إعاقة موسكو لوصول المساعدات الإنسانية للسوريين تسيئ إلى سمعتها
سلطت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية الضوء على الدور الروسي، الذي عرقل مجلس الأمن السبت الماضي عن إصدار قرار يسهل دخول مساعدات إنسانية إلى سوريا.
وأوضح التقرير أنه برغم نجاح مجلس الأمن بعدها بيوم في إصدار قرار يسمح باستئناف المساعدات عبر الحدود من تركيا، إلا أن الدور الروسي في تعطيل القرار الأول يكشف غياب النوازع الإنسانية لروسيا، التي لا تهدف إلا إلى تعزيز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.
إلغاء معابر
وبحسب تقرير لـ «كولم لينش» و«روبي غرامر»، فإن الدور الروسي المعطل جاء بعد 6 أشهر من قيام موسكو بإلغاء معبري المساعدات الإنسانية، اللذين وافقت عليهما الأمم المتحدة في الأردن والعراق، اللتين كانتا القناة الرئيسية لإيصال الإمدادات الطبية إلى شمال شرق سوريا.
وتابع التقرير: زاد إغلاق معبر العراق في اليعربية المخاوف بشأن قدرة وكالات الإغاثة الدولية والخاصة على مواجهة انتشار فيروس كورونا.
وأوضح أن الخطوات الروسية كانت تهدف إلى تعزيز سيطرة الحكومة السورية على مساحة أوسع من الأراضي السورية، وهو أمر يمثل مفتاح الأهداف الطويلة الأمد لروسيا في الحفاظ على دولة عميلة مرنة يمكنها توسيع نطاق قوتها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومضى تقرير المجلة الأمريكية يقول: إضافة إلى ذلك، تهدد الخطوات الروسية بزيادة هروب المدنيين السوريين عبر الحدود إلى تركيا، وربما إلى أوروبا، وتؤكد أن أية نداءات أو مناشدات ليس لها وزن في الضمير الروسي.
عرقلة الجهود
وأشار التقرير إلى أن موسكو عرقلت بشكل فعال جهود الجهات الراعية لقرار السبت، بلجيكا وألمانيا، الذي كان يفترض به أن يسمح بتوصيل المساعدات عبر نقطتي عبور أخريين في اليعربية، على طول الحدود العراقية، وباب السلامة، الذي يمثل خط مساعدة مهما من تركيا إلى حوالي 1.4 مليون مدني، بينهم 500 ألف طفل، في حلب وحولها في شمال غرب سوريا.
ونوه التقرير بأن الإجراء الروسي يتبع نمطا راسخا من التدخل في الصراع السوري، بحيث يضع أهداف موسكو فقط في الاعتبار.
ونقل عن بسمة مومني، الخبيرة في شؤون سوريا بجامعة واترلو في كندا، قولها: يريد الروس أن يكونوا المفسدين في جميع الأوقات، لكنهم لا يريدون بالضرورة معالجة أي من المشاكل أو دفع ثمنها.
وتابع التقرير: كان مصير جهود الإغاثة السورية موضوع مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى الأسابيع الماضية، كشفت عن نفوذ الغرب الدبلوماسي الضعيف.
بلجيكا وألمانيا
وأردف: في هذا الشهر، بذلت بلجيكا وألمانيا جهودًا لإعادة المعبر الحدودي في اليعربية على أساس أن إغلاقه في يناير كان يعرقل الاستجابة الدولية لوباء كورونا.
وأضاف: لكن موسكو أوضحت أنها ستستخدم حق النقض ضد الإجراء. وأسقط الأوروبيون هذا البند، لكنه لم يكن كافيا لإرضاء روسيا، التي استخدمت حق النقض ضد مشروع قرار مخفف كان من شأنه إطالة عمر نقطتي العبور المتبقيتين على الحدود التركية، باب الهوى وباب السلامة، اللتين تقدمان المساعدة لحوالي 3 ملايين سوري في شمال غرب سوريا.
وتابع التقرير: يقول خبراء الإغاثة إن الخطوة الروسية لإلغاء تفويض الأمم المتحدة لعبور الحدود السورية ستمنع الأمم المتحدة من توجيه الأموال إلى المنطقة أو لعب دورها التنسيقي التقليدي، مما يحد من الجهود الدولية لتوسيع برامج المساعدة، حتى لو لم يكن بالضرورة وقف جهود وكالات الإغاثة الخاصة لإيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا.
