مختصون: مرحلة مؤقتة ويجب التعامل معها بحذر
أكد مختصون أن أزمة جائحة كورونا أثرت على الأفراد والأسر نتيجة طول فترة البقاء بالمنازل والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، التي فرضتها الجهات المعنية للحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرين إلى أنه كان لها العديد من الآثار السلبية والإيجابية على حياة الأفراد والأسر.
وأوضحوا لـ «اليوم» أن تأثيرها يتباين حسب بيئة كل شخص، وأنها مرحلة مؤقتة ويجب التعامل معها بإيجابية واللجوء لمختصين في حال كانت هناك حاجة أو تطور في حالات الأشخاص النفسية والاجتماعية، وشددوا على أهمية دور الأخصائي النفسي والأسري أثناء وبعد الجائحة بسبب التغييرات السلوكية اليومية، خاصة في ظل ضرورة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي.
التصرف بحكمة مع المتغيرات الاستثنائية
أوضحت استشاري الطب النفسي د. براء مازي أن الجميع يمر بتجربة جديدة فيها الكثير من المتغيرات غير المعتادة، وتختلف من شخص لآخر يكون فيها القلق والتوتر لدى البعض وغيرها من الأعراض حسب عمر الشخص وتجربته في الحياة وحسب مسؤولياته وحالته المادية والاجتماعية، ويمكن للشخص التكيف مع الوضع الجديد وممكن أن يمر بأعراض حزن وضيق وقلق أو اضطرابات في النوم والشهية وعصبية وغضب وتختلف ردود الأفعال من شخص لآخر، وإذا استمرت الأعراض وبدأت تؤثر عليه بشكل سلبي يفترض التدخل للمساعدة والتي تختلف حسب الحالة، وتبدأ بالفضفضة أو التدخل الطبي من أخصائيين أو أطباء للمساعدة في تلقي العلاج المناسب، وفيما يخص الأطفال يكون التعامل حسب العمر والإدراك، حيث تؤثر على البعض منهم بالخوف والعصبية وسرعة الغضب والتبول على أنفسهم، وكل تلك الأعراض مؤقتة وتزول بمعالجات بسيطة من الأهل واحتوائهم وإشغالهم بأنشطة ترويحية، أما المشكلات الأسرية بين الأزواج فيمكن ضبطها بالحوار والابتعاد عما يثير المشاكل والتعامل بحكمة مع الطرف الآخر لتجاوز هذه المرحلة.
احتواء الصغار بالحوار وكسر «الروتين»
أكدت المستشار الأسري وفاء عمر الغامدي أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الجميع أفرادا وجماعات، وتنوع التأثير حسب بيئة كل شخص، ولكنها تبقى فترة مؤقتة وتمر على الجميع بسلام بإذن الله، ولكن حتى يتجاوزها الجميع يجب العمل عليها بشكل إيجابي، حيث يعمل الأب على بث الطمأنينة لأسرته والأم كذلك واحتواء الأطفال بالحوار والمناقشة ووضع برامج وفعاليات مشوقة ومتنوعة لكسر الروتين اليومي لبقاء الجميع في المنازل لفترات طويلة مع الإجراءات الاحترازية التي سنتها الدولة بالبقاء في المنازل للحد من انتشار فيروس كورونا، وفي حال تعرض أي شخص من الأسرة لأي مشكلة نفسية أو أسرية هناك جهات معتمدة مختصة يمكنها الدعم حسب نوعية الحالات، وفي هذه الفترة على الزوجين دور كبير في المساهمة في تجاوز المرحلة بالتغاضي والتنازل عن بعضهما البعض، وتجنب النقاشات الحادة ووضع خطط أسبوعية يكون للترفيه فيها مساحة كبرى لهما ولأبنائهما.
