أبشركم ترانا تراضينا، جاب لي هدية وباقة ورد وقال لا تزعلين لأن الدنيا كلها تقفل بوجهي إذا زعلتي، أم العيال الله يعطيها العافية دايم تجهز وترتب لي أشيائي المفضلة بدون ما أتكلم، العيال الحين يذاكرون بسم الله عليهم، وهذا مطبخنا الجديد خلاص قررنا تغيير كل شيء فيه، آسفين غثيناكم بصور السفر بس حبينا تعيشون معنا لحظاتنا، كثر الله خيركم أم محمد سفرة دايمة يجنن البوفيه والحلا، الوالدة تسلم عليكم وتقول الله الله بالصلاة وبر الوالدين وكل يوم عسل وحبة سوداء، اليوم وديت العيال لهالمطعم وطلبنا رزوتو وفوتوتشيني الفريدو وبرياني وشوربة وسلطات وسبانيش لاتيه ومولتين كيك وهذه صورة الفاتورة شوفوا، وهذه سجادتي ومصحفي توني مصلي، وهذا السواق عطيته هدية. انتهت النقطة الأولى.
استمرارا لنسجي قصصا من خيالي لكنها جاءت من الواقع منذ مقال الأسبوع الماضي (تجار ثقافة) أحسست بأن قريحتي لديها المزيد فوددت أن أمون عليكم وأجعلها تفيض لأسبوع آخر وقد أعدكم ألا تتكرر إن رغبتم. حين كنت صغيرا راكبا في السيارة تلفت نظري الكتابة على الجدران وكنت أقرأ دائما عبارات «الحب عذاب» و«خلهم ينفعونك» و«ترا مردك لي» وأخيرا «نادينا عز وغيره طز». وكنت أتساءل من هم هؤلاء؟ ورسائلهم إلى من؟ ولماذا لا يقصدونهم مباشرة؟ ولماذا نحن نقرأها ولا علاقة لنا بالأمر! كل هذا الاستفهام والتعجب وقف كالجيش أمامي ولا أجد إجابة ولكن الشيء الوحيد الذي أجمع عليه كل من أحدثه بذلك قال أفضل شيء هو طلاء هذه الجدران. انتهت النقطة الثانية.
هنا سأربط بين النقطتين أعلاه، ما أشاهده في منصات البرامج التقنية هو ينطبق في غالبه بل بسواده الأعظم على كتابة الجدران. محتويات كثيرة ينقلها أصحابها لأناس من المفترض ألا يشاهدوها، لا أفهم المعنى الذي يجعل زوجين يخبران العالم كله أنهما سعيدان وأنهما يتبادلان الهدايا وأنهما يضحكان سويا، لا أفهم ما السبب المنطقي الذي يجعل أحدا يشارك والدته الحديث أمام الملأ لتختفي هيبة البر، نعم بعضهم له حكمة من الظوهر أو التعليق ولكن ليس كل يوم لجذب المتابعين والمزح غير المقبول مع أعظم إنسانين لنا، لا أعلم سببا مقنعا لشخص يظهر لكي يقول «طفش وش نسوي خلصت كل الأفلام والمسلسلات والمسرحيات عطوني شي أسويه» هل يعلم أنه يخبرنا بمدى فراغ اهتماماته وعقليته السطحية وخلوها من أي مفيد؟ المضحك المبكي حين ترغب إحداهن بـ«عزيمة محفوفة» ثم تنتشر كل الصور لدى من هم خارج «المحفوفة» فيكون هناك طوفان من الزعل و«التشره»، رأيي أن تنقل المفيد لمن يشاهد محتواك ليس نافذة لحياتك، شارك الشيء المفيد مع المرح نوعا ما أو اهتماماتك العملية كالتصميم والتصوير والبناء والتدريب والمهارات وغيرها، أما يومياتك وقهوتك المسكينة التي تحتسيها فتأكد أنها ستبقى ضدك ولن يعجب بها إلا التافهون لأنك هدمت أسوار بيتك بل وغرفتك بيديك بعد أن كان يسترك، أتمنى أن نفكر بطلاء كطلاء الجدران الذي أخفى الخرابيش عليها لنخفي الخرابيش على جدران العقول.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
Majid_Alsuhaimi@
استمرارا لنسجي قصصا من خيالي لكنها جاءت من الواقع منذ مقال الأسبوع الماضي (تجار ثقافة) أحسست بأن قريحتي لديها المزيد فوددت أن أمون عليكم وأجعلها تفيض لأسبوع آخر وقد أعدكم ألا تتكرر إن رغبتم. حين كنت صغيرا راكبا في السيارة تلفت نظري الكتابة على الجدران وكنت أقرأ دائما عبارات «الحب عذاب» و«خلهم ينفعونك» و«ترا مردك لي» وأخيرا «نادينا عز وغيره طز». وكنت أتساءل من هم هؤلاء؟ ورسائلهم إلى من؟ ولماذا لا يقصدونهم مباشرة؟ ولماذا نحن نقرأها ولا علاقة لنا بالأمر! كل هذا الاستفهام والتعجب وقف كالجيش أمامي ولا أجد إجابة ولكن الشيء الوحيد الذي أجمع عليه كل من أحدثه بذلك قال أفضل شيء هو طلاء هذه الجدران. انتهت النقطة الثانية.
هنا سأربط بين النقطتين أعلاه، ما أشاهده في منصات البرامج التقنية هو ينطبق في غالبه بل بسواده الأعظم على كتابة الجدران. محتويات كثيرة ينقلها أصحابها لأناس من المفترض ألا يشاهدوها، لا أفهم المعنى الذي يجعل زوجين يخبران العالم كله أنهما سعيدان وأنهما يتبادلان الهدايا وأنهما يضحكان سويا، لا أفهم ما السبب المنطقي الذي يجعل أحدا يشارك والدته الحديث أمام الملأ لتختفي هيبة البر، نعم بعضهم له حكمة من الظوهر أو التعليق ولكن ليس كل يوم لجذب المتابعين والمزح غير المقبول مع أعظم إنسانين لنا، لا أعلم سببا مقنعا لشخص يظهر لكي يقول «طفش وش نسوي خلصت كل الأفلام والمسلسلات والمسرحيات عطوني شي أسويه» هل يعلم أنه يخبرنا بمدى فراغ اهتماماته وعقليته السطحية وخلوها من أي مفيد؟ المضحك المبكي حين ترغب إحداهن بـ«عزيمة محفوفة» ثم تنتشر كل الصور لدى من هم خارج «المحفوفة» فيكون هناك طوفان من الزعل و«التشره»، رأيي أن تنقل المفيد لمن يشاهد محتواك ليس نافذة لحياتك، شارك الشيء المفيد مع المرح نوعا ما أو اهتماماتك العملية كالتصميم والتصوير والبناء والتدريب والمهارات وغيرها، أما يومياتك وقهوتك المسكينة التي تحتسيها فتأكد أنها ستبقى ضدك ولن يعجب بها إلا التافهون لأنك هدمت أسوار بيتك بل وغرفتك بيديك بعد أن كان يسترك، أتمنى أن نفكر بطلاء كطلاء الجدران الذي أخفى الخرابيش عليها لنخفي الخرابيش على جدران العقول.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
Majid_Alsuhaimi@