علي المحارف

هل تعرف أحجار الدومينو؟ إن لم تكن تعرفها فابحث عنها. إن حركة واحدة من هذه الأحجار قد تؤدي إلى سقوط البقية تباعا. فكذلك بعض التصرفات اليومية وأيضا بعض القرارات السريعة، قد تؤدي إلى أضرار جسيمة على قلبك وجسدك، لذلك تأكد أن حركة الدومينو لديك مدروسة وموزونة قبل فوات الأوان. كان لدي صديق عزيز اسمه أحمد، شخص لطيف وذو حس فكاهي في مجموعتنا، ولكنه بعض الأحيان يبدو مكتئبا جدا وليس هو كما يكون في العادة، فكنا ذات مرة جلوسا ونتحدث وفكر أحمد وقلبه خارج المكان الذي كنا نجلس فيه، فتقدم أحد زملائنا ورمى نكتة على أحمد فكان رد أحمد قاسيا على غير عادته، فانصدمنا جميعا وعلامات الدهشة مرتسمة على وجوهنا، فقلنا بصوت واحد: أحمد! ماذا بك؟ فارتعد وأحس بخطئه وخرج سريعا، ذهب زميلنا يعتذر إليه إن كان مزاحه في وقت خاطئ وما إلى ذلك. الشاهد من هذه القصة البسيطة أن أحمد كان حجر دومينو ونحن أيضا كنا أحجارا ولكنه كان الحجر الحساس الذي سيؤذينا أو يصدمنا جميعا لذلك كان على زملينا التنبه قبل المزاح حتى وإن كان الشخص لطيفا وديعا في بعض الأوقات. لا تدع حجر دومينو يرمي بجميع أحجارك في يوم واحد فيتأذى قلبك السعيد، كن لماحا فطنا وليس متعجلا متسرعا، فقلوب الناس حتى وإن بدت قوية فهي تحمل في طياتها أرق المشاعر والأحاسيس.

alialmoharif @