أماني العجلان

‏شطر من بيت للشاعر محمد الحداري تناقله الناس فيما بينهم حتى بات مثلا شهيرا يدل على أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

‏منذ ٢٠١٥ حتى اليوم تعمل السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- للخلاص من الأفكار المتطرفة بجميع أشكالها، حتى نهنأ نحن بحياة متناغمة تضم الجميع وتحتوينا بكل أفكارنا تحت مظلة نظام الدولة المستمد من الشرع كتاب الله وسنة نبيه.

‏ومع كل الإصلاحات التي نفذتها الدولة إلا أن هناك العديد من الذئاب البشرية المتخفين بيننا يتوشحون عباءة الوطنية ويحملون أجندات تياراتهم المفسدة.

‏بالرغم من تصدر تيار واحد للمشهد في وقت مضى إلا أن هناك تيارات أخرى مضادة بالمظهر ومتشابهة بالجوهر، يظن متابعو المشهد أنها مختلفة ولكن المراقب لها سيجدها تعمل على خط سير واحد وكأنها مجموعات واتس أب مختلفة مديرها واحد، يفصل محتوى كل مجموعة حسب أهواء مريديها وبكلماتهم التي تطرب آذانهم.

‏ولكن الواقع يقول إن المواطن رجل الأمن الأول، يحرص الغيور منهم على متابعة كل ما يحدث فتدور برأسه تساؤلات واستفسارات قد يصيب وقد يخطئ لكن النوايا الحسنة تجمعهم، ولعل هذه الأسئلة أزعجت الكثيرين فبدأ الحديث عن سوء استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي.

‏لا يمكن منع أحد من التفكير والسؤال، هناك من هو مسؤول عن تصفية تلك الأسئلة والبحث خلف صحتها ومدى موضوعيتها، وهذا إجراء طبيعي يكفل للجميع حقهم، المذنب يعاقب والبريء يعود مرفوع الرأس.

‏إلا أن الذئاب أخذوا بتغيير أساليبهم لتتماشى مع الوعي الجمعي الذي يزيد يوما بعد يوم وخصوصا بعد أن رأى الجميع قيمة المواطن السعودي مقارنة بدول العالم.

‏ومن تلك الأساليب أن يقوم أحدهم بنشر معلومة مغلوطة يغازل بها الأعداء دون أن يثير ريبة أحد بالوقت الذي يدفع فيها الأموال لتمويل من يشكك بكل شخص يحاول نيل شرف المشاركة لحماية الوطن.

‏ليخلو له الجو فيتصدر المشهد وكأنه أحد أبطال مارڤل الخارقين، سوبرمان الوطن دون أن يعلم أن الحجر المنزلي ساعد الكثير من الناس المحبين للوطن لحل اللغز كما كان يفعل رجل المستحيل أدهم صبري.

‏تحضرني قصة من قصص الأولين عن تاجر في سوق الديرة حيث كان باعة المحلات لا يبيعون اللحم إلا في المناسبات، خوفا من فساد اللحم لعدم وجود ثلاجات قديما، إلا أن التاجر الطماع أراد أن يخلو له الجو ويتفرد بالكسب وحيدا فقال لبقية التجار إن هناك راعي إبل سيذبح ذبيحة ويوزع لحمها صدقة إلا أن المكان بعيد.

‏فأقفل التجار دكاكينهم وتوجهوا للمكان الذي أخبرهم عنه التاجر ليبحثوا عن رزقهم، ولعل الشيطان وسوس للتاجر الطماع فخشي أن يصدق خبره ويحصل التجار على لحم فقرر اللحاق بهم.

‏لذلك نقول:

‏من قال بالناس قالوا به..

‏ومن عال تاتيه عيالي..

@AmaniAAJ