أردوغان يبتز باللاجئين ويحاول السيطرة على منابع النفط
أكد موقع مجلة «سبايكد» البريطانية أن التدخل التركي في ليبيا يشير إلى تحوّل في الحرب الأهلية يهدد كلًّا من أوروبا والمجتمع الدولي.
وبحسب مقال لـ «جويس تولدانو»، منذ سقوط الديكتاتور السابق معمر القذافي في عام 2011، نشبت الحرب الأهلية في ليبيا، لتعاني منذ ذلك الحين من الصراع المستمر، وتدخّل القوى الأجنبية، وفشل محاولات إنشاء حكومة مستقرة.
وأضافت الكاتبة: تحركت العصابات الإجرامية والميليشيات المتطرفة لاستغلال ضعف البلاد من أجل أهدافها الخاصة، على حساب الشعب الليبي.
وأردفت: وفقًا للأمم المتحدة، أدى النزاع إلى تشريد أكثر من 200 ألف شخص، وهناك 1.3 مليون شخص في حاجة الآن إلى المساعدة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، جاء ما يقرب من 630 ألف لاجئ ومهاجر من خارج البلاد، بشكل أساسي من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى ليبيا.
الغزو التركي
ومضت تقول: في 5 يناير، غزا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليبيا، ونشر قوات لدعم حكومة الوفاق الوطني، وأغرق ليبيا بالمتطرفين ومرتزقة مما يسمى بالجيش الوطني السوري والجماعات الأخرى المدعومة من تركيا في سوريا. وأشارت إلى أن تصرفات تركيا تهدد بمحو التقدم الذي أحرزه الجيش الوطني الليبي نحو الاستقرار، حيث نجح الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، في استهداف الميليشيات الإرهابية في ليبيا، وفي الحصول على دعم شعبي كبير بين الشعب الليبي، وكثيرون يعتبرون الجيش الوطني الليبي أكثر شرعية بكثير من الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
ولفتت إلى أن تدخل تركيا في ليبيا لا يتعلق بالعمل من أجل السلام والاستقرار، ولكنه يتعلق بتأمين مصالحها الخاصة من السيطرة على موارد النفط والغاز إلى ممارسة درجة متزايدة من النفوذ الإقليمي.
خط أنابيب
ونوّهت إلى أن الصفقة التي أبرمتها إسرائيل وقبرص واليونان لإنشاء خط أنابيب غاز تحت البحر المتوسط، والذي يعفي أوروبا من الاضطرار إلى الاعتماد فقط على الغاز من روسيا، عزل تركيا عن خطط الطاقة الإقليمية، مما دفع جزئيًا أردوغان إلى التدخل بقوة أكبر في ليبيا.
وأردفت: لذلك، وقّعت تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبي، في نوفمبر الماضي، اتفاقية بشأن الحدود البحرية تنتهك حقوق أراضي اليونان في بحر إيجه في محاولة لعرقلة المشروع وإنشاء منطقة اقتصادية حصرية تمتد بين تركيا وليبيا، مما يسمح لأنقرة ببدء التنقيب عن النفط عبر البحر الأبيض المتوسط. وهي اتفاقية أدانها المجتمع الدولي على نطاق واسع.
عدوان أردوغان
وتابعت: لكن عدوان أردوغان في ليبيا لا يتعلق فقط بالنفط، وإنما يتعلق أيضًا باستغلال ليبيا لإظهار قوة تركيا في المنطقة، مثلما تفعل إيران في العراق.
ونوّهت إلى أن أردوغان لديه مصلحة فعّالة في إدامة عدم الاستقرار في ليبيا، لأنه طالما بقي فراغ السلطة في ليبيا، يمكن أن تستمر تركيا في ممارسة نفوذها، مستغلة الحرب الأهلية باعتبارها ساحة معركة بالوكالة لطموحاتها الإقليمية. وتابعت: بالنظر إلى هذه العوامل، يشكل غزو تركيا لليبيا تهديدًا كبيرًا لأوروبا. فقد أثبتت تركيا بالفعل أنها ستعمل بقوة ضد الدول الأوروبية وحلفاء الناتو من أجل تأكيد مصالحها الخاصة. وفي 17 يونيو، قامت سفينة فرنسية تحت قيادة الناتو بفحص سفينة شحن يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة إلى ليبيا، في انتهاك لحظر الأمم المتحدة. وردًا على ذلك، تحركت السفن التركية وهددت السفينة الفرنسية.
