاستثمار فيها، ولا يتوقع أن تظل الأزمة الصحية لفيروس كورونا مقيدة للعالم واقتصاداته دون سقف زمني محدد، فقريبا ينكشف الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها، ما يتطلب استعدادات لاغتنام الفرص الاستثمارية التي تطرأ أو حتى التي يمكن أن نبتكرها وننفذها في اقتصادنا الداخلي أو نستثمر بها خارجيا.

الاستثمارات الصحية نفسها تبدو مغرية وملهمة، ويمكن للصناعات الدوائية والبحثية أن تشكل استثمارا قويا في حاضر ومستقبل البشرية، لأنه من المهم أن يصل البشر إلى التقاط المهددات الصحية في وقت مبكر والتعامل معها بصوة علمية عاجلة قبل أن تتطور الأمور كما في وضعنا الحالي وأصبح العالم بأكمله تحت قيد الفيروس ومع مزيد من الضحايا، لذلك فلا بد أن يكون هناك استثمار صحي وعلمي في احتمالات مثل هذا الوباء وحتى برامج التوعية الصحية لأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أي خلل صحي بهذا المستوى يتسبب في كوارث اقتصادية ضخمة.