68 عاما مليئة بالثراء المعرفي والأدبي والثقافي
استضاف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» في لقاء افتراضي بعنوان «كيف حال القافلة؟» رؤساء تحرير مجلة القافلة محمد طحلاوي، وبندر الحربي، ومحمد العصيمي، وأدار الحوار أمين مكتبة إثراء طارق خواجي، حيث سلط اللقاء الضوء على تاريخ المجلة، الذي امتد على مدى ٦٨ عاما مليئة بالثراء المعرفي والأدبي والثقافي.
تاريخ القافلة
بداية، تحدث محمد طحلاوي حول تاريخ المجلة وبداياتها، مشيرا إلى أن شركة أرامكو منذ بداياتها اتخذت قرارا إستراتيجيا بأن تكون جزءا حقيقيا وفاعلا في تنمية المملكة، والذي لم يكن مقصورا فقط على الإجادة والتميز في النفط، وإنما شملت جميع أجزاء وفروع الحياة بما في ذلك الحياة الثقافية، وقال إنه إذا كانت مجلة القافلة قد بدأت في الصدور في الخمسينيات الميلادية، فلا شك أن أعمال النشر في أرامكو قد بدأت قبل ذلك منذ منتصف الأربعينيات عبر العديد من المنشورات والمطبوعات باللغة الإنجليزية، وبعد أن وافق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على إصدار مطبوعة عربية، والتي صدرت منذ عام ١٩٥٣ ميلاديا باسم «قافلة الزيت»، واستمرت حوالي ٦ أعوام، حتى تم فصلها الى جزأين، أحدهما أسبوعيا والآخر شهريا، وفي الثمانينيات تم تغيير اسم المجلة الشهرية إلى «القافلة».
علامة مميزة
وأشار طحلاوي إلى أن الفكرة في بدايات المطبوعة كانت نشرة خاصة بأخبار الشركة للموظفين وما يثري ثقافتهم، ثم اتسعت القاعدة ليخرج الجهد لعامة الناس، مؤكدا أن مجلة القافة اتخذت منهجا يبنى على احترام الفكر والقيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع السعودي والعربي والإسلامي، ونشر كل ما يمكن أن يكون مفيدا ومجددا للفكر والثقافة، بالإضافة لأن تكون علامة متميزة بين المجلات الثقافية، وبالرغم من ثبات الجوهر، فقد حافظت على تغير المظهر والوسائل بما يتلاءم مع الجماهير المستهدفة، فقد حرصت المجلة على المخاطبة السهلة السلسلة المختصرة دون إسهاب.
وللإجابة عن سؤال «كيف حال القافلة؟» قال: القافة كانت وما زالت بخير حال، ولكنها كانت ولا تزال تطمح في أن تكون في حال أفضل.
المراحل التحريرية
وأشار محمد العصيمي إلى طبائع المراحل التي مرت بها القافلة من ناحية السياسة التحريرية خصوصا، فعلى سبيل المثال خلال السنوات الثلاث الأولى غلب على الأخبار التركيز على صناعة الزيت، والحرف اليدوية، واهتمت بالتعليم والرياضة، كما استضافت نخبة من رجال الفكر والأدب والشعر في العالم العربي مثل عباس محمود العقاد، وطه حسين.
أما بعد تغير اسمها في الثمانينيات، فأخذت خلال هذه المرحلة في التوسع بالمواد العلمية، واستقطاب الكاتب والمفكر والشاعر والمهتم بالمجال الثقافي والعلمي والمعرفي السعودي، وتميزت مرحلة الألفية بظهور شبكة الإنترنت وتدفق المعلومات واستجابت القافلة لذلك.
مرحلة التطوير
وحول مرحلة التطوير التي حصلت في عام ٢٠٠٣، قال العصيمي: انطلقنا في عملية التطوير، ومنذ ذلك الحين أصبح لدينا علامات صحفية لم تكن موجودة في الصحافة العربية وإلى الآن ليست موجودة، على سبيل المثال «ملف العدد» الذي يتكون من ١٦ صفحة، والذي يعد في كل موضوع يطرحه كتابا تستطيع أن تقرأه في أقل من ساعة وتستمتع به، وهو كتاب شامل ويلتقط مواضيع نادرة «ألماسية»، وما زال الملف قائما، كما ابتكرنا باب ورشة عمل، وهو تحويل ورش العمل إلى مواد صحفية لكي تعم.
