الجماعات الموالية لأردوغان تعمل على محو تاريخ وحضارة المناطق المحتلة
تحوّلت تركيا خلال السنوات الأخيرة لسوق تصريف للذهب والآثار السورية التي تمّ العثور عليها عبر مئات ورش التنقيب، ضمن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (تنظيم القاعدة) والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم داعش والفصائل الإرهابية الأخرى، كما جرى تهريب لقى ومخطوطات نقلت من شرق دمشق إلى الشمال السوري، نحو الأراضي التركية.
ونقل موقع أحوال التركي عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ عناصر فصيل «أحرار الشرقية» الموالي لتركيا في قرية كورا التابعة لناحية راجو بريف عفرين شمال غرب حلب، ما زالوا يقومون بعمليات حفر وتجريف للتربة في التلة الكائنة شرقي القرية، مُستخدمين معدات حديثة خلال عمليات الحفر بحثاً عن الآثار واللقى، بالإضافة لقيامها، بقطع عشرات الأشجار المثمرة خلال عمليات الحفر المتواصلة من قِبل عناصر الفصيل.
من جهة أخرى قامت استخبارات القوات التركية بفصل عدد من موظفي الشرطة المدنية في ناحية راجو، حيث جرى اعتقالهم بعد ذلك واقتيادهم إلى جهة مجهولة على خلفية تهم وجّهت لهم، وهي العمل مع الإدارة الذاتية الكردية إبّان سيطرتها على مدينة عفرين وريفها.
محو التاريخ
وتواصل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا انتهاكاتها التي تهدف لتعزيز خطوات التغيير الديموغرافي ومحو تاريخ وحضارة المناطق التي تحتلها في سوريا، وذلك عبر عمليات التنقيب العشوائية عن الآثار وسرقتها، وخصوصاً في ريف مدينة عفرين شمال غرب حلب، حيث يواصل كذلك مسلحون من فصيل السلطان سليمان شاه «العمشات» عمليات حفر بهدف التنقيب عن الآثار في تل أرندة الأثري الواقع في ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين الغربي، وهو ما أدّى لتضرّر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.
البحث عن الآثار
من جهة أخرى، قام فصيل «سليمان شاه» المذكور، بإجبار سكان قرية ياخور (كاخرة) التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين، على الخروج من منازلهم، ليتم وضعهم ضمن مخيمات عشوائية واقعة عند الأطراف الشمالية للقرية. وبحسب المرصد السوري، فإن مسلحي «العمشات» استقدموا عناصر من عدة كتائب تابعة للفصيل، واتخذوا منازل المدنيين مقرّات لهم.
وسبق أن قامت جرافات تابعة للفصائل الموالية لتركيا مؤخراً، بحفر التلة الأثرية الواقعة في قرية «عرابو عرب أوشاغي» التابعة لناحية معبطلي في ريف مدينة عفرين. والعام الماضي قامت آليات تركية بحفر تلة جنديرس، والبحث عن آثار من خلال التنقيب عنها عبر فرق متخصصة في البحث عن الآثار.
عمليات تنقيب
وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قيادياً في فيلق الشام الإسلامي المقرب من السلطات التركية، يعمد لتنفيذ عمليات تنقيب عن الآثار في منطقتي ميدانكي والنبي هوري، حيث تجري عمليات نهب الآثار التي يتم العثور عليها أثناء عملية البحث، وسط تعامٍ تركي مقصود لإطلاق يد الفصائل لتغيير تاريخ المنطقة بعد أن جرى تحويل حاضرها ومستقبلها.
وبات سكان منطقة عفرين الذين يبلغ تعدادهم مئات الآلاف نازحين في مخيمات بشمال حلب، فيما منازلهم تنهب وتسلب ويستولى عليها من قبل فصائل قوات عملية «غصن الزيتون»، التي سيطرت على عفرين في مارس من العام 2018.
وتعرّضت آثار عمرها قرون ومواقع تراثية في عفرين لأضرار بالغة جراء المعارك التي دارت خلال عملية «غصن الزيتون» التركية، فقد تناثر، على سبيل المثال، درج المسرح الروماني بعد خلعه من مكانه أثناء المعارك. وبُني ذلك المسرح في القرن الثاني قبل الميلاد.
