هل التوبة والاستغفارعلاج نفسي؟ طرحت هذا السؤال لأن كثيرا من الناس يشعر بالراحة النفسية والاطمئنان والسلام الداخلي بعد توبته من الذنب أو بعد استغفاره من التقصير، فما تفسير هذا الشعور؟ قبل أن نفسر هذه المشاعر ونجيب عن هذا السؤال لابد أن نعرف آثار الخطأ والذنب على نفسية المذنب، فعندما يرتكب الإنسان الخطأ أول شعور يشعر به هو (الحزن) سواء تجاه نفسه والناس أم تجاه ربه، ثم تتوالى المشاعر السلبية الأخرى عليه من توتر وقلق واكتئاب، وبعضهم يصل به الحال إلى كراهية نفسه، ويتمنى أن يتخلص من الدنيا ليرتاح، فيعيش بمشاعر مؤلمة من الفشل والإحباط واليأس، وبعضهم يقرر اعتزال الناس بسبب كراهيته لنفسه، بالإضافة إلى ضعف الثقة بالنفس والتردد.
هذه المشاعر السلبية التي ذكرناها كلها مشاعر قلبية نفسية، وعلاجها بالتوبة والاستغفار لأن التوبة تعيد للنفس توازنها فينطلق التائب بروح إيجابية متفائلة وبأمل متجدد نحو ذاته وحياته، ويشعر بالسعادة لأنه تخلص من عقدة الذنب وتأنيب الضمير، فالتوبة تغسل النفس وتزيل الأثقال وتذهب الهموم، فالتوبة والاستغفار يفعلان بالإنسان مفعول السحر، كما أن التوبة تحرر النفس من الشعور بتحقير الذات وتعيد الثقة بنظرة الإنسان لنفسه، وتجعل الشخص يقبل نفسه بحساناتها وسيئاتها بعدما كان يحاربها ويحقرها وكارها لها، وكذلك تحرر التائب من الخوف والقلق والتوتر الذي يعوق نجاحه، وتقوي الإنسان في مواجهة شياطين الإنس والجن، لأن التائب لجأ إلى ربه واستعان به ووثق برحمته وعفوه، فلما صحح علاقته مع ذاته وربه وفوض أمره لله، شعر بالراحة النفسية والاطمئنان القلبي، وهذا هو هدف العلاج النفسي، فالتوبة إذن علاج نفسي للنفس البشرية.
ومما يشجع التائب للثبات على توبته أنه يعلم بفرح الله ومحبته له، كما قال تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، ومما يجعله لا يكرر خطأه مرة أخرى، المكافأة الكبيرة التي يحصل عليها عند توبته، وهي تبديل السيئات إلى حسنات، وقد ذكرها الله تعالى بعدما عدد أنواعا من السيئات، منها أن يدعو الإنسان مع الله إلها آخر، أو يقتل النفس أو يرتكب الزنا، فمن يفعل ذلك فله عذاب عظيم إلا من تاب كما قال تعالى إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما، فتبديل السيئات لحسنات من أكبر الحوافر التي تشجع الإنسان على التوبة والشعور بالراحة النفسية.
ولكن للتوبة شروطا حتى تكون صحيحة، أولها (الندم) على فعل الذنب، وثانيها (الإقلاع) بمعنى أن يترك الذنب، وثالثها (المجاهدة) بأن يجاهد نفسه بعدم تكرار نفس الذنب مرة أخرى، أما الاستغفار فهو كلمة تقال باللسان، وهو نوع من أنواع الذكر يكسب الذاكر الحسنات ويمحو عنه السيئات فيشعر بالراحة والرضا والسلام الداخلي.
فالتوبة والاستغفار سحر السعادة في الحياة، وحتى الأنبياء كانوا يتوبون كما وصفهم القرآن الكريم فنبي الله داوود عليه السلام تاب من حادثة الخصم الذين تسوروا المحراب فقضى لأحدهما قبل أن يسمع دفاع الخصم الآخر، وموسى عليه السلام تاب من طلبه النظر إلى الله تعالى، ويونس عليه السلام تاب لأنه ترك قومه بعدما رفضوا الانقياد له، ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستغفار في كل مجلس ويقول: (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).
