محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

صحيح أن الاحترازات الواجب اتخاذها ـ كاستخدام الكمامات والقفازات وأدوات التعقيم، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وعلى رأسها غسل اليدين بانتظام ـ تساهم بقدر كبير في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، غير أن من أهم الاحترازات، التي يجب الاهتمام بها اهتمامًا خاصًا، الحذر من المخالطة، فقد ثبت وفقًا للإحصاءات الدقيقة التي أجرتها الجهات الصحية المعنية أن أكثر من نصف حالات الإصابة بالفيروس تنجم عن المخالطة، سواء في الأسواق التجارية الكبرى أو مراكز بيع المواد الغذائية أو الاستراحات أو نحوها من الأماكن، فالتقيُّد بكل البروتوكولات الصحية لا يعفي أي مواطن أو مقيم من الالتزام بالتباعد الاجتماعي، فهو طوق النجاة ضمانًا لعدم التعرض للإصابة بالداء، فوسائل الوقاية ضرورية لاجتياز الأزمة التي تعاني منها بلادنا الأمرّين، كما هو الحال في سائر دول العالم دون استثناء.

تلك الوسائل مهمة، وتقف على رأسها وسيلة الحذر من المخالطة، فشخص واحد مصاب قد يُعدي عدة أشخاص أثناء التجمّع في أي مكان، والصور المشهودة والمتناقلة عبر وسائل الإعلام تؤكد خطورة المخالطة، فانتقال العدوى من شخص إلى عدة أشخاص سريع للغاية، وهذا يعني أن مَن ينتقل إليه الفيروس سوف يُعدي غيره، وأولهم أفراد عائلته، ومَن قد يختلط معهم من الأصدقاء والمعارف، وبالتالي فإن خطر المخالطة كبير للغاية إذا علمنا يقينًا سرعة انتقال الفيروس من المصابين إلى الأصحاء، وسرعة انتقاله من الأصحاء الذين أصيبوا إلى غيرهم، وعدم الالتزام بالابتعاد عن المخالطة يفسّر كثرة الإصابات داخل التجمعات البشرية، فهل من آذانٍ صاغيةٍ لنصيحةٍ ثمينةٍ تُنجي الجميع من مغبة الإصابة بالفيروس؟
mhsuwaigh98@hotmail.com