مدى عبدالله المسفر

لا يخفى على أحد حجم التداعيات النفسية والجسدية والاجتماعية التي سببتها جائحة كورونا على الطلاب التي سيستغرق التعافي منها زمنا طويلا.

ومع الاستعداد لبدء عام دراسي جديد وعودة الطلاب إلى مؤسسات التعليم خلال أشهر، فإن الاستعداد لذلك لابد أن يبدأ من الآن حتى نطمئن جميعا على صحة الطلاب وسلامتهم.

ومن المؤمل أن يعمد القائمون على التعليم إلى وضع أشكال مختلفة للعودة ولكن القاسم المشترك سيكون التباعد.

فليترك الخيار لأولياء أمر الطلاب في اختيار التعليم عن بعد أو العودة لمقاعد الدراسة مع تعزيز الوعي الصحي وتلقي المعلمين دورات في أسس مكافحة العدوى والإسعافات الأولية.

ومن الآن فصاعدا يجب أن تكون المدارس أكثر التزاما بإجراءات الصحة والسلامة من حيث تزويدها بمجسات وكاميرات حرارية ومراعاة الأعداد وطريقة الجلوس، علاوة على تعقيمها.

فقد تصمم المدارس بمساحات أصغر، تكفي لعدد أقل من الطلاب منعا للازدحام، مع تطوير وتفعيل منصات التعليم الإلكتروني عن بعد. أو تبني نظام المناوبات في الحضور لمؤسسات التعليم.

وأيا كانت طريقة التعليم، فإن ما بعد كورونا لن يكون كما قبله. فقد فتحت هذه الجائحة الطريق لحلول جديدة وخيارات أكثر التزاما لصحة الناس عموما والطلاب خصوصا، فلا يمكن تطبيق أي إجراءات احترازية أو وقائية مع الأطفال ولا حتى المراهقين، فضرورة تغيير أسلوب التعليم التقليدي والبحث عن طرق مبتكرة لضمان سلامة الطلاب أصبح واجبا للتعليم الرقمي في هذا الزمان.

alkhater@gmail.com