أوضحت المستشار الأسري نسرين أبو طه: «يعد القلق من أبرز ما كشفته الدراسات مؤخرا وأن الأطفال والإناث هن الأكثر تعرضا للضغوط النفسية والقلق تجاه الجائحة، ولا بد من التقليل من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي الممتلئة بالمغالطات الطبية وغير الموثوقة والتركيز على الهدف من الوضع الراهن من خلال تغيير أساليب الحياة السابقة واتباع التعليمات والإرشادات والنصائح الوقائية المتبعة، ودور الأخصائي النفسي والأسري مهم أثناء وبعد الجائحة بسبب التغييرات السلوكية اليومية، خاصة بعد الإعلان عن ضرورة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي بسبب الضغط النفسي والقلق والمشاعر السلبية، التي بدورها في نهاية المطاف تؤثر على الجهاز المناعي والعقلي والصحة العامة وتضعفها».
وأضافت أبو طه: «يجب الهدوء النفسي لا للذعر والتعامل مع التباعد الاجتماعي بشكل لا يؤثر على النفسية بالتفاؤل والابتعاد عن اليأس لشحذ مهارة الهدوء النفسي التي نحتاجها في هذا الوقت، ودعم الأطفال نفسيا والحوار الهادف وتشجيعهم على التعبير وإشغالهم ببعض الأنشطة، وفيما يخص الأسرة يجب استشعار الجميع بالمسؤولية، كلٌّ بحسب دوره ورعايته وتمثيل دور القدوة في جميع الأدوار والتصرفات السلوكية وتقبل الواقع والظروف الطارئة، وتسخيرها للصالح العام للأسرة والتغافل ونشر ثقافة التسامح وإشاعة التفاؤل والأمان».
ذكر المتخصص في المشكلات الأسرية د. عبدالعزيز آل حسن، أن طول الفترة التي مر بها العالم بسبب جائحة كورونا من المنع الكلي أو الجزئي على الأفراد والأسر كان لها العديد من الآثار السلبية والإيجابية على حياتهم، وتختلف تلك الآثار من فرد لآخر، ولعل من الآثار السلبية تلك المتعلقة بالجانب المالي الذي تأثر به مَنْ يعتمدون في دخلهم على العمل الحر، الذي يستدعي خروجه من المنزل، وكذلك التأثير على القرابة العائلية والترابط الاجتماعي، فبات الالتقاء كمجموعات نوعا من مخالفة الاحترازات، التي شددت عليها الجهات المعنية.
وأضاف: قد تحدث مشكلات أسرية وزوجية بسبب الضغط النفسي، خاصة في الأسر التي تسودها الاختلافات الكثيرة بالآراء.
من جهة أخرى، هناك العديد من الآثار الإيجابية كتطوير الذات وتقوية الترابط الأسري بين الزوجين وبين الوالدين مع أولادهم وتجربة التعلم الإلكتروني والعمل عن بعد واستخدام التقنية إلى غير ذلك من الآثار الإيجابية، ولعل تلك الآثار الإيجابية تساهم في تطوير الفرد باستمرار، خاصة بعد انتهاء الحظر لأنه أصبح لديه وسائل جديدة ومتعددة لذلك التطوير، بينما قد تعرقل الآثار السلبية لمَنْ نقلها معه إلى ما بعد الجائحة في التسبب في دخول مشكلات جديدة بحياته، وعندها قد يصعب عليه حلها.
قال استشاري طب الأسرة والعلاج النفسي بالشؤون الصحية في الحرس الوطني بالرياض د. خالد الجابر: «المشكلات النفسية وقت الأزمات تنعكس على مستوى الأفراد والجماعات، فعلى مستوى الأفراد تؤثر مثل أزمة كورونا على البعض بالقلق سواء من المستقبل أو على العائلة أو الصحة، وعادة الذين يقلقون في مثل هذه الظروف لا يستمتعون في اليوم والليلة لأن حياتهم كلهم قائمة على محاولة منع حصول أي مشكلة، ولذلك تكثر لديهم الإجراءات الاحتياطية، التي تجعل حياتهم متعبة لهم ولمَنْ معهم».