فالإنسان بطبيعته ضعيف ومعرض للخطأ، فتأتي التوبة والاستغفار ليعطيانه القوة والثقة، من خلال تكنيك إلغاء الخطأ الذي عمله وتصحيح نظرته لنفسه، وكما هو معروف فإن الأمراض نوعان بدني وقلبي، فأمراض الأبدان تشخص بما يظهر عليها من أمراض أو من خلال الأشعة، بينما أمراض القلوب تتأثر بالمعاصي ويصعب تشخيصها إلا من الشخص نفسه عندما يشعر بالهم والغم، وعلاجها بالتوبة والإيمان والدعاء والتقوى، ولهذا نحن نقول إن التوبة والاستغفار علاج نفسي، لأنه إذا صلح القلب صلح سائر الجسد.
@drjasem
هذه المشاعر السلبية التي ذكرناها كلها مشاعر قلبية نفسية، وعلاجها بالتوبة والاستغفار لأن التوبة تعيد للنفس توازنها فينطلق التائب بروح إيجابية متفائلة وبأمل متجدد نحو ذاته وحياته، ويشعر بالسعادة لأنه تخلص من عقدة الذنب وتأنيب الضمير، فالتوبة تغسل النفس وتزيل الأثقال وتذهب الهموم، فالتوبة والاستغفار يفعلان بالإنسان مفعول السحر، كما أن التوبة تحرر النفس من الشعور بتحقير الذات وتعيد الثقة بنظرة الإنسان لنفسه، وتجعل الشخص يقبل نفسه بحساناتها وسيئاتها بعدما كان يحاربها ويحقرها وكارها لها، وكذلك تحرر التائب من الخوف والقلق والتوتر الذي يعوق نجاحه، وتقوي الإنسان في مواجهة شياطين الإنس والجن، لأن التائب لجأ إلى ربه واستعان به ووثق برحمته وعفوه، فلما صحح علاقته مع ذاته وربه وفوض أمره لله، شعر بالراحة النفسية والاطمئنان القلبي، وهذا هو هدف العلاج النفسي، فالتوبة إذن علاج نفسي للنفس البشرية.
ومما يشجع التائب للثبات على توبته أنه يعلم بفرح الله ومحبته له، كما قال تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، ومما يجعله لا يكرر خطأه مرة أخرى، المكافأة الكبيرة التي يحصل عليها عند توبته، وهي تبديل السيئات إلى حسنات، وقد ذكرها الله تعالى بعدما عدد أنواعا من السيئات، منها أن يدعو الإنسان مع الله إلها آخر، أو يقتل النفس أو يرتكب الزنا، فمن يفعل ذلك فله عذاب عظيم إلا من تاب كما قال تعالى إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما، فتبديل السيئات لحسنات من أكبر الحوافر التي تشجع الإنسان على التوبة والشعور بالراحة النفسية.
ولكن للتوبة شروطا حتى تكون صحيحة، أولها (الندم) على فعل الذنب، وثانيها (الإقلاع) بمعنى أن يترك الذنب، وثالثها (المجاهدة) بأن يجاهد نفسه بعدم تكرار نفس الذنب مرة أخرى، أما الاستغفار فهو كلمة تقال باللسان، وهو نوع من أنواع الذكر يكسب الذاكر الحسنات ويمحو عنه السيئات فيشعر بالراحة والرضا والسلام الداخلي.
فالتوبة والاستغفار سحر السعادة في الحياة، وحتى الأنبياء كانوا يتوبون كما وصفهم القرآن الكريم فنبي الله داوود عليه السلام تاب من حادثة الخصم الذين تسوروا المحراب فقضى لأحدهما قبل أن يسمع دفاع الخصم الآخر، وموسى عليه السلام تاب من طلبه النظر إلى الله تعالى، ويونس عليه السلام تاب لأنه ترك قومه بعدما رفضوا الانقياد له، ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستغفار في كل مجلس ويقول: (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).
فالإنسان بطبيعته ضعيف ومعرض للخطأ، فتأتي التوبة والاستغفار ليعطيانه القوة والثقة، من خلال تكنيك إلغاء الخطأ الذي عمله وتصحيح نظرته لنفسه، وكما هو معروف فإن الأمراض نوعان بدني وقلبي، فأمراض الأبدان تشخص بما يظهر عليها من أمراض أو من خلال الأشعة، بينما أمراض القلوب تتأثر بالمعاصي ويصعب تشخيصها إلا من الشخص نفسه عندما يشعر بالهم والغم، وعلاجها بالتوبة والإيمان والدعاء والتقوى، ولهذا نحن نقول إن التوبة والاستغفار علاج نفسي، لأنه إذا صلح القلب صلح سائر الجسد.
@drjasem