نجاح الزهراني

من أقبح وأبشع ما قد نسمع أو نرى أن هناك من يعاني الأمرين فقط للونه أو نسبه أو موطنه. مؤلم أن نرى من يتجرع مرارة التمييز لنسب أو جنس أو عرق، موجع أن نرى من يفقد هويته الاجتماعية وشخصيته بسبب العنصرية، عندما يشعر أي شخص أنه منبوذ في مجتمعه بسبب لون بشرته، ليس له أهمية بسبب وضعه المادي، ليس له وجود بسبب نسبه، قطعاً هذا مؤشر خطير جداً وأن من يعيشه معرض لمخاطر صحية تهدد حياته. أي قلب وأي مشاعر نملك لكي يكون بيننا من يخاف أو يخشى مواجهة المجتمع لأن لونه لا يتناسب مع لوننا أو ليس لديه المال الكافي كي يكون في مجالسنا أو لا ينتمي لقبيلة عريقة النسب.

لم ولن نتعافى من هذا المرض اللعين الذي لا يعرف دينا ولا حقا ولا شرعا، عندما يُنعت (بالعبد) من اختلف لون بشرته عن غيره، ومن لا ينتمي لقبيلة (بالطرش) ومن ينتمي لقبيلة للتصنيف من أي قبيلة ينتمي.

مخجل كذلك أن تكون العنصرية بين الجنسين الذكر والأنثى من مبدأ «فضل بعضكم على بعض». أن يرى الرجل في نفسه السيادة والعلو لا لشيء فقط لطول قامته وعرض منكبيه.

لم أجد أي منطق أو مبرر لأن يكون في المجتمع الواحد طبقات اجتماعية أو تصنيف مجتمعي، ما الذي جعل من خلق من طين أن يتعالى ويتغطرس بما لم يكن له فيه أي قرار أو اختيار.

ما حدث في الآونة الأخيرة في الولايات المتحده كان مؤلما حقاً أن لا يكون للإنسان أي قيمة إلا بلونه. وهم من يطالبون بحقوق الحيوان قبل الإنسان. وقد نكون مثلهم باختلاف المكان، لا يزال البعض يتنابزون بالألقاب، ويعلمون أبناءهم أن القبيلة هي المجد، لا يعلمون أن العنصرية تسقى كالنبتة التي إما أن تنتج ثمراً أو شوكاً. عندما ينشأ الطفل على نبذ القييم الدينية التي توصي بالمساواة بين جميع الخلق وأن لا فرق بينهم إلا بالتقوى، نجد من يغرس في أبنائه التمييز والعنصرية ويعلمهم أن كل من لا ينتمون لعرقه أو لونه بشر من الدرجة الثانية. قال تعالى «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» كان المبدأ الإلهي من الاختلاف بين الناس إلى شعوب ألوان وقبائل هي التعارف وليس التنابز بالألقاب والمعيار الحقيقي للأفضلية هو التقوى وليس اللون ولا الشكل ولا النسب.

nagah_z@hotmail.com