وأوضح أن القلق في الأزمات أنواع، نوع يحصل لأشخاص لديهم قلق سابقا، ونوع يحصل لأشخاص لم يمر بهم قلق، لكن هذه الأزمة هي التي ولدت ونشطت القابلية للقلق لديهم، أما الثاني فالتوتر النفسي وهو خليط من الأعراض النفسية، التي لم تصل إلى المرض النفسي لكنها متعبة ومجهدة مثل الإجهاد والعصبية والخوف والحزن. والنوع الثالث صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد، والنوع الرابع الاكتئاب بسبب العزلة مع غياب مصادر المتعة، والنوع الخامس الصدمات النفسية وحتى الوسواس القهري، الذي ينشط في وقت الأزمات».
وأضاف الجابر: «لكل حالة علاج خاص بها ولكن هناك مجموعة من القواعد النفسية العامة، التي تساعد الإنسان على العيش في هذه الأزمة وتخفيف الأثر النفسي السلبي عليه منها تقوية الإيمان بالله، والهدوء والصبر وضبط الانفعالات، والتحلي بالأمل والروح المتفائلة وحسن الظن بالله، والتسليم والقبول، والحكمة وحسن التصرف وبذل الأسباب بدون خوف».
التوتر خليط من الأعراض العصبية
ممارسة تقنيات العلاج المعرفي السلوكي
أشارت الأخصائي النفسي حليمة السعدي إلى أن مشاعر القلق الحالية تعتبر طبيعية وليست دائمة، يمكن محاربتها بأكثر من وسيلة بممارسة تقنيات العلاج المعرفي السلوكي بصورته المبسطة والتي تساعد وبشكل كبير وفعال على تجاوز الآثار، وهناك حلول متعددة لتجاوز الأزمة تتمثل في طمأنة النفس بالعبادات والاسترخاء والتنفس العميق، والانشغال بتعلم مهارات جديدة أو تنمية القدرات العقلية عن طريق الألعاب والتطبيقات المتاحة وممارسة الرياضة والتي تساهم في علاج القلق والاكتئاب البسيط، وفيما يخص خوف الأطفال تعود المسؤولية الأكبر على ثقافة الوالدين وتوازنهم النفسي، والتي تعد من أهم العوامل المؤثرة في سلوك الأطفال عامة ولا سيما خلال هذه الأزمة وذلك بالحديث معهم وتجنيبهم متابعة الأخبار والمستجدات وشرح ما يحدث لهم بطريقة بسيطة تبعا للفئة العمرية وتجنب تخويفهم، أما المشاكل الأسرية فيمكن ضبطها بعدم التدقيق والتركيز على السلبيات وأخذ الأمور بسطحية أكثر، وهناك فرصة لجميع الأزواج العاملين والمنشغلين عن تجديد علاقتهم مع بعضهم البعض أو مع أطفالهم لخلق جو من الاكتشاف والمرح وكسر الروتين».
السيطرة على المشاكل وتجنب «المزعجة»
علق الإخصائي الاجتماعي عبدالله بن علي اليامي بقوله: إن العالم اضطر إلى الانعزال والانغلاق مع جائحة كورونا وهو أمر غير مسبوق، وهذا العزل عن الأهل والأصحاب وتقييد الحرية تسبب في الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية، ومن أبرز تلك التأثيرات القلق والتوتر والانفعال والتي بدورها تؤدي لبعض التوترات الاجتماعية والمشاكل بين أفراد الأسرة، ويمكن تجاوز التأثيرات بالثقة بالله وحسن الظن به، ويمكن ضبط المشاكل والسيطرة عليها بالبعد عن الأخبار المزعجة وتنظيم حياة الأبناء بالطريقة الصحيحة، وأن يجعلوا هذا العزل سببا للتقارب فيما بينهم وممارسة بعض الأنشطة المتنوعة، وغيرها من الجوانب التي تساهم بشكل كبير في تجاوز هذه المرحلة دون آثار سلبية على الجميع.
