حسام أبو العلا - القاهرة

أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس الثلاثاء، حالة التأهب القصوى تمهيدًا لشن هجوم كبير على مدينة مصراتة «شمال غرب البلاد» معقل جماعة الإخوان الإرهابية، والتي تُعدّ أيضًا إحدى أخطر المدن على أمن واستقرار ليبيا؛ إذ يتحصن بها عدد من الميليشيات المسلحة التي تتلقى دعمًا من نظام الرئيس التركي أردوغان. وكان موقع «فلايت رادار» المتخصص بمراقبة حركة الطائرات حول العالم كشف «الإثنين» عن هبوط طائرتين قادمتين من تركيا في مصراتة تحملان أكثر من 300 مرتزق سوري، ورصد الموقع ذاته نحو ست رحلات بين إسطنبول ومصراتة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

على الصعيد ذاته، أعلن الجيش الليبي عن اقترابه من استعادة سيطرته على منطقة الهيرة جنوب العاصمة طربلس بالقرب من غريان، وأعلن الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري في تصريحات تليفزيونية مساء «الإثنين» أن منصات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة الليبية أسقطت طائرة مسيّرة تركية في المنطقة ذاتها، نافيًا تقدم ميليشيات الوفاق في ترهونة.

هجوم داعش

وبشأن الهجوم الذي تبنّاه تنظيم داعش الإرهابي قال المسماري: يسعى داعش لإثبات وجوده والانتقام بعد أي عملية ناجحة للجيش الليبي، كما يزعم أن لديه مساحة للتحرك في منطقة الجنوب الغربي، وهذا ما حدث في تراغن جنوب مدينة سبها.

وأضاف: عناصر داعش وضعت عبوات ناسفة على طريق الوحدات العسكرية؛ ما أدى إلى انفجار لغم في عربة عسكرية بدون خسائر بشرية، وهي رد على خسائر التنظيم في الغرب والعاصمة طرابلس والقبض على الداعشي أبو بكر الرويضاني. وأوضح المسماري أن سرية هندسية تابعة للجيش الليبي قامت بتمشيط محيط منطقة الانفجار، كما تحركت الوحدات العسكرية على الفور لمتابعة ومطاردة عناصر التنظيم في المنطقة.

بدروه، أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب عن استهدف أكثر من تمركز للميليشيات والمرتزقة في محيط طرابلس وغريان، مؤكدًا إلقاء القبض على الكثير من قيادات تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الماضية. فيما كشف عضو شعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي المنذر الخرطوش عن فشل ميليشيات الوفاق في التقدم بمحور عين زارة في طرابلس، مشيرًا إلى أن باقي محاور القتال في العاصمة تشهد هدوءًا حذرًا مع استمرار ضربات المدفعية من الطرفين.

آلاف السوريين

ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن معارضين سوريين قولهم إن ما يقرب من 7 آلاف سوري انتقلوا للقتال في ليبيا بطلب من تركيا التي تدفع لهم مرتبات شهرية تصل إلى ألفي دولار، أي أكثر خمس مرات مما يحصلون عليه في سوريا.

من جانبه، حذر المحلل السياسي الليبي علي أوحيدة مما سمّاه مخطط تقسيم ليبيا، مشيرًا إلى أن مالطا استضافت الأسبوع الماضي اجتماعًا سريًا بهذا الشأن ضم عناصر من المخابرات التركية، وتنظيم الإخوان، ومندوبي دول أوروبية، مؤكدًا أن الداعشي أبو بكر الرويضاني المقبوض عليه مؤخرًا في ليبيا يُعدّ صندوقًا أسود للمعلومات حول آليات تجنيد تركيا للإرهابيين.