مراحل تطور الهواتف الذكية وفي ظل وجود الشبكة العنكبوتية لقد شكلت عالما آخر كما نسميه بالعالم الافتراضي المليء بالبرامج والتطبيقات، الذي جعل الإنسان يتعايش معه بجاذبية ويتحرك داخله بحرية في سهب لا حدود له. يتحدى المسافات ويكسر الحدود حيث كل ما هو بعيد أصبح قريباً في هذا العالم عندما يريد الحصول على شيء ما أو عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.
وكما أن العوائد الإيجابية للتقنية باطراد، فإنه لمن الصعوبة أن يتحاشى العالم سلبياتها.
بهذا الصدد نحن لا نتعامل مع نوع واحد من البرامج، بل مع مزيج من أنواع مختلفة من التطبيقات البرمجية الرئيسة والفرعية، التي لم تنحصر أدوارها فقط في عملية التواصل أو الاتصال للبحث، التذكير للقيام بالمهام أو لجدولة الأعمال، بل هناك تطبيقات حجزت لها مقعداً بيننا، لتأخذ الجزء الأكبر مما نملكه وهو الوقت. بالتأكيد إننا واقعون تحت وطأة عادة المبالغة في إساءة الاستخدام الأمر، الذي جعل شريحة من المجتمع من الأطفال والمراهقين تنشأ لديهم غريزة الإدمان على الاستمتاع عند الاستغراق بها كبرامج الألعاب الإلكترونية، التي تمثلت على شكل حروب قتالية بما تحتويه من أدوات غير مشروعة في عالمنا الواقعي، حيث جعلت مشتركيها يجوبون في البحث عن أنفسهم وإثبات قدرتهم من خلال التحدي إن لم تكن قاتلا ستكون مقتولا، وهذا ما جعلهم يمارسون اللعبة وهم في حالة من التوتر نتيجة التحفيز العصبي والقلق الدائم بين حلاوة الانتصار ومرارة الفشل! وما لذلك من آثار جانبية وعلامات قد تعكس ظلها على المستوى التعليمي والسلوك النفسي والاجتماعي.
في هذه الفترة وما نشاهده اليوم من الإدمان القهري لدى الكثير من الأطفال أو المراهقين في كثير من الأماكن سواء في المنازل أو أماكن العمل، الأمر الذي لم يكن كما كان في بادئ الأمر أنه مجرد تسلية فحسب، بل تطور إلى خلق ظاهرة قد نطلق عليها مصطلح «الاستمتاع وعدم الاستغناء»، فالقضاء على مثل تلك الظواهر، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعامل النفسي يحتاج إلى تصحيح سلوكي من منظور فكري.
فالتعافي من ذلك الإدمان والتخلص من وطأة المبالغة في الاستخدام غير الصحي للهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية عند الاستغراق بها والاستمتاع غير الصحي على سلوك الفرد وتأثيره على تكوين الشخصية والحالة النفسية، ربما قد يكون ضمن وسائل العلاج هو التحول إلى اقتناء الكتب والقراءة المثرية أو مزاولة الرياضة والعودة بالأطفال إلى فطرة الحياة والألعاب التقليدية كالمراجيح والزحاليق والهزازات، حيث إنه كما قيل وبالفعل أن صانعي الألعاب الإلكترونية والشركات الرأسمالية في مراحل تطورها الأخيرة حسمت الخيار باتجاه تخريب الحياة وإنتاج نسخ جديدة من مفاهيم السعادة والجمال.
مفاهيم لا تسيّر الإنسان حسب المنطق، بل حسب رغباته وشهواته. لنعود إلى مسألة التحرر من الإدمان التقني! بكيف ومتى؟
كيف لنا وللأجيال القادمة أن نعي تماماً أن استغراقنا هو مجرد وهم وخداع؟ وكيف لنا الهروب نحو حرية كسب الذات وتغذيتها بالعلم والمعرفة في حال أنه لم نتمكن من الإقلاع عن إدمان برامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية؟ ذلك الإدمان الذي جعلنا بعيدين كل البعد عن حياتنا السليمة ومستقبلها! إذن فإنه يتوجب علينا ضرورة تحديد متى نثوب بأنفسنا وأجيالنا إلى الرشد حتى لا نكون ضحية لشركات يحكمها مبدأ الربحية ومنطق الكسب المادي.
beaijisb1@
وكما أن العوائد الإيجابية للتقنية باطراد، فإنه لمن الصعوبة أن يتحاشى العالم سلبياتها.