وأوضحوا لـ «اليوم» أن تأثيرها يتباين حسب بيئة كل شخص، وأنها مرحلة مؤقتة ويجب التعامل معها بإيجابية واللجوء لمختصين في حال كانت هناك حاجة أو تطور في حالات الأشخاص النفسية والاجتماعية، وشددوا على أهمية دور الأخصائي النفسي والأسري أثناء وبعد الجائحة بسبب التغييرات السلوكية اليومية، خاصة في ظل ضرورة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي.
التصرف بحكمة مع المتغيرات الاستثنائية
أوضحت استشاري الطب النفسي د. براء مازي أن الجميع يمر بتجربة جديدة فيها الكثير من المتغيرات غير المعتادة، وتختلف من شخص لآخر يكون فيها القلق والتوتر لدى البعض وغيرها من الأعراض حسب عمر الشخص وتجربته في الحياة وحسب مسؤولياته وحالته المادية والاجتماعية، ويمكن للشخص التكيف مع الوضع الجديد وممكن أن يمر بأعراض حزن وضيق وقلق أو اضطرابات في النوم والشهية وعصبية وغضب وتختلف ردود الأفعال من شخص لآخر، وإذا استمرت الأعراض وبدأت تؤثر عليه بشكل سلبي يفترض التدخل للمساعدة والتي تختلف حسب الحالة، وتبدأ بالفضفضة أو التدخل الطبي من أخصائيين أو أطباء للمساعدة في تلقي العلاج المناسب، وفيما يخص الأطفال يكون التعامل حسب العمر والإدراك، حيث تؤثر على البعض منهم بالخوف والعصبية وسرعة الغضب والتبول على أنفسهم، وكل تلك الأعراض مؤقتة وتزول بمعالجات بسيطة من الأهل واحتوائهم وإشغالهم بأنشطة ترويحية، أما المشكلات الأسرية بين الأزواج فيمكن ضبطها بالحوار والابتعاد عما يثير المشاكل والتعامل بحكمة مع الطرف الآخر لتجاوز هذه المرحلة.
احتواء الصغار بالحوار وكسر «الروتين»
أكدت المستشار الأسري وفاء عمر الغامدي أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الجميع أفرادا وجماعات، وتنوع التأثير حسب بيئة كل شخص، ولكنها تبقى فترة مؤقتة وتمر على الجميع بسلام بإذن الله، ولكن حتى يتجاوزها الجميع يجب العمل عليها بشكل إيجابي، حيث يعمل الأب على بث الطمأنينة لأسرته والأم كذلك واحتواء الأطفال بالحوار والمناقشة ووضع برامج وفعاليات مشوقة ومتنوعة لكسر الروتين اليومي لبقاء الجميع في المنازل لفترات طويلة مع الإجراءات الاحترازية التي سنتها الدولة بالبقاء في المنازل للحد من انتشار فيروس كورونا، وفي حال تعرض أي شخص من الأسرة لأي مشكلة نفسية أو أسرية هناك جهات معتمدة مختصة يمكنها الدعم حسب نوعية الحالات، وفي هذه الفترة على الزوجين دور كبير في المساهمة في تجاوز المرحلة بالتغاضي والتنازل عن بعضهما البعض، وتجنب النقاشات الحادة ووضع خطط أسبوعية يكون للترفيه فيها مساحة كبرى لهما ولأبنائهما.
