عبدالرحمن الخثعمي، عبدالإله الشمراني ـ الدمام

تحذيرات من الوقوع في الخوف المرضي أو التهاون

عادت الحياة لطبيعتها منذ السادسة من صباح أمس الأحد، أول أيام رفع منع التجول الكلي بكافة مدن وربوع المملكة، حيث انسابت الحركة في الشوارع والطرقات، بعد أشهر من منع التجول الذي فرض حياة مختلفة تماما عن الأوضاع الاعتيادية.

وأظهرت جولة ميدانية لـ«اليوم»، حرص المواطنين والمقيمين على اتباع الإجراءات الاحترازية وبروتوكولات وزارة الصحة الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وأكدوا مسؤوليتهم المشتركة مع الجهات المسؤولة في التصدي لتلك الجائحة، بعد أن بذلت الدولة جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية، ما بين وقائية وتوعوية وتنفيذية للتصدي للخطر.

التزام مشروط

وأوضح مستشار تطوير الذات وخبير العلاقات عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية د. طلال أبا ذراع: أنه بعد السماح بعودة جميع الأنشطة الاقتصادية والتجارية، في ضوء المعطيات الصحية، فإنّ الواقع يحتم على جميع أفراد المجتمع ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية؛ للحد من انتشار الفيروس المستجد، من خلال الحرص على التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، والتخلي عن عادات التقارب كالسلام بالأيدي، ومشاعر الود الزائدة، محذرا في الوقت نفسه من أن يتسبب الحرص في الاستسلام لحالة العزلة النفسية المرضية أو ما يسمى بـ «متلازمة الكوخ» Cabin Fever، أو حمى المقصورة، وهي فوبيا قديمة، يقع ضحيتها الأشخاص الذين اضطروا للاعتزال لأسباب مناخية كالمناطق المتجمدة شتاء أو لأسباب صحية كما حدث للمجتمع في أزمة كورونا المستجد.

التهديد النفسي

ووأوضح د. طلال أنه بحسب موقع «سايك سنترال» Psych Central، فإن الحظر الوقائي والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، أصبحت متلازمة الكوخ بمثابة عبء إضافي لما يواجهه أفراد المجتمع من نتائج، فيتردد الناس بين الخروج ومخافة الإصابة بالفيروس أو البقاء بالمنزل والإصابة بالاكتئاب بسبب العزلة، مشيرا إلى أن أعراضها تتضمن الانفعال والقلق، والحزن أو الاكتئاب، والكسل وتدني الرغبة وصعوبة في التركيز، وقلة الصبر، وشراهة للطعام، وقلة الشعور بمحفز للإنجاز، واضطرابات النوم.

واستطرد: التعامل بتعقل هو الأسلوب الأمثل، من خلال الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية مع الحذر من الوقوع في فخ العزلة المرضي.

المواطن مسؤول

من جانبه، أوضح المواطن نواف الشويلي، أن المملكة بذلت جهودا كبيرة في محاربة الفيروس، وتوعية المواطنين بمخاطره وكيفية الحذر منه، قبل أن تتخذ قرار عودة الحياة الطبيعية، مؤكداً أن المواطن أصبح هو المسؤول في المرحلة الراهنة.

وأضاف: ويجب ألا تنسينا مشاعر الفرحة بانتهاء إجراءات منع التجول وعودة الحياة لطبيعتها، أهمية الالتزام واتباع الإجراءات المعلنة من وزارة الصحة للتخلص من هذا الوباء، وأنصح الجميع بعدم الخروج إلا للضرورة، وتأجيل الأمور غير الضرورية إلى وقت لاحق منعا للزحام والتكدس.

مشاعر سرور

ورأى المواطن ماجد الراشدي، أن مشاعر الفرح والسرور بعودة الحياة لطبيعتها، لا يمكن وصفها، مستطردا: تلك المشاعر تفرض علينا جميعا ضرورة الحذر وعدم التخلي بأي شكل عن الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالفيروس، وفي مقدمتها التواجد في التجمعات حتى لا نعود إلى ما كنا عليه.

وأكد أن جميع أفراد المجتمع بات لديهم الوعي الكافي والمعلومات عن تلك الجائحة، مشددا على أنه بهذا الوعي أصبح كل فرد مسؤولا عن نفسه وعائلته، ويفرض توجيه الشكر لجميع الجهات المسؤولة على ما بذلته خلال الفترة الماضية لمحاربة الفيروس.

حرص ومسؤولية

اتفق مع الرأي السابق المواطن عبدالله الربيعي، الذي أكد أن المملكة أوصلت كامل الوعي للمواطنين والمقيمين، وحان دورهم في الالتزام والمحافظة على النفس والآخرين، مشيرا إلى أن الساعات الأولى من دخول قرار رفع منع التجول حيز التنفيذ وعودة الأنشطة تظهر حرص المواطنين والمقيمين والتزامهم.

وقال المواطن عبدالمنعم اليافعي: الجميع أصبح يملك الوعي الكافي عن هذه الجائحة، والمسؤولون بالمملكة بذلوا المستحيل، والآن علينا أن نتحمل المسؤولية ونتعاون في القضاء على هذه الجائحة، مشددا على أهمية اتباع بروتوكولات وزارة الصحة للحد من انتشار الفيروس.