وتابع: مرحلة التطوير لا تقل عن تفاصيل المرحلة التاريخية، وكان هناك حماس منقطع النظير قادنا إليه الأستاذ عبدالله الجمعة، وكانت النتائج مبشرة، والآن القافلة تسير بخطى حثيثة، وأعتقد الآن أن لديها استحقاقات صعبة، ولكن أرامكو ستبذل كل ما لديها من دعم؛ لتكون هذه المجلة على قدر التطلعات من قرائها ومن أجيال المملكة في المستقبل القريب والبعيد.
مبادرة ثقافية
وتحدث بندر الحربي رئيس تحرير مجلة القافلة الحالي حول جديد القافلة ومستقبلها فقال: لو أجملنا الحديث عن القافلة، فسأقول إنها جزء مما قدمته أرامكو السعودية للمجتمع عبر عقود، فهي المبادرة الثقافية الأولى والتي سبقتها مبادرات تعليمية وتوعوية، ولحقتها مبادرات أخرى كثيرة أبرزها «إثراء»، مشيرا إلى أن سؤال «كيف حال القافلة؟» ما زال يتردد حتى الآن، ويرى أن السبب هو ارتباط أجيال عديدة من القراء بهذه المجلة.
تحديات صعبة
وتحدث عن التحديات التي تواجه القافلة وغيرها من المطبوعات، حيث يكمن التحدي الأكبر اليوم في المنتجات الثقافية بشكل عام بمنافستها المنصات الأخرى، إذ نسعى جميعا للحصول على وقت الإنسان، فأصبحت المنافسة كبيرة، فهذه المنصات زرعت فينا الميل للترفيه والرغبة في التصفح والتفاعل السريعين، واعتبار الجماهيرية مقياسا للنجاح، مؤكدا أن المنتجات الثقافية ليست جماهيرية، فهي فضاء تتحفز فيه ملكة النقد والتأمل.
تاريخ القافلة
بداية، تحدث محمد طحلاوي حول تاريخ المجلة وبداياتها، مشيرا إلى أن شركة أرامكو منذ بداياتها اتخذت قرارا إستراتيجيا بأن تكون جزءا حقيقيا وفاعلا في تنمية المملكة، والذي لم يكن مقصورا فقط على الإجادة والتميز في النفط، وإنما شملت جميع أجزاء وفروع الحياة بما في ذلك الحياة الثقافية، وقال إنه إذا كانت مجلة القافلة قد بدأت في الصدور في الخمسينيات الميلادية، فلا شك أن أعمال النشر في أرامكو قد بدأت قبل ذلك منذ منتصف الأربعينيات عبر العديد من المنشورات والمطبوعات باللغة الإنجليزية، وبعد أن وافق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على إصدار مطبوعة عربية، والتي صدرت منذ عام ١٩٥٣ ميلاديا باسم «قافلة الزيت»، واستمرت حوالي ٦ أعوام، حتى تم فصلها الى جزأين، أحدهما أسبوعيا والآخر شهريا، وفي الثمانينيات تم تغيير اسم المجلة الشهرية إلى «القافلة».
علامة مميزة
وأشار طحلاوي إلى أن الفكرة في بدايات المطبوعة كانت نشرة خاصة بأخبار الشركة للموظفين وما يثري ثقافتهم، ثم اتسعت القاعدة ليخرج الجهد لعامة الناس، مؤكدا أن مجلة القافة اتخذت منهجا يبنى على احترام الفكر والقيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع السعودي والعربي والإسلامي، ونشر كل ما يمكن أن يكون مفيدا ومجددا للفكر والثقافة، بالإضافة لأن تكون علامة متميزة بين المجلات الثقافية، وبالرغم من ثبات الجوهر، فقد حافظت على تغير المظهر والوسائل بما يتلاءم مع الجماهير المستهدفة، فقد حرصت المجلة على المخاطبة السهلة السلسلة المختصرة دون إسهاب.
