أسراب الذباب تغزو المنازل.. و«الكريهة» لا تفارق الأنوف
يعاني أهالي حي الرحاب بأم الساهك التابعة لمحافظة القطيف من القلق والتعب والإعياء على مدى سنوات طويلة، فالروائح الكريهة لا تفارقهم، وأسراب الذباب بدأت تستوطن منازلهم، بسبب مزرعة الدواجن القابعة على مساحة تقدر بحوالي 130 ألف متر مربع، محاطة أسوارها بالأشجار الكبيرة والنخيل من جهاتها البارزة والمجاورة للمنازل، تقصدها الشاحنات والمركبات لتوريد وتصدير الدجاج اللاحم.
أضرار صحية
وأكد المواطن خضر علي العيسى أحد سكان الحي: منزلي بحي الرحاب بمركز أم الساهك، يطل على مزرعة في ظاهرها مزرعة للمزروعات، وفي باطنها مزرعة دواجن لاحم، على مدخلها لوحة مكتوب عليها «هذا المشروع خاضع لإشراف الأمن الوقائي التابع لوزارة الزراعة ولا يسمح بدخول المشروع إلا بعد الحصول على إذن من وزارة الزراعة»، والمزرعة مخصصة للدواجن وهي في قلب حي ومخطط سكني، وكل يوم تأتي كثير من المركبات الكبيرة والصغيرة، وكثيرا ما نشاهد الشاحنات تحمل عشرات بل مئات السلال الصفراء الكبيرة الممتلئة بالدجاج تدخل وتخرج منها. مشيرا إلى أن طولها حوالي 510 أمتار، وهو يصل من الشارع السريع تقريبا حتى الشارع الداخلي، وعرض يبلغ حوالي 280 مترا.
وقال العيسى إن المزرعة تسبب لنا قلقا كبيرا جدا، فأسراب الذباب تغزو منازلنا وهي بالألوف، ونقاومه بطرق عديدة، إلا أننا فشلنا، وكلفنا الأمر مبالغ مالية طائلة، وتم الاستعانة بشركات متخصصة لمكافحة الذباب ولم ينفع الأمر كذلك، فنحن لا نستطيع أن نهنأ أبدا خلال يومنا، والمعاناة متكررة في كل منزل، وجميعنا يعرف ما هي أضرار الذباب، وما ينقله من أمراض، كما أن الروائح الكريهة والمقززة لا تفارق أنوفنا داخل منازلنا وخاصة إن جاءت الرياح من الجهة الجنوبية، حتى أصبحت المزرعة بالنسبة لنا كابوسا لا ينتهي.
وطالب المسؤولين بإزالة المزرعة، مبينا أنها تجاور حيا بأكمله وتلتهم فرحة سكانه وسعادتهم، لافتا إلى غالبية أصحاب المنازل يرفضون النزول بها لحين إزالة المزرعة خوفا من الأضرار الصحية التي قد تسببها لهم ولأبنائهم.
معاناة مستمرة
ولفت المواطن وجدي سعيد أحد السكان، إلى أن مزرعة الدجاج كبيرة جدا، وتقع في الجهة الجنوبية لحي الرحاب، المعروف سابقا بحي المسلخ، حيث كان مسلخ محافظة القطيف يتواجد به، وكان يذبح عشرات الأغنام يوميا، ويقوم بسلخها، وبعد معاناة مريرة تم إقفاله استجابة للمطالب التي وردت من الأهالي عام 2011م، بسبب ما أوجده من روائح ومخلفات للذبائح.
وأضاف: إلا أن المعاناة لم تنته بعد إقفال المسلخ، بعد ظهور مزرعة الدجاج، التي لا ندري نوعية نشاطها تحديدا هل للدجاج اللاحم أو لتفقيس البيض؟ وكل ما نعرفه أن الحي متضرر منها، فالمزرعة تضم حوالي 16 مبنى تقريبا، تتوزع ما بين محميات للدجاج، وللإدارة، أو سكن عمال، وتختلف أحجام المباني بحسب وظيفتها، فيوجد 6 محميات ومبان من الجانب الشمالي يبلغ طول الواحد تقريبا 110 أمتار في 20 مترا عرضيا، وأكبر محمية متواجدة يبلغ طولها حوالي 120 مترا في 20 مترا. كما توجد 3 مبان محميات من الجهة الجنوبية يبلغ طول الواحد 90 مترا تقريبا في 20 مترا، كما يوجد مبنيان أيضا مختلفا الأحجام.
مخلفات زراعية
وأشار المواطن حسن المحمد، إلى أن مشاكل المزرعة لا تقتصر على تواجد الدجاج ومسلخ وروائح وأضرار نفسية وأمراض ناتجة عنها، أو من عمالة ومركبات حركتها لا تتوقف، بل إن أسوار المزرعة يتواجد بجانبها الأشجار الكبيرة والصغيرة، وبدأ العمال خلال الفترة الأخيرة بقطع بعض منها، وتقليمها، ورميت تلك الأجزاء والمخلفات الزراعية في الطريق بجانب الأشجار الكبيرة الأم، ما يتسبب في تجمع الكلاب الضالة، والقوارض، والذباب، وجميع الحشرات الزاحفة. لذا، نطالب بإزالة ورفع تلك المخلفات.
