علي سعيد القحطاني

إن جميع مناحي حياتنا الطبيعية والأعمال الروتينية التي كنا نؤديها ونعيشها قبل تفشي فيروس كورونا المستجد تغيرت، وستستمر في التغير حتى نصل إلى نقطة تقبل الوضع الحالي، وكأنه الخيار الوحيد، وستصبح جميع أشكال الحياة قبل كورونا جزءا من ذاكرة الماضي وحكاية للأجيال القادمة.

ولن يكون التعليم مستثنى من هذا الأمر، حيث إن التعليم بشكله السابق والمعتاد لن يعود كما كان، إلا أن يشاء الله، كما أن عودة طلابنا إلى المدارس يعد أمرا حتميا حتى تستمر عملية التعليم والتعلم على أكمل وجه، ولكن واقع الأمر يحتم علينا أن نتخذ إجراءات قوية وصارمة لحل مشكلة تكدس الطلاب في الفصول، والحلول لهذه المشكلة كثيرة، ولكن معظمها مكلف جدا أو غير قابل للتطبيق في ظل الظروف الحالية.

وهنا سأقترح بعض الإجراءات لحل هذه المشكلة على أساس قابليتها للتطبيق بكفاءة عالية وبأقل التكاليف:

• استثمار المباني المدرسية وتحويل نظام الدراسة فيها من فترة واحدة إلى فترتين يتوزع الطلاب بينهما، على أن يقتصر التدريس على المواد العلمية واللغة العربية واللغة الإنجليزية ويتم تدريس باقي المواد عبر منظومة التعلم عن بعد.

• تقليص نصاب المواد الدراسية بمعدل خصم حصة واحدة أسبوعيا.

• تقليص وقت الحصة الدراسية من 45 دقيقة إلى 40 دقيقة، بحيث يتم تدريس أكبر عدد من الحصص في اليوم الدراسي.

• زيادة عدد الحصص في البرنامج اليومي إلى 9 حصص مقسمة على الفترتين.

• إيقاف جميع حصص وبرامج النشاط المدرسي لهذا العام، والاكتفاء ببرامج النشاط التي يستطيع الطلاب تنفيذها عن بعد.

• وضع أكثر من وقت للفسح بحيث يتم توزيع طلاب المدرسة عليها لتحقيق التباعد بين الطلاب.

• وضع آليات تضمن عدم ازدحام الطلاب عند المقصف المدرسي.

• دخول وخروج الطلاب من وإلى المبنى المدرسي يكون من أبواب مختلفة ويتم توزيع الطلاب عليها بحسب الفصول، لتحقيق عدم ازدحام الطلاب عند الأبواب.

• استخدام الساحات الداخلية المكيفة والصالات الرياضية كفصول إضافية يتم الفصل بينها بحواجز مؤقتة.

• إيقاف جميع زيارات أولياء الأمور للمدرسة، واستبدالها بالتواصل عبر وسائل التواصل التقنية.

• إيقاف زيارات المشرفين التربويين الروتينية والاكتفاء بالزيارات الضرورية، والتواصل عن بعد، وكذلك تفعيل دور المشرف المقيم (قائد المدرسة).

• تشغيل النقل المدرسي على فترتين.

• تفعيل الاختبارات والواجبات الإلكترونية؛ لتقليل استخدام الورق والاتصال المباشر بين المعلم والطالب.

ومما لا شك فيه أن عملية التعليم والتعلم كبيرة جدا ويدخل فيها أطراف كثر، وهذه العملية مسؤول عنها بشكل أساسي كل من المدرسة والأسرة وهي عملية تعاونية فيما بينهم، فلا تستطيع المدرسة وحدها أن تحقق أهدافها بمعزل عن الأسرة، ولا الأسرة كذلك قادرة على الارتقاء بمستوى أبنائها بمعزل عن المدرسة.

وما كان في الماضي من اعتماد بعض الأسر على المدرسة فقط، ويتناسون دورهم في تعليم أبنائهم ومتابعتهم قد انتهى لأن تعليم وتعلم الطالب في بيته ومن قبل أسرته سيكون ركيزة مهمة في مسيرة التعليم لدينا بعد جائحة كورونا، فالحمل الأكبر سيكون على الأسرة في متابعة تعلم أبنائها لتحقيق أعلى درجات التفوق.

ali21216 @