تدمير مواقع
كما تعرّضت قلعة النبي هوري، أحد المعالم الأثرية الرومانية في المنطقة لدمار جراء القصف الشرس، فيما ألحق قصف تركي لمنطقة عفرين أضرارا بمعبد عين دارة الأثري، الذي يعود إلى الحقبة الآرامية وعمره حوالي 3000 عام.
وطال القصف التركي في أكتوبر الماضي خلال عملية «نبع السلام» العسكرية، مواقع وتلالا أثرية في شمال شرق سورية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ولا سيما في منطقتي القامشلي وتل أبيض.
وتسببت حرب فجرها رئيس النظام السوري بشار الاسد عام 2011 في إلحاق ضرر جسيم بكثير من الآثار التاريخية، بينها دمار واسع بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في تدمر وحلب القديمة ودرعا وحمص ومناطق أخرى.
الاتجار بالبشر
وأكد التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالاتجار بالبشر، أنّ الحكومة التركية لم تلتزم كما يجب بالحدّ الأدنى من المعايير في مجال منع الاتجار بالبشر.
وقال التقرير الأمريكي لعام 2020 الخاص بمُناهضة الاتجار بالبشر، إنّ تصنيف أنقرة لا يزال في المستوى 2، غير المقبول، بالنسبة لكفاءة الامتثال لقانون حماية ضحايا الاتجار، لكنّها «أظهرت جهودًا متزايدة بشكل عام» مُقارنة بالتقارير السابقة.
وقال التقرير الأمريكي: إن أنقرة «تحدد المزيد من الضحايا وتُجري مقابلات مع المزيد من الضحايا المُحتملين»، وقد «أجرت مسوحات ومشاورات لصياغة خطة عمل وطنية جديدة ونظمت تدريبات قوية حول مختلف قضايا مكافحة الاتجار بالبشر».
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تركيا بشكل متزايد دولة عبور إلى الاتحاد الأوروبي لأولئك الفارّين من الدول الآسيوية بسبب الصراع والفقر والكوارث الطبيعية.
تستضيف البلاد مجتمعات كبيرة من الأفغان والباكستانيين والعراقيين، وآخرين من الدول الأفريقية الذين انتهى بهم المطاف في البلاد على أمل الوصول إلى أوروبا.
ونقل موقع أحوال التركي عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ عناصر فصيل «أحرار الشرقية» الموالي لتركيا في قرية كورا التابعة لناحية راجو بريف عفرين شمال غرب حلب، ما زالوا يقومون بعمليات حفر وتجريف للتربة في التلة الكائنة شرقي القرية، مُستخدمين معدات حديثة خلال عمليات الحفر بحثاً عن الآثار واللقى، بالإضافة لقيامها، بقطع عشرات الأشجار المثمرة خلال عمليات الحفر المتواصلة من قِبل عناصر الفصيل.
من جهة أخرى قامت استخبارات القوات التركية بفصل عدد من موظفي الشرطة المدنية في ناحية راجو، حيث جرى اعتقالهم بعد ذلك واقتيادهم إلى جهة مجهولة على خلفية تهم وجّهت لهم، وهي العمل مع الإدارة الذاتية الكردية إبّان سيطرتها على مدينة عفرين وريفها.
محو التاريخ
وتواصل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا انتهاكاتها التي تهدف لتعزيز خطوات التغيير الديموغرافي ومحو تاريخ وحضارة المناطق التي تحتلها في سوريا، وذلك عبر عمليات التنقيب العشوائية عن الآثار وسرقتها، وخصوصاً في ريف مدينة عفرين شمال غرب حلب، حيث يواصل كذلك مسلحون من فصيل السلطان سليمان شاه «العمشات» عمليات حفر بهدف التنقيب عن الآثار في تل أرندة الأثري الواقع في ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين الغربي، وهو ما أدّى لتضرّر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.
