عبدالعزيز الذكير يكتب:

شخصيا لم أجد صلة مباشرة بين التصوير الضوئي والمعدة، حاولت البحث والتقصي بعد أن راجت موضة تصوير موائد الطعام. بعض من شبابنا (والشابات أكثر) يقضون مواسم السياحة في أوروبا ويصورون مائدة الطعام، ثم يرسلونها إلى الأقارب والأصدقاء، وفي رمضان يرسلون صور مائدة إفطارهم الرمضاني إلى الزملاء والمعارف. هذه السنة، الظاهر بسبب الجائحة قلت تلك التقليعة ولا أدري عن هذا النوع من إشباع الهواية وهل هو فن جديد لا نعرفه يعتمد على العمق البؤري، ومن يجيدها فهو بارع يستحق التقدير، أو جائزة عالمية كبرى يجتاز فيها الفائز سجادة حمراء! ويحضرها علية القوم.. ومصورو وكالات الأنباء. أو إنها عادة تبادل إيحاءات لإظهار التفوق الاجتماعي والامتياز والبروز، أم إن الموضوع يخفي شيئا من الحسرة والشجن لكون آلة التصوير في الماضي تمثل خطيئة أو جريرة وذنبا لا يغتفر، ولا يستطيع امتلاكها إلا القلة.

بعد ظهور أخبار إتاحة الهوية للمرأة، تيقن الناس أن هذا الإجراء سيختصر زمن المعاملات القضائية التي امتلأت بها محفوظات المحاكم في بلادنا، بسبب تراكم قضايا لم يفصل فيها لوجود تشابه وازدواج وتوكيلات صادرة عن غير أصحابها الحقيقيين من الأفراد ومنهم أو أكثرهم من النساء.

والناس في الغرب رجالا كانوا أم نساء لم يمروا بمسألة إثبات الشخصية هذه، ورخص القيادة لا تحمل صورا. والصورة الوحيدة هي ما يلصق على جواز السفر ولا ينظر إليها رجال المعابر البرية والمطارات إلا في حالة الشك. ومرت بلادنا عبر سنينها الإدارية والرقابية بمواقف صعبة فقبيل السبعينات الهجرية من القرن الماضي لم تكن الصورة مطلوبة أصلا، لسبب وحيد هو أنه لا يوجد مصور!، رغم أن إدارات الجوازات خصصت مربعا في أول جواز سفر سعودي لكي تلصق الصورة الضوئية

كانوا حتى قرابة السبعينات الهجرية يضعون عبارة (لا يوجد مصور) مكان الصورة. وجد المصورون وحالت دون وضع صورة المرأة عراقيل وصعوبات.

في جواز سفرالمرأة كانوا يكتبون في مربع الصورة (محجبة) وبالإنجليزية Veiled..مع كون موظف الجوازات يرى وجهها أمامه، و«متمكيجة» أيضا مما يدفعه للبحث عن سبب وتبرير.

الكاميرا أرادت أن تعاقبنا على نسيانها لزمن، فاتجهت للمعدة !.

A_Althukair@