«العود من أول ركزة».. هذا مَثَلٌ قديم عن غرس العامود أو «وتد الخيمة»، ويعني أن وتد الخيمة لكي يُثبَّت لا بد أن يُضرَب في الأرض بزاويةٍ دقيقةٍ من أول مرة، وهذه الزاوية تكون صعبة أو غير مستقرة؛ لأنها تعتمد على عدة عوامل للاتجاهات، وليس زاوية اتجاهٍ واحد.
وبالطبع لا أجهزة استشعارية تقيس، ولا «الشيخ جوجل» يُحدِّد الموقع، وحين يلمَس رأس الوتد سطح التراب، ويَهُمُّ بالمطرقة ليضرب ضربةً كي يُغرَس في الأرض يكون هنا تحدٍّ «يصيب أو يخيب»، وإن نجحت «الركزة» الأولى من «الوتد» أصبحت الخيمة مستقرة على أساس متزن تستطيع منها التصدي للرياح والتقلبات الجوية غير المنضبطة.
تحدّث الملك عبدالعزيز مؤسِّس هذه البلاد الشامخة «طيَّب الله ثراه»، في المأدبة الكبرى التي أقامها لكبار حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة في 9 من ذي الحجة عام 1364هـ، الموافق 15 نوفمبر 1945م، عن القضية الفلسطينية، وقال: «إن مسألة فلسطين هي أهم ما يشغَل أفكار المسلمين والعرب في هذه الأيام، وهي المسألة التي يجب أن تكون موضع عناية الجميع ومدار اهتمامهم. ومع أنني لا أحبُّ كثرةَ الكلام، وأُفضِّل العمل الصامت المُثمِر، فإنني أقول بصراحة: «إن السكوت عن قضية فلسطين لا يوافق المصلحة، وقد سبق لي أن تكلّمتُ مع أركان الحكومة البريطانية كما تحدثتُ مطوّلًا مع الرئيس روزفلت، وذكرتُ بكلِّ صراحة الحيف الذي أصاب إخواننا عرب فلسطين، والإعنات والقهر اللذين خضعوا لهما، وطلبتُ من الرئيس الراحل إنصاف عرب فلسطين».
مواقف المملكة للأمتين الإسلامية والعربية لا تحتاج تزكية أو شهادات، وإنما راسخةٌ في سجلات التاريخ، ومواقف ملوكها من المؤسّس «صاحب أول ركزة لهذه البلاد»، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أيَّده الله».. فهي مستمرة في موقفها وسياستها الحكيمة القوية، التي تنبع أولًا لمصلحة شعبها والأمتين الإسلامية والعربية.
الصغار والأقزام فقط هم مَن يهاجمون الكبار سعيًا لاستمرار بقائهم في دائرة الاهتمام، ولفت الأنظار من هنا أو هناك؛ لإدراكهم أن الوقت يمضي، وموعد تاريخ صلاحياتهم يقترب من الانتهاء ومصيرهم إلى اللا شيء.
حكمة الرأي وصلابة الثبات على الحق لم تأتِ في ليلةٍ وضحاها، وإنما وراثة ومدرسة سعودية فكرًا ومنهجًا تعلّم منها الذي لا يتعلّم من الجيران إقليميًا.
حكم الدول وسياسة الدهاء، ضلت طريقها عن الكثير، وأناخت ركابها في الرياض، نَبْع الطِيب والحِكمة، وشهامة العرب، ومروءة الكبار، ويبقى فيها الحل والعقد.
وبالطبع لا أجهزة استشعارية تقيس، ولا «الشيخ جوجل» يُحدِّد الموقع، وحين يلمَس رأس الوتد سطح التراب، ويَهُمُّ بالمطرقة ليضرب ضربةً كي يُغرَس في الأرض يكون هنا تحدٍّ «يصيب أو يخيب»، وإن نجحت «الركزة» الأولى من «الوتد» أصبحت الخيمة مستقرة على أساس متزن تستطيع منها التصدي للرياح والتقلبات الجوية غير المنضبطة.
تحدّث الملك عبدالعزيز مؤسِّس هذه البلاد الشامخة «طيَّب الله ثراه»، في المأدبة الكبرى التي أقامها لكبار حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة في 9 من ذي الحجة عام 1364هـ، الموافق 15 نوفمبر 1945م، عن القضية الفلسطينية، وقال: «إن مسألة فلسطين هي أهم ما يشغَل أفكار المسلمين والعرب في هذه الأيام، وهي المسألة التي يجب أن تكون موضع عناية الجميع ومدار اهتمامهم. ومع أنني لا أحبُّ كثرةَ الكلام، وأُفضِّل العمل الصامت المُثمِر، فإنني أقول بصراحة: «إن السكوت عن قضية فلسطين لا يوافق المصلحة، وقد سبق لي أن تكلّمتُ مع أركان الحكومة البريطانية كما تحدثتُ مطوّلًا مع الرئيس روزفلت، وذكرتُ بكلِّ صراحة الحيف الذي أصاب إخواننا عرب فلسطين، والإعنات والقهر اللذين خضعوا لهما، وطلبتُ من الرئيس الراحل إنصاف عرب فلسطين».
مواقف المملكة للأمتين الإسلامية والعربية لا تحتاج تزكية أو شهادات، وإنما راسخةٌ في سجلات التاريخ، ومواقف ملوكها من المؤسّس «صاحب أول ركزة لهذه البلاد»، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أيَّده الله».. فهي مستمرة في موقفها وسياستها الحكيمة القوية، التي تنبع أولًا لمصلحة شعبها والأمتين الإسلامية والعربية.
الصغار والأقزام فقط هم مَن يهاجمون الكبار سعيًا لاستمرار بقائهم في دائرة الاهتمام، ولفت الأنظار من هنا أو هناك؛ لإدراكهم أن الوقت يمضي، وموعد تاريخ صلاحياتهم يقترب من الانتهاء ومصيرهم إلى اللا شيء.
حكمة الرأي وصلابة الثبات على الحق لم تأتِ في ليلةٍ وضحاها، وإنما وراثة ومدرسة سعودية فكرًا ومنهجًا تعلّم منها الذي لا يتعلّم من الجيران إقليميًا.
حكم الدول وسياسة الدهاء، ضلت طريقها عن الكثير، وأناخت ركابها في الرياض، نَبْع الطِيب والحِكمة، وشهامة العرب، ومروءة الكبار، ويبقى فيها الحل والعقد.