د. شلاش الضبعان

فقدنا خلال الأيام الماضية ثلاثة من خيرة إخواننا المقيمين على أرضنا، وهم في الصفوف الأمامية مدافعين عن المملكة العربية السعودية في وجه هذا الوباء، حمى الله الجميع منه، الطبيب السوداني محمد عثمان الفكي استشاري أمراض الدم والأورام للأطفال بجامعة الملك سعود، والطبيب الباكستاني نعيم شودري الجراح في مستشفى حراء العام بمكة المكرمة، وكان الثالث الطبيب السوري محمد قطرنجي الذي يعمل في قسم الباطنة بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة الخبر، وجاء في نعي المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية له «... توفي متأثرا بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو أحد النماذج المشرفة التي وقفت بشجاعة للتصدي للوباء؛ لينضم إلى ركب من نحسبهم عند الله من الشهداء، الذين وقفوا في مواجهة الجائحة ضمن خطوط الدفاع الأولى؛ طمعاً في الأجر والثواب».

نسأل الله المغفرة والرحمة لهؤلاء الأبطال، وأن يكتبهم في الشهداء، وأن يلهم أهلهم ومحبيهم الصبر والسلوان، ونفخر في المملكة العربية السعودية أننا نعمل سويا مواطنين ومقيمين من أجل رفعة هذا الوطن، فبرفعته رفعة الأمتين العربية والإسلامية، بل ورفعة العالم، فما جئنا إلا بالخير عطاء وقيما وبناء.

كما أننا نسعد بأن تكون المملكة العربية السعودية فرصة عمل وخير لكثير من إخواننا من البلدان الأخرى، متمنين على الدوام أن يكون تعاملنا معهم تعامل المضيف مع ضيفه، الذي يرى ضيافته واجبا ورفعة في الدنيا والآخرة، وتعامل ضيوفنا مع بلدهم الثاني بما يستحق هذا الوطن الذي فتح لهم أبوابه وكان مصدر رزق لهم بعد الله.

ومع أزمة كورونا والظروف المصاحبة لها تتضح أكثر حاجة إخواننا المغتربين، الذين منعتهم الظروف من الوصول إلى أهاليهم رغم إجازاتهم، لوقفتنا المشهودة والمعهودة، والتي هي جزء من عقيدتنا وقيمنا.

يجب أن تكون علاقتنا بإخواننا الذين يعملون على أرضنا واضحة المعالم على الدوام في عقولنا وسلوكنا وعقول أبنائنا وسلوكياتهم، تقدير واحترام وبعد عن التعميمات الخاطئة، ومن أخطأ فوزره عليه، وبلدنا بلد حزم وعزم يقدر من أعطى ويحاسب من أخطأ حسب خطئه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، فوطننا وطن سمو، ونحن أهل سمو، ومن حل على وطننا يجب أن يكون ساميا بأهداف سامية.

shlash2020@