عبدالرحمن المرشد

يقول الشاعر (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) هكذا القطاع الزراعي في حال الأوبئة والكوارث تبرز أهميته كحائط صد مهم للأمن الغذائي.. لدينا تجربة كورونا حيث تحدثت بعض التقارير في بداية انتشار الوباء أنه من الممكن أن تلجأ بعض الدول إلى إيقاف تصدير منتجاتها الغذائية في حال استمر وضع الإغلاق على ما هو عليه حفاظا على أمنها الغذائي.. وهذا من حقها، ولنا أن نتصور المشهد القاتم في حال تطور الإغلاق ورأت أغلب الدول أن أمنها الغذائي يحتم عليها عدم تصدير منتجاتها.. حينها سيتفاقم الوضع عالميا وربما بعض الدول لن تجد ما يكفيها إذا كانت لا تستطيع توفير ما تحتاجه بسبب قلة المياه اللازمة للزراعة أو بسبب صغر المساحة أو بسبب عدم توافر الإمكانات وغيرها.

هذه الأزمة أكدت أهمية القطاع الزراعي كأحد الروافد الأساسية للأمن الغذائي لكل دولة وأن هذا القطاع مثل السهل الممتنع إذا كانت الأوضاع مستقرة تجد جميع الأصناف متوافرة من كل حدب وصوب وفي حالة وجود لا سمح الله كوارث أو أوبئة تضرب العالم سيقل أو ربما ينعدم.. وهنا ينجو من لديه البدائل المحلية التي تغطي النقص الحاصل دوليا.

لا يمكن تغطية النقص محليا بشكل كامل ولكن لو تمت تغطية 70% يعتبر ذلك شيئا جيدا، وهي مسألة ليست صعبة لمن لديه الإمكانات بشرط وجود الرغبة الكبيرة ودعم هذا القطاع بشكل كبير.

قطاعنا الزراعي يعاني من عدم اهتمام أثر على انطلاقته بشكل كبير، فلا يوجد إرشاد أو متابعة على مستوى الجهة المسئولة.. مجرد متابعة للنخيل فقط وما عداها من محاصيل لا تعلم عنه الزراعة شيئا ولا يوجد دعم للمزارعين وتوجيه لهم بتنويع المنتجات واختيار مواقع حفر الآبار.. جميعها مجرد اجتهادات من المزارع إن صابت صابت وإن خابت خابت، كما أن التسويق قصة ثانية من المأساة حيث يقوم أغلب المزارعين بعد جهد ومعاناة ببيع محاصيلهم بأبخس الأثمان في السوق تحت تحكم العمالة التي تدير العملية من تحت الطاولة حيث تباع أغلب أصناف الخضراوات فلين 3 كيلو بسعر لا يتجاوز سبعة ريالات أو أقل في السوق الرئيسي للمنطقة.

ننعم ولله الحمد بكافة المزايا من مساحة شاسعة وإمكانات كبيرة وأرض خصبة تجعلنا من الدول المهمة في الإنتاج الزراعي ولذلك فإن عملية دعم هذا القطاع بعد تجربة كورونا تعتبر من الأولويات حفاظا على أمننا الغذائي.

almarshad_1@