العيد هذه السنة عشناه بشكل مختلف فقد اقتصر على محيط البيت، ولم يكن هناك اجتماع عام للصلاة، ولم يكن هناك زيارات واجتماعات موسعة بين الأسر والعوائل. ولكن في الجانب الآخر كان هناك إيجابيات شتى ظهرت في هذه الأيام حتى مع تململ البعض من البقاء في المنزل. وقد قال سبحانه وتعالى: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا».
ومن منظور (خيرا كثيرا) أحببت أن نوجه دفة التفكير إلى الأشياء الإيجابية التي حصلت لنا في العيد من فرحة وسعادة بدلا من تحويله إلى دفة السلبيات والتي تُنبت الحزن والتعاسة. فالناس بلا ريب أثناء هذه الجائحة بحاجة إلى التفاؤل لنبعدهم عن زخم الأخبار المتداولة والشائعات المملة والمحبطة. يقول جاك كانفيلد في كتابه (مبادئ النجاح): «معظم الناس في ثقافات العالم اليوم يتذكرون أخطاءهم وإخفاقاتهم أكثر مما يتذكرون نجاحاتهم وانتصاراتهم».
ولذلك دعونا نذكر ونتذكر الوجه الحسن الآخر لهذه الأيام. فمنها مثلا تلك التكبيرات التي خرجت من حناجر المؤذنين وصدحت بها منابر المساجد، والتي أضافت عبقا رائعا على أجواء العيد، وامتعت مسامع الناس، وانتعشت بها كل الأحياء، فكأن الناس والجماد والأشياء معا عاشت تلك الفرحة. والمتابع للردود والتعليقات الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي يجدها مفعمة بالإيجابية، ويلمس الروحانية الطاغية، والشعور بالراحة والطمأنينة. وتلك هي إحدى محاسن العيد لهذه السنة.
ومن اللمسات الجميلة هي لمة الأسرة الواحدة الصغيرة، واحتفالهم مع بعضهم البعض بشيء من الألفة والتقارب. ففي السابق كنا نجتمع كعدة أسر في جمع أكبر وأوسع ليصبح الالتقاء أكثر رسمية، وأقل تقاربا لأن اللقاءات العامة تتسم بطباع التحفظ بالكلام، والالتزام بالسمت العام، وأحيانا تحتم أيضا التحفظ في الانبساط والحديث.
ومن الإيجابيات في عيدنا لهذه السنة أن الأسر الفقيرة والمتعففة لم تضطر إلى زيادة المصروفات في الملبوسات والمأكولات من أجل مجاراة الآخرين أثناء الاحتفال بالعيد. لأنه من الملاحظ في السنوات السابقة أننا صرنا نتسابق وننفق الكثير للاهتمام بالشكل الخارجي سواء في الملبوس أو المشروب أو المأكول أو أنواع الحلويات باهظة الثمن من أجل المظاهر حتى صار الأمر مرهقا لبعض الأسر. فلعل عيدهم (الأسر الفقيرة والمتعففة) كان أبسط وأقل تكلفة مادية من ذي قبل. فهم عاشوا هذه الأيام كما يعيشه غيرهم بين أحضان الأسرة.
ومنها أن البعض منا كان يتكاسل عن التنقل من بيت إلى آخر من أجل الزيارة والتهنئة بالعيد لأنه يحتاج إلى عدة ساعات حتى يقضي بعضا من الوقت في كل بيت. وأما اليوم، فنستطيع أن نهنئ كل من كان قريبا أو بعيدا على حد سواء بمجرد مكالمة هاتفية قصيرة. ومن المفرح أننا نجد أنفسنا نتواصل مع الأقرباء والأصحاب الذين لم يسعفنا الحظ سابقا بزيارتهم. وقد أصبح الاتصال هاتفيا في أيامنا هذه وبسبب الجائحة مقبولا اجتماعيا، وهو يغني عن الكثير من الجهد والتنقل في الزيارات. والواقع أن العلاقات الخاصة والعامة لها دور مهم في سير دفة الحياة. يقول ريتشارد تمبلر في كتابه (قواعد الحياة): «كلما بذلت الوقت في دعم العلاقات، زاد مردود العلاقة عليك».
ومن الصور الإيجابية تكاتف الناس مع بعضهم البعض في عدم الخروج أيام العيد. وصار من السمات العامة الابتعاد عن التجمعات والاجتماعات التي تضر بالمجتمع صحيا. وبدا أيضا جليا للعيان الاهتمام بالاحترازات الصحية وآليات التباعد الاجتماعي من أجل صحة المجتمع وحفظ الأرواح. وهذا كله إشارات وعلامات تثلج الصدر والخاطر لأنها تدل على الوعي المجتمعي المنتشر والحاضر في الأعم الغالب. وهذا يذكرنا بقول الشاعر: لولا التعاون بين الناس ما شرفت ... نفس ولا ازدهرت أرض بعمران.
