مشعل أبا الودع

أثار اغتيال هشام الهاشمي الباحث الأمني والإستراتيجي أمام منزله وداخل سيارته في بغداد غضبا في الأوساط العراقية، والعربية، والدولية، ويبدو أن ميليشيات إيران لا تريد استقرار العراق، وتسعى دائما لإشعال المشهد، وبث الفتنة والكراهية داخل المجتمع العراقي، والهاشمي ليس أول ضحية لميليشيات إيران في العراق، فهي تقتل كل مَنْ يتوعدها، ويتوعد بفضحها، وكشف أهدافها التي تسعى إلى أن يظل العراق تابعا لإيران، وهذا لن يحدث إلا باستمرارها في المشهد، والقيام باغتيالات لرموز العراق في كل المجالات.

هشام الهاشمي ضحية بسبب الجهل، والفقر في العراق، الذي خلقه التدخل الإيراني، واغتيال رمز مثل الهاشمي هو اغتيال للعراق، ومَنْ أطلقوا الرصاص على الهاشمي لا يعرفون قيمة هذا الرجل، الذي كان شخصية مثقفة ولديه علم كبير بموضوع الجماعات الإرهابية، ولم ينحز يوما إلا للعراق، وأهله، ولذلك الذين قتلوه لا يهمهم مصلحة العراق، ولا استقراره، وكل همهم ألا يخرج الملالي بفكره الملوث، والإرهابي من العراق.

قبل مشهد قتل الهاشمي كان هناك مشهد المواجهة بين الكاظمي، وكتائب حزب الله العراقية التابعة لإيران، التي كانت تطلق الصواريخ على المنطقة الخضراء، التي توجد فيها السفارة الأمريكية، ومعظم السفارات الأجنبية، والمؤسسات العراقية السيادية، والكبرى في هذه المنطقة، وهو ما جعل الكاظمي يتدخل ويصدر أوامره بالقبض على هذه الكتائب، التي كانت تجهز لإطلاق صواريخ أخرى، وتم اعتقالهم، لكن ميليشيات إيران مارست ضغوطا على الكاظمي أسفرت في النهاية عن الإفراج عن هذه العناصر من كتائب حزب الله العراقية التابعة لإيران، وهي التي تقف خلف اغتيال هشام الهاشمي الباحث الأمني والإستراتيجي بعد أن ظهر في إحدى المقابلات التليفزيونية، وهدد بكشف نشاط الصواريخ الإيرانية في العراق، وأيضا تغريدته الأخيرة على تويتر، التي ضجت مضاجع أذناب إيران، وأدت في النهاية إلى اغتياله للأسف.

مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي مسؤول اليوم مسؤولية مباشرة عن اغتيال هشام الهاشمي، وعليه أن يثبت أنه قادر على القبض على الجناة، ومحاكمتهم، وهذا لن يكون أمرا سهلا ويسيرا، خاصة أن هذه العناصر الإجرامية تابعة لإيران، ومحاكمتها يهدد بقاء الكاظمي في منصبه، لكن اليوم العراق في مرحلة خطيرة، ومهمة، والكاظمي عليه أن يواجه بكل شجاعة ميليشيات إيران، ويفرض هيمنة، وسيادة الدولة العراقية، لأن الكشف عن جناة قتلة الهاشمي، ومحاكمتهم سوف يعيد السيادة إلى العراق، ويقطع اليد الإيرانية، والعراق اليوم في مرحلة إما أن يكون أو لا يكون. أما إذا مر حادث اغتيال الهاشمي مثل غيره من حوادث الاغتيالات لشخصيات وعلماء بارزين مرور الكرام، فهذا يؤكد أن إيران نجحت في مخططها لاغتيال العراق، لكن ما أعرفه عن الشعب العراقي أن هذا الشعب يسمح لإيران بالاستمرار في اغتيال العراق، والشباب العراقي قادر على مواجهة ميليشيات إيران، والقضاء عليها.

alharby0111@