بهذا الصدد نحن لا نتعامل مع نوع واحد من البرامج، بل مع مزيج من أنواع مختلفة من التطبيقات البرمجية الرئيسة والفرعية، التي لم تنحصر أدوارها فقط في عملية التواصل أو الاتصال للبحث، التذكير للقيام بالمهام أو لجدولة الأعمال، بل هناك تطبيقات حجزت لها مقعداً بيننا، لتأخذ الجزء الأكبر مما نملكه وهو الوقت. بالتأكيد إننا واقعون تحت وطأة عادة المبالغة في إساءة الاستخدام الأمر، الذي جعل شريحة من المجتمع من الأطفال والمراهقين تنشأ لديهم غريزة الإدمان على الاستمتاع عند الاستغراق بها كبرامج الألعاب الإلكترونية، التي تمثلت على شكل حروب قتالية بما تحتويه من أدوات غير مشروعة في عالمنا الواقعي، حيث جعلت مشتركيها يجوبون في البحث عن أنفسهم وإثبات قدرتهم من خلال التحدي إن لم تكن قاتلا ستكون مقتولا، وهذا ما جعلهم يمارسون اللعبة وهم في حالة من التوتر نتيجة التحفيز العصبي والقلق الدائم بين حلاوة الانتصار ومرارة الفشل! وما لذلك من آثار جانبية وعلامات قد تعكس ظلها على المستوى التعليمي والسلوك النفسي والاجتماعي.
في هذه الفترة وما نشاهده اليوم من الإدمان القهري لدى الكثير من الأطفال أو المراهقين في كثير من الأماكن سواء في المنازل أو أماكن العمل، الأمر الذي لم يكن كما كان في بادئ الأمر أنه مجرد تسلية فحسب، بل تطور إلى خلق ظاهرة قد نطلق عليها مصطلح «الاستمتاع وعدم الاستغناء»، فالقضاء على مثل تلك الظواهر، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعامل النفسي يحتاج إلى تصحيح سلوكي من منظور فكري.
فالتعافي من ذلك الإدمان والتخلص من وطأة المبالغة في الاستخدام غير الصحي للهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية عند الاستغراق بها والاستمتاع غير الصحي على سلوك الفرد وتأثيره على تكوين الشخصية والحالة النفسية، ربما قد يكون ضمن وسائل العلاج هو التحول إلى اقتناء الكتب والقراءة المثرية أو مزاولة الرياضة والعودة بالأطفال إلى فطرة الحياة والألعاب التقليدية كالمراجيح والزحاليق والهزازات، حيث إنه كما قيل وبالفعل أن صانعي الألعاب الإلكترونية والشركات الرأسمالية في مراحل تطورها الأخيرة حسمت الخيار باتجاه تخريب الحياة وإنتاج نسخ جديدة من مفاهيم السعادة والجمال.
مفاهيم لا تسيّر الإنسان حسب المنطق، بل حسب رغباته وشهواته. لنعود إلى مسألة التحرر من الإدمان التقني! بكيف ومتى؟
كيف لنا وللأجيال القادمة أن نعي تماماً أن استغراقنا هو مجرد وهم وخداع؟ وكيف لنا الهروب نحو حرية كسب الذات وتغذيتها بالعلم والمعرفة في حال أنه لم نتمكن من الإقلاع عن إدمان برامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية؟ ذلك الإدمان الذي جعلنا بعيدين كل البعد عن حياتنا السليمة ومستقبلها! إذن فإنه يتوجب علينا ضرورة تحديد متى نثوب بأنفسنا وأجيالنا إلى الرشد حتى لا نكون ضحية لشركات يحكمها مبدأ الربحية ومنطق الكسب المادي.
beaijisb1@