أوضحت المستشار الأسري نسرين أبو طه: «يعد القلق من أبرز ما كشفته الدراسات مؤخرا وأن الأطفال والإناث هن الأكثر تعرضا للضغوط النفسية والقلق تجاه الجائحة، ولا بد من التقليل من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي الممتلئة بالمغالطات الطبية وغير الموثوقة والتركيز على الهدف من الوضع الراهن من خلال تغيير أساليب الحياة السابقة واتباع التعليمات والإرشادات والنصائح الوقائية المتبعة، ودور الأخصائي النفسي والأسري مهم أثناء وبعد الجائحة بسبب التغييرات السلوكية اليومية، خاصة بعد الإعلان عن ضرورة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي بسبب الضغط النفسي والقلق والمشاعر السلبية، التي بدورها في نهاية المطاف تؤثر على الجهاز المناعي والعقلي والصحة العامة وتضعفها».
وأضافت أبو طه: «يجب الهدوء النفسي لا للذعر والتعامل مع التباعد الاجتماعي بشكل لا يؤثر على النفسية بالتفاؤل والابتعاد عن اليأس لشحذ مهارة الهدوء النفسي التي نحتاجها في هذا الوقت، ودعم الأطفال نفسيا والحوار الهادف وتشجيعهم على التعبير وإشغالهم ببعض الأنشطة، وفيما يخص الأسرة يجب استشعار الجميع بالمسؤولية، كلٌّ بحسب دوره ورعايته وتمثيل دور القدوة في جميع الأدوار والتصرفات السلوكية وتقبل الواقع والظروف الطارئة، وتسخيرها للصالح العام للأسرة والتغافل ونشر ثقافة التسامح وإشاعة التفاؤل والأمان».
ذكر المتخصص في المشكلات الأسرية د. عبدالعزيز آل حسن، أن طول الفترة التي مر بها العالم بسبب جائحة كورونا من المنع الكلي أو الجزئي على الأفراد والأسر كان لها العديد من الآثار السلبية والإيجابية على حياتهم، وتختلف تلك الآثار من فرد لآخر، ولعل من الآثار السلبية تلك المتعلقة بالجانب المالي الذي تأثر به مَنْ يعتمدون في دخلهم على العمل الحر، الذي يستدعي خروجه من المنزل، وكذلك التأثير على القرابة العائلية والترابط الاجتماعي، فبات الالتقاء كمجموعات نوعا من مخالفة الاحترازات، التي شددت عليها الجهات المعنية.
وأضاف: قد تحدث مشكلات أسرية وزوجية بسبب الضغط النفسي، خاصة في الأسر التي تسودها الاختلافات الكثيرة بالآراء.
من جهة أخرى، هناك العديد من الآثار الإيجابية كتطوير الذات وتقوية الترابط الأسري بين الزوجين وبين الوالدين مع أولادهم وتجربة التعلم الإلكتروني والعمل عن بعد واستخدام التقنية إلى غير ذلك من الآثار الإيجابية، ولعل تلك الآثار الإيجابية تساهم في تطوير الفرد باستمرار، خاصة بعد انتهاء الحظر لأنه أصبح لديه وسائل جديدة ومتعددة لذلك التطوير، بينما قد تعرقل الآثار السلبية لمَنْ نقلها معه إلى ما بعد الجائحة في التسبب في دخول مشكلات جديدة بحياته، وعندها قد يصعب عليه حلها.
قال استشاري طب الأسرة والعلاج النفسي بالشؤون الصحية في الحرس الوطني بالرياض د. خالد الجابر: «المشكلات النفسية وقت الأزمات تنعكس على مستوى الأفراد والجماعات، فعلى مستوى الأفراد تؤثر مثل أزمة كورونا على البعض بالقلق سواء من المستقبل أو على العائلة أو الصحة، وعادة الذين يقلقون في مثل هذه الظروف لا يستمتعون في اليوم والليلة لأن حياتهم كلهم قائمة على محاولة منع حصول أي مشكلة، ولذلك تكثر لديهم الإجراءات الاحتياطية، التي تجعل حياتهم متعبة لهم ولمَنْ معهم».
