علي بطيح العمري

«كورونا» مالئة الدنيا وشاغلة الناس.. هذا الفيروس الصغير أرهب العالم، وحمل دوله على غلق حدودها، وتعليق أنشطتها.. ولو عشنا في عصور العرب القديمة الذين كانوا يؤرخون بالأحداث لأرخوا بهذا الوباء وقالوا: عام كورونا أو عصر كورونا، وسنة كورونا.

وفي ظل منع التجول الذي فرضته الدول لحماية الناس، وتقليل انتشار هذا الفيروس، فقد تعايش الناس في زمن العصر الكوروني مع جائحة كورونا، وغيروا عاداتهم وأنماط معايشهم، وتكيفوا مع أوضاعهم.

ومن جملة الأمور التي كيفها الناس قضية (الزواج)..

زواجات العصر الكوروني غير، ومختلفة عما قبل هذا العصر، فقصور الأفراح مغلقة، وممنوع تجمع الناس، وهناك ساعات منع التجول في الليل التي تمنع الناس من التنقل.. في هذا الوضع.. كورونا اختصرت عادات الناس خاصة تلك الأشياء المبالغ فيها والزائدة عن المعتاد لتعيد الناس إلى الاختصار والاقتصار على الواجب والمهم.

* زواجات العصر الكوروني اختصرت التكاليف، فتكاليف الزواج باهظة وتثقل كاهل العريس، وحفلة الزواج تساوي أو تزيد عن المهر.

* زواجات العصر الكوروني اختصرت الوقت، فوقت الزواج الذي يمتد من المغرب أو العصر إلى قرب الفجر، صار سويعات محدودة.

* كورونا أوقفت هدر ذبائح الزواجات.. فذبيحة أو اثنتان تفي بالغرض، وهنا يتحقق حديث النبي ﷺ: أولم ولو بشاة.

* هم الزواج الذي يصاحب الزواجات عادة على قولهم: «لا هم إلا هم العرس ولا وجع إلا وجع الضرس».. مع عدد المدعوين القليل وبساطة التكاليف خف هذا الهم الثقيل على الناس.

* زواجات العصر الكوروني التي شهدها مجتمعنا، تجمع عادة عدداً محدداً من الحضور من عائلتي وأقارب الزوجين، يجتمعون على مائدة عادية، وتتم الحفلة ومراسم الزواج المختصرة والمحددة الظهر أو في أول الليل.

إذن «كورونا» اختصرت الكثير من الزوائد في حياتنا وعاداتنا وكأنها تعيد الأشياء التي بالغنا وتكلفنا فيها إلى مواضعها.

ومع نهاية منع التجول العام وعودة الناس التدريجية إلى حياتهم الطبيعية هناك أنماط تفرضها هذه العودة لأن الهدف سلامة الناس، لذلك يظل (الاختصار) فناً حتى في العادات.. ولو كانت الزواجات - حتى بعد العصر الكوروني - مختصرة ومخففة لاستحقت إضافتها إلى السنن المحمودة التي يثاب فاعلها ويعاب تاركها!

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

(التكلف) في العادات.. صداع وضياع!

@alomary2008