وناشد المحمد الجهات الحكومية المسؤولة بإنهاء معاناتهم بإزالة المزرعة وهو ما سيكون له عظيم الأثر على نفوس جميع الأهالي بالحي. مشيرا إلى أن البعض قدموا خطابات للجهات ذات العلاقة حول أضرار المزرعة، ولم يتحرك ساكن. مبينا أنه على علم بأن المزرعة لديها ترخيص سابق من وزارة الزراعة، وأن المنطقة التي تتواجد بها تحت إشراف بلدية صفوى، ولكننا نطالب بتدخلها لحل مشكلتنا إن كان ذلك يجدي في إنهاء المعاناة.
«البيئة»: سيتوقف العمل في المشروع نهائيا بـ«التعهدات»
من جهته، أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري، أن المزرعة مرخصة، ولكن بسبب الزحف العمراني ودخولها ضمن أحد المخططات السكنية، وتسجيل بعض الملاحظات الموجودة ضمن معايير الأمن الحيوي عليه من قبل مراقبي الأمن الوقائي، تم أخذ التعهدات اللازمة لوقف العمل بالمشروع بعد انتهاء دورة التربية -علما بأن الدورة انتهت-، وجار متابعته من قبل مراقبي الأمن الحيوي إلى أن يتم إيقافه نهائيا عن العمل.
وأكد أن قطاع الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة يحظى برعاية واهتمام كبيرين من القيادة الرشيدة، تمثلا في المحافظة على الثروة الحيوانية بالمملكة وإنمائها، وذلك من خلال تقديم الرعاية الصحية البيطرية وتقديم النصح، والمشورة الفنية، والتوعية، والتثقيف للجميع من مربين ومستثمرين. مشيرا إلى أن برنامج الأمن الحيوي في مشاريع الدواجن يعد أحد البرامج التي أقرتها الوزارة وتسعى لتطويره وتقييمه بين الفينة والأخرى لرفع كفاءة المشاريع في تطبيق تلك المعايير.
ولفت إلى أن الوزارة جهة تشريعية وتنظيمية تعمل على وضع اللوائح والقوانين التي تخدم القطاع، إضافة إلى دورها الرقابي، وتقوم بتسجيل المشاريع وترخيصها والإشراف عليها.
وأبان أن هناك أكثر من 87 مشروع دواجن عامل «أمهات، فقاسة، لاحم، بياض، مسلخ» بالمنطقة الشرقية، يراقبها الفرع والجهات التابعة له، وتشرف عليها إشرافا مباشرا بشكل دوري ومستمر طوال العام؛ للتأكد من مدى التزامها بأنظمة وقوانين الأمن الحيوي التي أقرتها الوزارة، بما يضمن للمستهلك جودة المنتج الوطني ورفع درجة ثقة المستهلك به.
أضرار صحية
وأكد المواطن خضر علي العيسى أحد سكان الحي: منزلي بحي الرحاب بمركز أم الساهك، يطل على مزرعة في ظاهرها مزرعة للمزروعات، وفي باطنها مزرعة دواجن لاحم، على مدخلها لوحة مكتوب عليها «هذا المشروع خاضع لإشراف الأمن الوقائي التابع لوزارة الزراعة ولا يسمح بدخول المشروع إلا بعد الحصول على إذن من وزارة الزراعة»، والمزرعة مخصصة للدواجن وهي في قلب حي ومخطط سكني، وكل يوم تأتي كثير من المركبات الكبيرة والصغيرة، وكثيرا ما نشاهد الشاحنات تحمل عشرات بل مئات السلال الصفراء الكبيرة الممتلئة بالدجاج تدخل وتخرج منها. مشيرا إلى أن طولها حوالي 510 أمتار، وهو يصل من الشارع السريع تقريبا حتى الشارع الداخلي، وعرض يبلغ حوالي 280 مترا.
وقال العيسى إن المزرعة تسبب لنا قلقا كبيرا جدا، فأسراب الذباب تغزو منازلنا وهي بالألوف، ونقاومه بطرق عديدة، إلا أننا فشلنا، وكلفنا الأمر مبالغ مالية طائلة، وتم الاستعانة بشركات متخصصة لمكافحة الذباب ولم ينفع الأمر كذلك، فنحن لا نستطيع أن نهنأ أبدا خلال يومنا، والمعاناة متكررة في كل منزل، وجميعنا يعرف ما هي أضرار الذباب، وما ينقله من أمراض، كما أن الروائح الكريهة والمقززة لا تفارق أنوفنا داخل منازلنا وخاصة إن جاءت الرياح من الجهة الجنوبية، حتى أصبحت المزرعة بالنسبة لنا كابوسا لا ينتهي.
وطالب المسؤولين بإزالة المزرعة، مبينا أنها تجاور حيا بأكمله وتلتهم فرحة سكانه وسعادتهم، لافتا إلى غالبية أصحاب المنازل يرفضون النزول بها لحين إزالة المزرعة خوفا من الأضرار الصحية التي قد تسببها لهم ولأبنائهم.