سيمر العيد وتنفرج الجائحة قريبا وسيبقى لنا منها الدروس والذكريات.
abdullaghannam @
ومن منظور (خيرا كثيرا) أحببت أن نوجه دفة التفكير إلى الأشياء الإيجابية التي حصلت لنا في العيد من فرحة وسعادة بدلا من تحويله إلى دفة السلبيات والتي تُنبت الحزن والتعاسة. فالناس بلا ريب أثناء هذه الجائحة بحاجة إلى التفاؤل لنبعدهم عن زخم الأخبار المتداولة والشائعات المملة والمحبطة. يقول جاك كانفيلد في كتابه (مبادئ النجاح): «معظم الناس في ثقافات العالم اليوم يتذكرون أخطاءهم وإخفاقاتهم أكثر مما يتذكرون نجاحاتهم وانتصاراتهم».
ولذلك دعونا نذكر ونتذكر الوجه الحسن الآخر لهذه الأيام. فمنها مثلا تلك التكبيرات التي خرجت من حناجر المؤذنين وصدحت بها منابر المساجد، والتي أضافت عبقا رائعا على أجواء العيد، وامتعت مسامع الناس، وانتعشت بها كل الأحياء، فكأن الناس والجماد والأشياء معا عاشت تلك الفرحة. والمتابع للردود والتعليقات الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي يجدها مفعمة بالإيجابية، ويلمس الروحانية الطاغية، والشعور بالراحة والطمأنينة. وتلك هي إحدى محاسن العيد لهذه السنة.
ومن اللمسات الجميلة هي لمة الأسرة الواحدة الصغيرة، واحتفالهم مع بعضهم البعض بشيء من الألفة والتقارب. ففي السابق كنا نجتمع كعدة أسر في جمع أكبر وأوسع ليصبح الالتقاء أكثر رسمية، وأقل تقاربا لأن اللقاءات العامة تتسم بطباع التحفظ بالكلام، والالتزام بالسمت العام، وأحيانا تحتم أيضا التحفظ في الانبساط والحديث.
ومن الإيجابيات في عيدنا لهذه السنة أن الأسر الفقيرة والمتعففة لم تضطر إلى زيادة المصروفات في الملبوسات والمأكولات من أجل مجاراة الآخرين أثناء الاحتفال بالعيد. لأنه من الملاحظ في السنوات السابقة أننا صرنا نتسابق وننفق الكثير للاهتمام بالشكل الخارجي سواء في الملبوس أو المشروب أو المأكول أو أنواع الحلويات باهظة الثمن من أجل المظاهر حتى صار الأمر مرهقا لبعض الأسر. فلعل عيدهم (الأسر الفقيرة والمتعففة) كان أبسط وأقل تكلفة مادية من ذي قبل. فهم عاشوا هذه الأيام كما يعيشه غيرهم بين أحضان الأسرة.
ومنها أن البعض منا كان يتكاسل عن التنقل من بيت إلى آخر من أجل الزيارة والتهنئة بالعيد لأنه يحتاج إلى عدة ساعات حتى يقضي بعضا من الوقت في كل بيت. وأما اليوم، فنستطيع أن نهنئ كل من كان قريبا أو بعيدا على حد سواء بمجرد مكالمة هاتفية قصيرة. ومن المفرح أننا نجد أنفسنا نتواصل مع الأقرباء والأصحاب الذين لم يسعفنا الحظ سابقا بزيارتهم. وقد أصبح الاتصال هاتفيا في أيامنا هذه وبسبب الجائحة مقبولا اجتماعيا، وهو يغني عن الكثير من الجهد والتنقل في الزيارات. والواقع أن العلاقات الخاصة والعامة لها دور مهم في سير دفة الحياة. يقول ريتشارد تمبلر في كتابه (قواعد الحياة): «كلما بذلت الوقت في دعم العلاقات، زاد مردود العلاقة عليك».
ومن الصور الإيجابية تكاتف الناس مع بعضهم البعض في عدم الخروج أيام العيد. وصار من السمات العامة الابتعاد عن التجمعات والاجتماعات التي تضر بالمجتمع صحيا. وبدا أيضا جليا للعيان الاهتمام بالاحترازات الصحية وآليات التباعد الاجتماعي من أجل صحة المجتمع وحفظ الأرواح. وهذا كله إشارات وعلامات تثلج الصدر والخاطر لأنها تدل على الوعي المجتمعي المنتشر والحاضر في الأعم الغالب. وهذا يذكرنا بقول الشاعر: لولا التعاون بين الناس ما شرفت ... نفس ولا ازدهرت أرض بعمران.
سيمر العيد وتنفرج الجائحة قريبا وسيبقى لنا منها الدروس والذكريات.
abdullaghannam @