صفاء قره محمد - بيروت

تواصل السلطة السياسية، التي بات حزب الله يتحكم في مفاصلها، خطواتها لفرض وجودها وأجندتها على لبنان واللبنانيين، وبعد كل ما مارسته خلال أكثر من ثلاث سنوات من رئاسة ميشيل عون، بدأت في منحى آخر جديد لإرهاب اللبنانيين.

وتمارس الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها حزب الله والقضائية التي رتبها التيار الوطني الحر تهمًا كيدية ضد أي لبناني يعارض هذين التنظيمين، وقبل أيام ادعت النيابة العامة على ناشطة لبنانية بتهمة التعامل مع إسرائيل ومن ثم عاودت الأجهزة الأمنية القضائية الكرة مع شخصية لبنانية وطنية ترفض هيمنة حزب الله وتعارض المشروع الإيراني في لبنان، وادعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، على السيد علي الأمين، بجرائم الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين، ومهاجمة «المقاومة وشهدائها» أي حزب الله بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري.

أتى ذلك بعد حملة ممنهجة تعرّض لها العلامة الأمين قبل أشهر واتهامات بهدف النيل من سمعة الأمين. والسيد علي الأمين من أكثر رجال الدين الشيعة وطنية، ويرفض الالتحاق بالمشاريع الفارسية ويجاهر بانتقاداته لسياسة حزب الله التابعة لإيران.

وأمس، كتب رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين أن «التهمة أصبحت واضحة المعالم لجهة أنها تُستخدم في الاستثمار السياسي الذي يقوم به حزب الله خاصةً أن القضية عمرها 6 أشهر، والمفارقة أن في هذا المؤتمر كان هناك مشاركة للسفير اللبناني، ولمؤسسة مخزومي أيضًا، ولأحد المطارنة اللبنانيين (نيفون صيقلي)، فلماذا تخصيص الدعوى بحق السيد علي الأمين، طالما أن السفير اللبناني كان موجودًا أيضًا، فلماذا لم تقل لنا الدولة اللبنانية إن المؤتمر غير قانوني مثلًا»؟

وأضاف الأمين خلال مداخلة تليفزيونية: «إذا كانت الدولة اللبنانية قد أخطأت بالمشاركة فيجب أن تعتذر وزارة الخارجية للشعب اللبناني، ولكن هذا الأمر لم يحصل، إذن ما يُفهم من استهداف السيد الأمين هو لأنه من أبرز فقهاء الشيعة في لبنان المعارضين لحزب الله، وله تاريخ كبير وهذا ما يشهد به خصومه أيضًا، وهذا ما يزعج حزب الله». وشدد الأمين على أن حزب الله أمام شخصية لها وزنها الديني والسياسي، وبالتالي استهدافه يأتي لأن له مواقف معارضة لحزب الله وللمشروع الإيراني في المنطقة العربية وله صلاته العربية المفتوحة في الوقت الذي يطلب من الشيعة أن يكونوا مقوقعين تحت قيادة واحدة، وهذا لم يحصل سوى في الزمن الإيراني، وبالتالي السيد الأمين يشكّل تحديًا».

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تويتر: «كفى مؤامرات وتشويهًا للتاريخ من قِبَل القوى الظلامية، والإلغاء في اتهام السيد علي الأمين بالتعامل مع إسرائيل.. كفى إلغاء لبنان التنوع والحرية».