د. سعيد عطية أبوعالي

«والعلم، وما أدراك ما العلم، هو امتلاك ناصية الحياة، إن جاء تحت مراقبة الله. ننتظر مقالكم وفقكم الله» رسالة وصلتني من الصديق الدكتور سعد بن عطية الغامدي.

العلم عندي يجب أن يكون لصلاح الإنسان فالصلاح أعمّ وأشمل من الصلاحية. الصلاح في العلم يشمل الإنجاز ويخاطب المستقبل ويرتقي بالحياة. أمَّا الصلاحية فتعنى بالإنجاز فقط.

جهود العَالِم الفرنسي لويس باستور (ت 1895م) في مجال الكيمياء جمعت بين الصلاح والصلاحية؛ بينما جهود عالم الفيزياء الإيطالي الأمريكي إنريكو فيرمي (ت 1954م) ركَّزتْ على الصلاحية فقط فقدَّمتْ لنا القنبلة الذرية.

إنَّ (العلم) إذا اقترن (بالأخلاق) فهو في الغالب علم نافع للإنسانية. والأخلاق في أساسها تحرص على صالح الإنسان ورقي حياته.. والدين هو مصدر الأخلاق.

وباستقراء تاريخ تطور (العلم الطبيعي) عند المسلمين نجد أنَّ علماءهم وفي مقدمتهم الخوارزمي وهو واضع علم الجبر (ت 232هـ - 847م) طوَّروا الصفر وجعلوا له قيمة رقمية إذا جاء على يمين العدد. واعتمدت الثقافات والحضارات الإنسانية جميعها هذا التطوير بنفس طريقة الخوارزمي والتقنية المعاصرة بجميع وسائلها تعتمد على الصفر؛ وأرى الصفر ما زال مطلاً على المستقبل.

أمَّا جابر بن حيّان بن عبدالله الأزدي (ت 197هـ - 813م) فقد تتلمذ على السيد جعفر الصادق وناصر العباسيين. ألَّف مئات الكتب في الكيمياء والطبّ وشرح أرسطو وأفلاطون. تُرجِمَتْ بعض أعماله إلى اللاتينية. هو أبو الكيمياء.

والأمل يظلُّ مشرقاً من خلال مشاركة آلاف الأطباء السعوديين زملاءهم في الغرب للتصدِّي لوباء كورونا، وكذلك قيام فريق بحثي سعودي مع زملاء لهم في أوكسفورد ببريطانيا بالبحث عن لقاح معتمد لوباء كورنا المستجد.

ونترقب نجاح ما توصَّل إليه فريق البحث بالإمارات العربية من لقاح ضد كورونا.

واليوم.. وفي ظل جائحة كورونا نتذكر جرّاح القلب اللبناني الأمريكي مايكل دبغي (ت2008م) هاجَرَ مع والديه إلى أمريكا. درسَ الطبّ وزاوَلَهُ حتى وفاته وعمره مائة عام.

أحمد حسن زويل (ت 2016م) عالم الكيمياء المصري الأمريكي. تخرج في جامعة الإسكندرية وواصل دراساته في أمريكا.

الدكتور السعودي محمد بن راشد الفقيه وُلِدَ في مدينة حرمة بنجد. قابلتُه بالكويت وكان قد أجرى يومها ستة آلاف عملية. هو الأجنبي الوحيد يحمل درجة بروفيسور (أستاذ دكتور) من جامعة هارفارد الأمريكية.

aboaalisa@yahoo.com