هاجر حواس الشمري

في مقالها بعنوان «قضية الاتجاهات نحو الأفراد ذوي صعوبات التعلم» تحدثت الزميلة صابرين أحمد العواثم عن فاعلية البرامج التربوية الفردية، المقدمة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، تعتمد بشكل كبير على الاتجاهات الإيجابية للمعلم، حيث تقرر مدى نجاحه على المستويين المهني والشخصي.

ولعلي أكمل هنا سرد ما هو تلخيص لبحث مشترك بيننا، وأنوه على ضرورة الاستفادة من خبرات المدارس الأخرى، بنشر إنجازات ونجاح غرف المصادر وكيفية أدائها والسياسة المطبقة، مما تتيح الفرص إلى نقل هذه التجارب وتعميمها، وعقد المزيد من الدورات التربوية لكافة أعضاء الهيئة التعليمية.

- الاتجاهات السائدة مع الطلبة من غير ذوي الإعاقة:

إن معرفة الأطفال من غير ذوي الإعاقة بخصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم له أثر كبير في تكوين اتجاهات إيجابية نحو الأطفال ذوي صعوبات التعلم، ولذلك فإن عملية الدمج تعمل على زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الأطفال من غير ذوي الإعاقة والأطفال ذوي صعوبات التعلم.

فإن فهم ومعرفة اتجاهات الأطفال من غير ذوي الإعاقة نحو أقرانهم من ذوي الإعاقة أمر ضروري، ليس فقط لتعزيز العلاقات بين الأطفال من غير ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الإعاقة، ولكن أيضاً في تصميم التدخلات التعليمية التي من شأنها غرس اتجاهات إيجابية نحو الأشخاص ذوي الإعاقة (العمايرة، 2014،ص: 14).

- الاتجاهات السائدة مع المجتمع:

إن ما يجده ذوو الإعاقة اليوم من تطور في الخدمات المقدمة، يساهم في تلبية رغباتهم في الاندماج مع المجتمع، وذلك من خلال تعايشهم مع الآخرين وتتغير هنا الاتجاهات بشكل فعّال مع توعية المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية؛ لتغطية شريحة أكبر وتداول أهمها من خلال إظهار النماذج الناجحة وتعميمها والاستفادة من مراكز الحي الصغيرة في نشر سبل التعامل مع ذوي الإعاقة بشكل عام وصعوبات التعلم بشكل خاص، وإتاحة الفرص أمامهم بالمشاركة في الأعمال المهمة، وما يمكن أن يفيد المجتمع فيه، وذلك ينمي الاتجاهات الإيجابية نحو ذوي الإعاقة بشكل عام، فالفرد من ذوي صعوبات التعلم هو جزء من نسيج هذا المجتمع، وإن تغيير الاتجاهات يؤدي إلى نجاحه وتمتعه بالصحة النفسية.

أخيرا.. إن عملية تغيير الاتجاهات والتوعية هي السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله الانتقال من الاتجاهات السلبية إلى الإيجابية في مجتمعاتنا العربية، ولذلك نسعى أن نكثف الجهود لإحداث تغيرات تتوافق مع رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، وأن يتوجه الباحثون والمختصون في تبني هذه القضية لغرس اتجاهات إيجابية وأكثر فعالية مع ذوي الإعاقة.