مشعل أبا الودع

مصر من أهم الدول في المنطقة العربية وتربطها حدود مع ليبيا، التي تواجه هجمة شرسة من أردوغان، وأذنابه من أجل احتلال ليبيا، وتقسيمها، وسرقة ثرواتها من النفط، والغاز وسط تخاذل غربي، ودولي، وفشل تام من الأمم المتحدة التي كانت سببا في إطالة أمد الصراع، والتدخل التركي اليوم في ليبيا.

مصر لها حدود طويلة تصل إلى أكثر من 1200 كيلو متر، وهذه الحدود حاول عدد كبير من الإرهابيين التسلل إلى مصر عن طريقها لكن كانت محاولاتهم تفشل بسبب يقظة الجيش المصري في الحدود الغربية مع ليبيا. بلا شك أن الخطر مازال يهدد مصر بعد إرسال أردوغان مرتزقة من سوريا خلال الأسابيع الماضية، وتخطى عددهم أكثر من 12 ألف مرتزق، وإصراره على اختراق القانون الدولي، وإفشال جهود برلين، والأيام القادمة سوف يحاول أردوغان تكثيف هجماته في ليبيا ضد الجيش الليبي، خاصة بعد المبادرة المصرية، التي عرفت باسم إعلان القاهرة، وباركتها الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وعدد كبير من الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والإمارات، ويعتبر هذا الإعلان بمثابة خريطة طريق لاستكمال المسارات المطروحة في السابق حول ليبيا؛ لأن مصر لا ترى أي حل عسكري للأزمة في ليبيا، وترى أن الحل السياسي هو أفضل حل حقنا لدماء الليبيين. لكن السراج ومن خلفه أردوغان يرفضون المبادرة المصرية، بل تحدى أردوغان هذه المبادرة بإعلانه أنه لن يتوقف عن مطاردة الجيش الليبي حتى يحصل على سرت كاملة، ويسيطر على إمدادات النفط فيها، وهذا يؤكد الأطماع التركية في ليبيا، التي ترفضها القبائل الليبية، وترفض التدخل التركي، وتعتبره استعمارا، ووصل الأمر إلى أن قبيلة عمر المختار أعلنت في بيان رفضها الاستعمار التركي، واعتبرته إجراما في حق الشعب الليبي، واعتبرت أردوغان مجرم حرب، ولذلك إذا لم يوافق السراج الذي ينتمي لأصول تركية على المبادرة المصرية (إعلان القاهرة) فسوف يخرج الشعب الليبي كله في مساندة الجيش الليبي لمواجهة السراج، ومَنْ يقف خلفه، ولذلك تحاول مصر أن تحقن دماء الشعب الليبي، والمبادرة المصرية تهدف إلى تفكيك الميليشيات، وطرد المرتزقة من ليبيا، وتسليم السلاح إلى الجيش، بالإضافة إلى إشراف الأمم المتحدة على العملية السياسية، التي سوف تتضمن مجمعا انتخابيا يضع دستورا جديدا للبلاد، ويختار أعضاء المجلس الرئاسي لكي يكون ممثلا عن الولايات الثلاث الكبرى طرابلس، وبرقة، والفزان، وسوف تأخذ الفترة الانتقالية 18 شهرا، بالإضافة إلى 6 أشهر كحد أقصى، وهذا هو أفضل حل حتى يعود الاستقرار إلى ليبيا.

أردوغان لص، ومجرم حرب يسعى إلى إشعال المنطقة العربية بالحروب، والفتن حتى يستطيع أن يسيطر على ثروات الدول العربية، وهذا ما يفعله اليوم في ليبيا، التي سوف تنتصر على الاحتلال التركي وسوف يحرر الشعب الليبي أرضه بمساندة أشقائهم في مصر الشقيقة، التي ترفض التدخل عسكريا في ليبيا لكنها لن تتوانى إذا استدعى الأمر التدخل لحماية حدودها، والدول العربية كلها لديها أمل في أن تنجح المبادرة المصرية في إعادة الأمن، والاستقرار إلى ليبيا.

alharby0111@