البحث عن الآثار
من جهة أخرى، قام فصيل «سليمان شاه» المذكور، بإجبار سكان قرية ياخور (كاخرة) التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين، على الخروج من منازلهم، ليتم وضعهم ضمن مخيمات عشوائية واقعة عند الأطراف الشمالية للقرية. وبحسب المرصد السوري، فإن مسلحي «العمشات» استقدموا عناصر من عدة كتائب تابعة للفصيل، واتخذوا منازل المدنيين مقرّات لهم.
وسبق أن قامت جرافات تابعة للفصائل الموالية لتركيا مؤخراً، بحفر التلة الأثرية الواقعة في قرية «عرابو عرب أوشاغي» التابعة لناحية معبطلي في ريف مدينة عفرين. والعام الماضي قامت آليات تركية بحفر تلة جنديرس، والبحث عن آثار من خلال التنقيب عنها عبر فرق متخصصة في البحث عن الآثار.
عمليات تنقيب
وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قيادياً في فيلق الشام الإسلامي المقرب من السلطات التركية، يعمد لتنفيذ عمليات تنقيب عن الآثار في منطقتي ميدانكي والنبي هوري، حيث تجري عمليات نهب الآثار التي يتم العثور عليها أثناء عملية البحث، وسط تعامٍ تركي مقصود لإطلاق يد الفصائل لتغيير تاريخ المنطقة بعد أن جرى تحويل حاضرها ومستقبلها.
وبات سكان منطقة عفرين الذين يبلغ تعدادهم مئات الآلاف نازحين في مخيمات بشمال حلب، فيما منازلهم تنهب وتسلب ويستولى عليها من قبل فصائل قوات عملية «غصن الزيتون»، التي سيطرت على عفرين في مارس من العام 2018.
وتعرّضت آثار عمرها قرون ومواقع تراثية في عفرين لأضرار بالغة جراء المعارك التي دارت خلال عملية «غصن الزيتون» التركية، فقد تناثر، على سبيل المثال، درج المسرح الروماني بعد خلعه من مكانه أثناء المعارك. وبُني ذلك المسرح في القرن الثاني قبل الميلاد.
تدمير مواقع
كما تعرّضت قلعة النبي هوري، أحد المعالم الأثرية الرومانية في المنطقة لدمار جراء القصف الشرس، فيما ألحق قصف تركي لمنطقة عفرين أضرارا بمعبد عين دارة الأثري، الذي يعود إلى الحقبة الآرامية وعمره حوالي 3000 عام.
وطال القصف التركي في أكتوبر الماضي خلال عملية «نبع السلام» العسكرية، مواقع وتلالا أثرية في شمال شرق سورية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ولا سيما في منطقتي القامشلي وتل أبيض.
وتسببت حرب فجرها رئيس النظام السوري بشار الاسد عام 2011 في إلحاق ضرر جسيم بكثير من الآثار التاريخية، بينها دمار واسع بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في تدمر وحلب القديمة ودرعا وحمص ومناطق أخرى.
الاتجار بالبشر
وأكد التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالاتجار بالبشر، أنّ الحكومة التركية لم تلتزم كما يجب بالحدّ الأدنى من المعايير في مجال منع الاتجار بالبشر.
وقال التقرير الأمريكي لعام 2020 الخاص بمُناهضة الاتجار بالبشر، إنّ تصنيف أنقرة لا يزال في المستوى 2، غير المقبول، بالنسبة لكفاءة الامتثال لقانون حماية ضحايا الاتجار، لكنّها «أظهرت جهودًا متزايدة بشكل عام» مُقارنة بالتقارير السابقة.
وقال التقرير الأمريكي: إن أنقرة «تحدد المزيد من الضحايا وتُجري مقابلات مع المزيد من الضحايا المُحتملين»، وقد «أجرت مسوحات ومشاورات لصياغة خطة عمل وطنية جديدة ونظمت تدريبات قوية حول مختلف قضايا مكافحة الاتجار بالبشر».
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تركيا بشكل متزايد دولة عبور إلى الاتحاد الأوروبي لأولئك الفارّين من الدول الآسيوية بسبب الصراع والفقر والكوارث الطبيعية.
تستضيف البلاد مجتمعات كبيرة من الأفغان والباكستانيين والعراقيين، وآخرين من الدول الأفريقية الذين انتهى بهم المطاف في البلاد على أمل الوصول إلى أوروبا.