ابتزاز باللاجئين
وأضافت: كما هددت تركيا بأنها ستبدأ في السماح للاجئين بدخول أوروبا مرة أخرى، متراجعةً عن اتفاق عام 2016 بين أنقرة والاتحاد الأوروبي الذي تعهّدت فيه بالعمل على منع المهاجرين من عبور بحر إيجه. ويشير هذا إلى تحوّل كبير في السياسة التركية تجاه الاتحاد الأوروبي وسيعرّض أوروبا للتحديات الرئيسية التي ستأتي من أزمة المهاجرين المتجددة. ومضت تقول: بين تدفق المهاجرين والاستيلاء على النفط والرغبة في إبقاء ليبيا في حالة حرب، من المرجح أن تمتد آثار تدخل تركيا إلى أوروبا. من الأفضل للكتلة أن تستعد لأسوأ السيناريوهات.
وقالت: إذا تابع أردوغان ذلك وسمح للمهاجرين بالدخول إلى أوروبا، فإن تدفق اللاجئين سيضع ضغطًا مكثفًا على الخدمات الاجتماعية في وقت تشعر فيه معظم البلدان بالفعل بعبء جائحة الفيروس. لمعالجة الهجرة المتزايدة، ستحتاج أوروبا بعد ذلك إلى زيادة أمن حدودها ومواجهة أي أعمال عدوانية تركية مستقبلية في البحر الأبيض المتوسط.
نفط ليبيا
وأضافت: من الناحية الاقتصادية، تهدد قبضة تركيا على احتياطيات النفط الليبية، التجارة مع الاتحاد الأوروبي. في الوقت الحاضر، حيث يذهب 85 % من النفط الليبي إلى أوروبا. كما ستسمح السيطرة التركية على صادرات النفط الليبية لأردوغان بإبراز سلطته السياسية عبر المنطقة. بما أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، فإن تركيا تكتسب الآن القوة للتلاعب في أسعار النفط العالمية. واختتمت بالقول: إن عدوان تركيا على ليبيا يهدد بالتأثير على المجتمع والاقتصاد الأوروبيين. ولكن، قبل كل شيء، يهدد بإدامة عدم الاستقرار والصراع في دولة في حالة حرب مع نفسها.
وبحسب مقال لـ «جويس تولدانو»، منذ سقوط الديكتاتور السابق معمر القذافي في عام 2011، نشبت الحرب الأهلية في ليبيا، لتعاني منذ ذلك الحين من الصراع المستمر، وتدخّل القوى الأجنبية، وفشل محاولات إنشاء حكومة مستقرة.
وأضافت الكاتبة: تحركت العصابات الإجرامية والميليشيات المتطرفة لاستغلال ضعف البلاد من أجل أهدافها الخاصة، على حساب الشعب الليبي.
وأردفت: وفقًا للأمم المتحدة، أدى النزاع إلى تشريد أكثر من 200 ألف شخص، وهناك 1.3 مليون شخص في حاجة الآن إلى المساعدة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، جاء ما يقرب من 630 ألف لاجئ ومهاجر من خارج البلاد، بشكل أساسي من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى ليبيا.
الغزو التركي
ومضت تقول: في 5 يناير، غزا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليبيا، ونشر قوات لدعم حكومة الوفاق الوطني، وأغرق ليبيا بالمتطرفين ومرتزقة مما يسمى بالجيش الوطني السوري والجماعات الأخرى المدعومة من تركيا في سوريا. وأشارت إلى أن تصرفات تركيا تهدد بمحو التقدم الذي أحرزه الجيش الوطني الليبي نحو الاستقرار، حيث نجح الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، في استهداف الميليشيات الإرهابية في ليبيا، وفي الحصول على دعم شعبي كبير بين الشعب الليبي، وكثيرون يعتبرون الجيش الوطني الليبي أكثر شرعية بكثير من الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
ولفتت إلى أن تدخل تركيا في ليبيا لا يتعلق بالعمل من أجل السلام والاستقرار، ولكنه يتعلق بتأمين مصالحها الخاصة من السيطرة على موارد النفط والغاز إلى ممارسة درجة متزايدة من النفوذ الإقليمي.