الوضع الإنساني
ومضى التقرير يقول: في الوقت نفسه، فإن الوضع الإنساني في سوريا يزداد سوءًا مع دخول الحرب عامها التاسع. وشهدت المنطقة الشمالية الغربية، التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، بما في ذلك جيب إدلب، حيث يُحتجز الملايين من الأشخاص مع محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، أول حالة مؤكدة لـكورونا الخميس الماضي.
وتابع: يزيد نقص الغذاء في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بالمناطق التي يسيطر عليها كل من المتمردين والحكومة، من مخاطر المجاعة. قد يثبت أن محاربة الجوع والوباء أمر مستحيل بالنسبة لوكالات الإغاثة، التي تعاني من الإجهاد.
وأضاف تقرير المجلة الأمريكية: تمثل العملية الإنسانية عبر الحدود أحد المكونات ذات المغزى الوحيد للسياسة الغربية تجاه سوريا.
ونقل التقرير عن ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: لقد أمضت روسيا ما يقرب من عقد من الزمان في صد النداءات الأخلاقية والاستنكار بشأن سياستها تجاه سوريا في الأمم المتحدة، وهي واثقة تمامًا من قدرتها على اجتياز عواصف أخرى.
وتابع جوان بقوله: في نهاية المطاف، تستطيع موسكو أن تتحمل الضرر الذي يلحق بسمعتها جراء العبث بنظام وصول المساعدات الإنسانية، بينما سيكون الأمر محرجا للغاية بالنسبة لبرلين وبروكسل إذا انهار كل شيء. لدى البلجيكيين والألمان يد ضعيفة لأنه في نهاية المطاف، سيكون عليهم أن يأخذوا ما تقدمه لهم روسيا.
الالتزام بالأسد
وأشار تقرير المجلة الأمريكية إلى أن مناورات موسكو تؤكد مدى التزامها بدعم نظام بشار الأسد للحفاظ على الوجود الروسي في الشرق الأوسط مع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط على الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلنطي (ناتو).
ونقل التقرير عن مومني، قولها: بالنسبة لموسكو، فإن المكاسب الجيوسياسية تتفوق على أي جدل لأسباب إنسانية. روسيا دائمًا ملتزمة جدًا بنظام الأسد، وهذا لن يتغير. لديها خطة طويلة المدى للحفاظ على وجودها في سوريا، عسكريا وكوكيل.
وتابع: يرى بعض الخبراء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينشر إستراتيجية تستند إلى خلق أزمة لا يستطيع أحد سواه حلها. ويقول آخرون إن روسيا تفوقت على الغرب من خلال احتواء جميع القرارات الرئيسية بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث يمكنها استخدام حق النقض (الفيتو) لصالح الأسد.
ونقل عن جومانة قدور، الخبيرة السورية في المجلس الأطلنطي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قولها: استخدمت روسيا آليات الأمم المتحدة لمنع وشل أي عمل حقيقي ضد سوريا وأي حل سياسي حقيقي لهذا البلد. إن ذلك يعمل دائما لصالح النظام السوري.
وأوضح التقرير أنه برغم نجاح مجلس الأمن بعدها بيوم في إصدار قرار يسمح باستئناف المساعدات عبر الحدود من تركيا، إلا أن الدور الروسي في تعطيل القرار الأول يكشف غياب النوازع الإنسانية لروسيا، التي لا تهدف إلا إلى تعزيز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.
إلغاء معابر
وبحسب تقرير لـ «كولم لينش» و«روبي غرامر»، فإن الدور الروسي المعطل جاء بعد 6 أشهر من قيام موسكو بإلغاء معبري المساعدات الإنسانية، اللذين وافقت عليهما الأمم المتحدة في الأردن والعراق، اللتين كانتا القناة الرئيسية لإيصال الإمدادات الطبية إلى شمال شرق سوريا.
وتابع التقرير: زاد إغلاق معبر العراق في اليعربية المخاوف بشأن قدرة وكالات الإغاثة الدولية والخاصة على مواجهة انتشار فيروس كورونا.
وأوضح أن الخطوات الروسية كانت تهدف إلى تعزيز سيطرة الحكومة السورية على مساحة أوسع من الأراضي السورية، وهو أمر يمثل مفتاح الأهداف الطويلة الأمد لروسيا في الحفاظ على دولة عميلة مرنة يمكنها توسيع نطاق قوتها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومضى تقرير المجلة الأمريكية يقول: إضافة إلى ذلك، تهدد الخطوات الروسية بزيادة هروب المدنيين السوريين عبر الحدود إلى تركيا، وربما إلى أوروبا، وتؤكد أن أية نداءات أو مناشدات ليس لها وزن في الضمير الروسي.