معاناة مستمرة
ولفت المواطن وجدي سعيد أحد السكان، إلى أن مزرعة الدجاج كبيرة جدا، وتقع في الجهة الجنوبية لحي الرحاب، المعروف سابقا بحي المسلخ، حيث كان مسلخ محافظة القطيف يتواجد به، وكان يذبح عشرات الأغنام يوميا، ويقوم بسلخها، وبعد معاناة مريرة تم إقفاله استجابة للمطالب التي وردت من الأهالي عام 2011م، بسبب ما أوجده من روائح ومخلفات للذبائح.
وأضاف: إلا أن المعاناة لم تنته بعد إقفال المسلخ، بعد ظهور مزرعة الدجاج، التي لا ندري نوعية نشاطها تحديدا هل للدجاج اللاحم أو لتفقيس البيض؟ وكل ما نعرفه أن الحي متضرر منها، فالمزرعة تضم حوالي 16 مبنى تقريبا، تتوزع ما بين محميات للدجاج، وللإدارة، أو سكن عمال، وتختلف أحجام المباني بحسب وظيفتها، فيوجد 6 محميات ومبان من الجانب الشمالي يبلغ طول الواحد تقريبا 110 أمتار في 20 مترا عرضيا، وأكبر محمية متواجدة يبلغ طولها حوالي 120 مترا في 20 مترا. كما توجد 3 مبان محميات من الجهة الجنوبية يبلغ طول الواحد 90 مترا تقريبا في 20 مترا، كما يوجد مبنيان أيضا مختلفا الأحجام.
مخلفات زراعية
وأشار المواطن حسن المحمد، إلى أن مشاكل المزرعة لا تقتصر على تواجد الدجاج ومسلخ وروائح وأضرار نفسية وأمراض ناتجة عنها، أو من عمالة ومركبات حركتها لا تتوقف، بل إن أسوار المزرعة يتواجد بجانبها الأشجار الكبيرة والصغيرة، وبدأ العمال خلال الفترة الأخيرة بقطع بعض منها، وتقليمها، ورميت تلك الأجزاء والمخلفات الزراعية في الطريق بجانب الأشجار الكبيرة الأم، ما يتسبب في تجمع الكلاب الضالة، والقوارض، والذباب، وجميع الحشرات الزاحفة. لذا، نطالب بإزالة ورفع تلك المخلفات.
وناشد المحمد الجهات الحكومية المسؤولة بإنهاء معاناتهم بإزالة المزرعة وهو ما سيكون له عظيم الأثر على نفوس جميع الأهالي بالحي. مشيرا إلى أن البعض قدموا خطابات للجهات ذات العلاقة حول أضرار المزرعة، ولم يتحرك ساكن. مبينا أنه على علم بأن المزرعة لديها ترخيص سابق من وزارة الزراعة، وأن المنطقة التي تتواجد بها تحت إشراف بلدية صفوى، ولكننا نطالب بتدخلها لحل مشكلتنا إن كان ذلك يجدي في إنهاء المعاناة.
«البيئة»: سيتوقف العمل في المشروع نهائيا بـ«التعهدات»
من جهته، أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري، أن المزرعة مرخصة، ولكن بسبب الزحف العمراني ودخولها ضمن أحد المخططات السكنية، وتسجيل بعض الملاحظات الموجودة ضمن معايير الأمن الحيوي عليه من قبل مراقبي الأمن الوقائي، تم أخذ التعهدات اللازمة لوقف العمل بالمشروع بعد انتهاء دورة التربية -علما بأن الدورة انتهت-، وجار متابعته من قبل مراقبي الأمن الحيوي إلى أن يتم إيقافه نهائيا عن العمل.
وأكد أن قطاع الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة يحظى برعاية واهتمام كبيرين من القيادة الرشيدة، تمثلا في المحافظة على الثروة الحيوانية بالمملكة وإنمائها، وذلك من خلال تقديم الرعاية الصحية البيطرية وتقديم النصح، والمشورة الفنية، والتوعية، والتثقيف للجميع من مربين ومستثمرين. مشيرا إلى أن برنامج الأمن الحيوي في مشاريع الدواجن يعد أحد البرامج التي أقرتها الوزارة وتسعى لتطويره وتقييمه بين الفينة والأخرى لرفع كفاءة المشاريع في تطبيق تلك المعايير.
ولفت إلى أن الوزارة جهة تشريعية وتنظيمية تعمل على وضع اللوائح والقوانين التي تخدم القطاع، إضافة إلى دورها الرقابي، وتقوم بتسجيل المشاريع وترخيصها والإشراف عليها.
وأبان أن هناك أكثر من 87 مشروع دواجن عامل «أمهات، فقاسة، لاحم، بياض، مسلخ» بالمنطقة الشرقية، يراقبها الفرع والجهات التابعة له، وتشرف عليها إشرافا مباشرا بشكل دوري ومستمر طوال العام؛ للتأكد من مدى التزامها بأنظمة وقوانين الأمن الحيوي التي أقرتها الوزارة، بما يضمن للمستهلك جودة المنتج الوطني ورفع درجة ثقة المستهلك به.