الوكالات - عواصم

ذكرت منظمة «انقذوا الأطفال» الدولية الإغاثية أن أكثر من 200 ألف شخص فرّوا في مارس الماضي من مخيمات اللجوء المكتظة في شمال غرب سورية منذ الهدنة في إدلب، معقل المتمردين السوريين.

وذكرت المنظمة، أمس الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الموافق اليوم السبت أنه بسبب جائحة كورونا يضطر الكثير من الفارين، الذين يشكّل الأطفال أكثر من نصفهم، للعودة إلى منازلهم المدمرة، مضيفة إن المخيمات الضيقة ليست مجهّزة لمكافحة تفشٍ لفيروس كورونا المستجد، مؤكدة ضرورة الدخول غير المقيّد لموظفي الإغاثة إلى المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن إدلب، عقب نحو تسعة أعوام من الحرب الأهلية في سورية، هي المعقل الأخير الكبير للمتمردين، ويسيطر عليها تنظيم «تحرير الشام» المقرب من القاعدة. وتقاتل هناك أيضًا مجموعات حليفة مع تركيا. ويدعم قوات الجيش السوري ميليشيات موالية لإيران، من بينها حزب الله اللبناني الشيعي. وكان الاتحاد الأوروبي وضع الذراع العسكرية لحزب الله عام 2013 في قائمة الإرهاب.

وقالت سونيا خوش، المدير الإقليمي للمنظمة في سورية عن أوضاع الأطفال والعائلات هناك: «لقد فروا من معارك كثيفة، ويعيشون في ظروف لا يمكن تصورها، وهم مجبرون الآن على الفرار من تهديد فيروس مميت».

وفي السياق قرّر وزراء داخلية ألمانيا على مستوى الولايات تمديد وقف الترحيل إلى سورية حتى نهاية هذا العام، حسبما أعلنت الحكومة المحلية لولاية تورينجن الألمانية، أمس الجمعة، عقب انعقاد مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا في مدينة إرفورت.

يُذكر أن ألمانيا أوقفت عمليات الترحيل إلى سورية بسبب المعارك هناك لأول مرة عام 2012، وتم تمديد ذلك باستمرار منذ ذلك الحين.

وتكررت مطالب من الولايات التي يقودها التحالف المسيحي على وجه الخصوص بترحيل السوريين الذين ارتكبوا جرائم في ألمانيا إلى موطنهم. وبحسب تقديرات وزارة الخارجية الألمانية، لا يمكن حاليًا اعتبار أي منطقة في سورية آمنة.

من جهة أخرى أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، بأن عدد النازحين عالميًا بلغ 79.5 مليون شخص حتى نهاية عام 2019، وهو ضعف الأعداد المسجلة قبل عقد من الزمن. جاء ذلك في كلمة غراندي، أمام مجلس الأمن، أمس، خلال تسليمه تقرير «الاتجاهات العالمية والنزوح القسري في عام 2019» والذي صدر قبل يومين، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع في اللاجئين بسبب الحروب والعنف والاضطهاد وغيرها من الحالات الطارئة.

وأشار إلى الوضع السوري الذي ساهم إلى حدّ كبير بزيادة عدد اللاجئين في العام الماضي، حيث بلغ عدد اللاجئين والنازحين وطالبي اللجوء 13.2 مليون سوري. وناشد غراندي، مجلس الأمن لاستخدام كافة ما لديه من نفوذ للحفاظ على وقف إطلاق النار والاستمرار في العمل نحو إحلال السلام وحل الأزمة. وأشاد غراندي باستضافة الدول المجاورة لسوريا لملايين اللاجئين السوريين بسخاء، واستمرار استضافتهم، والمساعدة على إنقاذ ملايين الأرواح، وإنقاذ أجيال كاملة من الأطفال السوريين، معربًا عن قلقه بسبب الضائقة الاقتصادية إزاء الإغلاقات بسبب كوفيد 19 في المنطقة التي قد تمحي المكاسب التي تحققت في الأعوام السابقة.