خط أنابيب
ونوّهت إلى أن الصفقة التي أبرمتها إسرائيل وقبرص واليونان لإنشاء خط أنابيب غاز تحت البحر المتوسط، والذي يعفي أوروبا من الاضطرار إلى الاعتماد فقط على الغاز من روسيا، عزل تركيا عن خطط الطاقة الإقليمية، مما دفع جزئيًا أردوغان إلى التدخل بقوة أكبر في ليبيا.
وأردفت: لذلك، وقّعت تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبي، في نوفمبر الماضي، اتفاقية بشأن الحدود البحرية تنتهك حقوق أراضي اليونان في بحر إيجه في محاولة لعرقلة المشروع وإنشاء منطقة اقتصادية حصرية تمتد بين تركيا وليبيا، مما يسمح لأنقرة ببدء التنقيب عن النفط عبر البحر الأبيض المتوسط. وهي اتفاقية أدانها المجتمع الدولي على نطاق واسع.
عدوان أردوغان
وتابعت: لكن عدوان أردوغان في ليبيا لا يتعلق فقط بالنفط، وإنما يتعلق أيضًا باستغلال ليبيا لإظهار قوة تركيا في المنطقة، مثلما تفعل إيران في العراق.
ونوّهت إلى أن أردوغان لديه مصلحة فعّالة في إدامة عدم الاستقرار في ليبيا، لأنه طالما بقي فراغ السلطة في ليبيا، يمكن أن تستمر تركيا في ممارسة نفوذها، مستغلة الحرب الأهلية باعتبارها ساحة معركة بالوكالة لطموحاتها الإقليمية. وتابعت: بالنظر إلى هذه العوامل، يشكل غزو تركيا لليبيا تهديدًا كبيرًا لأوروبا. فقد أثبتت تركيا بالفعل أنها ستعمل بقوة ضد الدول الأوروبية وحلفاء الناتو من أجل تأكيد مصالحها الخاصة. وفي 17 يونيو، قامت سفينة فرنسية تحت قيادة الناتو بفحص سفينة شحن يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة إلى ليبيا، في انتهاك لحظر الأمم المتحدة. وردًا على ذلك، تحركت السفن التركية وهددت السفينة الفرنسية.
ابتزاز باللاجئين
وأضافت: كما هددت تركيا بأنها ستبدأ في السماح للاجئين بدخول أوروبا مرة أخرى، متراجعةً عن اتفاق عام 2016 بين أنقرة والاتحاد الأوروبي الذي تعهّدت فيه بالعمل على منع المهاجرين من عبور بحر إيجه. ويشير هذا إلى تحوّل كبير في السياسة التركية تجاه الاتحاد الأوروبي وسيعرّض أوروبا للتحديات الرئيسية التي ستأتي من أزمة المهاجرين المتجددة. ومضت تقول: بين تدفق المهاجرين والاستيلاء على النفط والرغبة في إبقاء ليبيا في حالة حرب، من المرجح أن تمتد آثار تدخل تركيا إلى أوروبا. من الأفضل للكتلة أن تستعد لأسوأ السيناريوهات.
وقالت: إذا تابع أردوغان ذلك وسمح للمهاجرين بالدخول إلى أوروبا، فإن تدفق اللاجئين سيضع ضغطًا مكثفًا على الخدمات الاجتماعية في وقت تشعر فيه معظم البلدان بالفعل بعبء جائحة الفيروس. لمعالجة الهجرة المتزايدة، ستحتاج أوروبا بعد ذلك إلى زيادة أمن حدودها ومواجهة أي أعمال عدوانية تركية مستقبلية في البحر الأبيض المتوسط.
نفط ليبيا
وأضافت: من الناحية الاقتصادية، تهدد قبضة تركيا على احتياطيات النفط الليبية، التجارة مع الاتحاد الأوروبي. في الوقت الحاضر، حيث يذهب 85 % من النفط الليبي إلى أوروبا. كما ستسمح السيطرة التركية على صادرات النفط الليبية لأردوغان بإبراز سلطته السياسية عبر المنطقة. بما أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، فإن تركيا تكتسب الآن القوة للتلاعب في أسعار النفط العالمية. واختتمت بالقول: إن عدوان تركيا على ليبيا يهدد بالتأثير على المجتمع والاقتصاد الأوروبيين. ولكن، قبل كل شيء، يهدد بإدامة عدم الاستقرار والصراع في دولة في حالة حرب مع نفسها.