ذي هيل

قالت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية إن بولندا تجد نفسها في مأزق بعدما حققت ما تصبو إليه من زيادة القوات الأمريكية على أراضيها.

وبحسب مقال لـ «دوف زاخيم»، المستشار بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ونائب رئيس مجلس إدارة معهد أبحاث السياسة الخارجية، ضغطت وارسو خلال العامين الماضيين على واشنطن من أجل زيادة وجود القوات الأمريكية على أراضيها.

وتابع يقول «يبدو من المحتمل الآن أنها ستحصل على بعض ما تريده، ولكن ذلك قد يكون على حساب الوجود الأمريكي في ألمانيا. إذا حدث ذلك، فستجد وارسو نفسها على خلاف مع جارتها القوية اقتصاديا، وهو ظرف ترغب الحكومة البولندية في تجنبه نظرا للتاريخ المأساوي للعلاقات الألمانية - البولندية».

وأضاف: لم يكن من المستغرب توضيح رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، أن بلاده ليست لديها النية لتحقيق هدف زيادة القوة الأمريكية على حساب تقليص القوات الأمريكية في ألمانيا.

وأردف يقول: كانت بولندا حليفة نموذجية لحلف شمال الأطلنطي (ناتو)، وتلبي مطلب الرئيس ترامب بأن تخصص الدول الأعضاء 2% من ميزانياتها للدفاع الوطني. كما أنها تحصل على أنظمة أسلحة أمريكية باهظة الثمن، وتستضيف حاليا التدريب الرئيسي لحلف شمال الأطلنطي (المُدافع - أوروبا 2020).

وبحسب الكاتب، تسارعت الجهود البولندية لزيادة الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها في سبتمبر 2018 عندما عرض الرئيس أندجيه دودا ملياري دولار للمساعدة في تحمل تكاليف إسكان فرقة كاملة من الجيش الأمريكي في بلاده.

وتابع: لم يكن من الواضح على الإطلاق من أين ستأتي القوات. وكان رد فعل موسكو على الاقتراح بمثابة غضب لا مثيل له.

ومضى الكاتب يقول: في غضون عام، تم تقليص اقتراح دودا بشكل كبير. وبدلا من تعزيز قواتها في بولندا إلى فرقة كاملة، وافقت واشنطن على إضافة 1000 جندي آخر إلى 4500 من فريق اللواء القتالي المدرع، الذي كان يتناوب على البلاد.

وأردف: لكن وارسو لم تتخل عن جهودها لنشر قوات أمريكية إضافية على الأراضي البولندية. وتابع بقوله: يبدو أن جهود بولندا قد نجحت في 11 يونيو، عندما قيل إن الرئيس ترامب يخطط لسحب القوات من ألمانيا.

وبحسب الكاتب، يبدو إعلان ترامب الرسمي عن خططه للحد من وجود الجيش الأمريكي في ألمانيا عند 25000 جندي، وبالتالي الإفراج عن 9500 جندي لإعادة الانتشار في مكان آخر، يشير بالفعل إلى أن بعض أو كل هذه القوات ستنتقل إلى بولندا.

وتابع يقول: مع ذلك، ترغب وارسو عن حق في تجنب الخلاف مع ألمانيا، لأن أعظم كابوس في بولندا هو أن تواجه العداء من جيرانها الشرقيين والغربيين الأقوياء.

ونوه بأن ألمانيا وروسيا قامتا بتقطيع بولندا 3 مرات في القرن الثامن عشر ثم مرة أخرى في عام 1939، مشيرا إلى أن بولندا لا تستطيع تحمل عزلة تفرضها ألمانيا بينما تواجه تهديدًا متزايدًا من روسيا فلاديمير بوتين.

وأضاف: هناك حجة قوية تدعو إلى تمركز قوات أمريكية إضافية في بولندا. لكن لا يجب إعادة نشر هذه القوات من ألمانيا. بالنظر إلى عداء بوتين تجاه حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، ليس الوقت مناسبًا الآن لتقليل وجود أمريكا في ذلك البلد، وبالتأكيد ليس الوقت المناسب لإثارة احتكاك بين دولتين من أهم الدول الأعضاء في الناتو وحلفاء أمريكيين رئيسيين.