وأوضح أن القلق في الأزمات أنواع، نوع يحصل لأشخاص لديهم قلق سابقا، ونوع يحصل لأشخاص لم يمر بهم قلق، لكن هذه الأزمة هي التي ولدت ونشطت القابلية للقلق لديهم، أما الثاني فالتوتر النفسي وهو خليط من الأعراض النفسية، التي لم تصل إلى المرض النفسي لكنها متعبة ومجهدة مثل الإجهاد والعصبية والخوف والحزن. والنوع الثالث صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد، والنوع الرابع الاكتئاب بسبب العزلة مع غياب مصادر المتعة، والنوع الخامس الصدمات النفسية وحتى الوسواس القهري، الذي ينشط في وقت الأزمات».
وأضاف الجابر: «لكل حالة علاج خاص بها ولكن هناك مجموعة من القواعد النفسية العامة، التي تساعد الإنسان على العيش في هذه الأزمة وتخفيف الأثر النفسي السلبي عليه منها تقوية الإيمان بالله، والهدوء والصبر وضبط الانفعالات، والتحلي بالأمل والروح المتفائلة وحسن الظن بالله، والتسليم والقبول، والحكمة وحسن التصرف وبذل الأسباب بدون خوف».
التوتر خليط من الأعراض العصبية
ممارسة تقنيات العلاج المعرفي السلوكي
أشارت الأخصائي النفسي حليمة السعدي إلى أن مشاعر القلق الحالية تعتبر طبيعية وليست دائمة، يمكن محاربتها بأكثر من وسيلة بممارسة تقنيات العلاج المعرفي السلوكي بصورته المبسطة والتي تساعد وبشكل كبير وفعال على تجاوز الآثار، وهناك حلول متعددة لتجاوز الأزمة تتمثل في طمأنة النفس بالعبادات والاسترخاء والتنفس العميق، والانشغال بتعلم مهارات جديدة أو تنمية القدرات العقلية عن طريق الألعاب والتطبيقات المتاحة وممارسة الرياضة والتي تساهم في علاج القلق والاكتئاب البسيط، وفيما يخص خوف الأطفال تعود المسؤولية الأكبر على ثقافة الوالدين وتوازنهم النفسي، والتي تعد من أهم العوامل المؤثرة في سلوك الأطفال عامة ولا سيما خلال هذه الأزمة وذلك بالحديث معهم وتجنيبهم متابعة الأخبار والمستجدات وشرح ما يحدث لهم بطريقة بسيطة تبعا للفئة العمرية وتجنب تخويفهم، أما المشاكل الأسرية فيمكن ضبطها بعدم التدقيق والتركيز على السلبيات وأخذ الأمور بسطحية أكثر، وهناك فرصة لجميع الأزواج العاملين والمنشغلين عن تجديد علاقتهم مع بعضهم البعض أو مع أطفالهم لخلق جو من الاكتشاف والمرح وكسر الروتين».
السيطرة على المشاكل وتجنب «المزعجة»
علق الإخصائي الاجتماعي عبدالله بن علي اليامي بقوله: إن العالم اضطر إلى الانعزال والانغلاق مع جائحة كورونا وهو أمر غير مسبوق، وهذا العزل عن الأهل والأصحاب وتقييد الحرية تسبب في الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية، ومن أبرز تلك التأثيرات القلق والتوتر والانفعال والتي بدورها تؤدي لبعض التوترات الاجتماعية والمشاكل بين أفراد الأسرة، ويمكن تجاوز التأثيرات بالثقة بالله وحسن الظن به، ويمكن ضبط المشاكل والسيطرة عليها بالبعد عن الأخبار المزعجة وتنظيم حياة الأبناء بالطريقة الصحيحة، وأن يجعلوا هذا العزل سببا للتقارب فيما بينهم وممارسة بعض الأنشطة المتنوعة، وغيرها من الجوانب التي تساهم بشكل كبير في تجاوز هذه المرحلة دون آثار سلبية على الجميع.