وللإجابة عن سؤال «كيف حال القافلة؟» قال: القافة كانت وما زالت بخير حال، ولكنها كانت ولا تزال تطمح في أن تكون في حال أفضل.
المراحل التحريرية
وأشار محمد العصيمي إلى طبائع المراحل التي مرت بها القافلة من ناحية السياسة التحريرية خصوصا، فعلى سبيل المثال خلال السنوات الثلاث الأولى غلب على الأخبار التركيز على صناعة الزيت، والحرف اليدوية، واهتمت بالتعليم والرياضة، كما استضافت نخبة من رجال الفكر والأدب والشعر في العالم العربي مثل عباس محمود العقاد، وطه حسين.
أما بعد تغير اسمها في الثمانينيات، فأخذت خلال هذه المرحلة في التوسع بالمواد العلمية، واستقطاب الكاتب والمفكر والشاعر والمهتم بالمجال الثقافي والعلمي والمعرفي السعودي، وتميزت مرحلة الألفية بظهور شبكة الإنترنت وتدفق المعلومات واستجابت القافلة لذلك.
مرحلة التطوير
وحول مرحلة التطوير التي حصلت في عام ٢٠٠٣، قال العصيمي: انطلقنا في عملية التطوير، ومنذ ذلك الحين أصبح لدينا علامات صحفية لم تكن موجودة في الصحافة العربية وإلى الآن ليست موجودة، على سبيل المثال «ملف العدد» الذي يتكون من ١٦ صفحة، والذي يعد في كل موضوع يطرحه كتابا تستطيع أن تقرأه في أقل من ساعة وتستمتع به، وهو كتاب شامل ويلتقط مواضيع نادرة «ألماسية»، وما زال الملف قائما، كما ابتكرنا باب ورشة عمل، وهو تحويل ورش العمل إلى مواد صحفية لكي تعم.
وتابع: مرحلة التطوير لا تقل عن تفاصيل المرحلة التاريخية، وكان هناك حماس منقطع النظير قادنا إليه الأستاذ عبدالله الجمعة، وكانت النتائج مبشرة، والآن القافلة تسير بخطى حثيثة، وأعتقد الآن أن لديها استحقاقات صعبة، ولكن أرامكو ستبذل كل ما لديها من دعم؛ لتكون هذه المجلة على قدر التطلعات من قرائها ومن أجيال المملكة في المستقبل القريب والبعيد.
مبادرة ثقافية
وتحدث بندر الحربي رئيس تحرير مجلة القافلة الحالي حول جديد القافلة ومستقبلها فقال: لو أجملنا الحديث عن القافلة، فسأقول إنها جزء مما قدمته أرامكو السعودية للمجتمع عبر عقود، فهي المبادرة الثقافية الأولى والتي سبقتها مبادرات تعليمية وتوعوية، ولحقتها مبادرات أخرى كثيرة أبرزها «إثراء»، مشيرا إلى أن سؤال «كيف حال القافلة؟» ما زال يتردد حتى الآن، ويرى أن السبب هو ارتباط أجيال عديدة من القراء بهذه المجلة.
تحديات صعبة
وتحدث عن التحديات التي تواجه القافلة وغيرها من المطبوعات، حيث يكمن التحدي الأكبر اليوم في المنتجات الثقافية بشكل عام بمنافستها المنصات الأخرى، إذ نسعى جميعا للحصول على وقت الإنسان، فأصبحت المنافسة كبيرة، فهذه المنصات زرعت فينا الميل للترفيه والرغبة في التصفح والتفاعل السريعين، واعتبار الجماهيرية مقياسا للنجاح، مؤكدا أن المنتجات الثقافية ليست جماهيرية، فهي فضاء تتحفز فيه ملكة النقد والتأمل.