عرقلة الجهود
وأشار التقرير إلى أن موسكو عرقلت بشكل فعال جهود الجهات الراعية لقرار السبت، بلجيكا وألمانيا، الذي كان يفترض به أن يسمح بتوصيل المساعدات عبر نقطتي عبور أخريين في اليعربية، على طول الحدود العراقية، وباب السلامة، الذي يمثل خط مساعدة مهما من تركيا إلى حوالي 1.4 مليون مدني، بينهم 500 ألف طفل، في حلب وحولها في شمال غرب سوريا.
ونوه التقرير بأن الإجراء الروسي يتبع نمطا راسخا من التدخل في الصراع السوري، بحيث يضع أهداف موسكو فقط في الاعتبار.
ونقل عن بسمة مومني، الخبيرة في شؤون سوريا بجامعة واترلو في كندا، قولها: يريد الروس أن يكونوا المفسدين في جميع الأوقات، لكنهم لا يريدون بالضرورة معالجة أي من المشاكل أو دفع ثمنها.
وتابع التقرير: كان مصير جهود الإغاثة السورية موضوع مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى الأسابيع الماضية، كشفت عن نفوذ الغرب الدبلوماسي الضعيف.
بلجيكا وألمانيا
وأردف: في هذا الشهر، بذلت بلجيكا وألمانيا جهودًا لإعادة المعبر الحدودي في اليعربية على أساس أن إغلاقه في يناير كان يعرقل الاستجابة الدولية لوباء كورونا.
وأضاف: لكن موسكو أوضحت أنها ستستخدم حق النقض ضد الإجراء. وأسقط الأوروبيون هذا البند، لكنه لم يكن كافيا لإرضاء روسيا، التي استخدمت حق النقض ضد مشروع قرار مخفف كان من شأنه إطالة عمر نقطتي العبور المتبقيتين على الحدود التركية، باب الهوى وباب السلامة، اللتين تقدمان المساعدة لحوالي 3 ملايين سوري في شمال غرب سوريا.
وتابع التقرير: يقول خبراء الإغاثة إن الخطوة الروسية لإلغاء تفويض الأمم المتحدة لعبور الحدود السورية ستمنع الأمم المتحدة من توجيه الأموال إلى المنطقة أو لعب دورها التنسيقي التقليدي، مما يحد من الجهود الدولية لتوسيع برامج المساعدة، حتى لو لم يكن بالضرورة وقف جهود وكالات الإغاثة الخاصة لإيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا.
الوضع الإنساني
ومضى التقرير يقول: في الوقت نفسه، فإن الوضع الإنساني في سوريا يزداد سوءًا مع دخول الحرب عامها التاسع. وشهدت المنطقة الشمالية الغربية، التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، بما في ذلك جيب إدلب، حيث يُحتجز الملايين من الأشخاص مع محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، أول حالة مؤكدة لـكورونا الخميس الماضي.
وتابع: يزيد نقص الغذاء في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بالمناطق التي يسيطر عليها كل من المتمردين والحكومة، من مخاطر المجاعة. قد يثبت أن محاربة الجوع والوباء أمر مستحيل بالنسبة لوكالات الإغاثة، التي تعاني من الإجهاد.
وأضاف تقرير المجلة الأمريكية: تمثل العملية الإنسانية عبر الحدود أحد المكونات ذات المغزى الوحيد للسياسة الغربية تجاه سوريا.
ونقل التقرير عن ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: لقد أمضت روسيا ما يقرب من عقد من الزمان في صد النداءات الأخلاقية والاستنكار بشأن سياستها تجاه سوريا في الأمم المتحدة، وهي واثقة تمامًا من قدرتها على اجتياز عواصف أخرى.
وتابع جوان بقوله: في نهاية المطاف، تستطيع موسكو أن تتحمل الضرر الذي يلحق بسمعتها جراء العبث بنظام وصول المساعدات الإنسانية، بينما سيكون الأمر محرجا للغاية بالنسبة لبرلين وبروكسل إذا انهار كل شيء. لدى البلجيكيين والألمان يد ضعيفة لأنه في نهاية المطاف، سيكون عليهم أن يأخذوا ما تقدمه لهم روسيا.
الالتزام بالأسد
وأشار تقرير المجلة الأمريكية إلى أن مناورات موسكو تؤكد مدى التزامها بدعم نظام بشار الأسد للحفاظ على الوجود الروسي في الشرق الأوسط مع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط على الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلنطي (ناتو).
ونقل التقرير عن مومني، قولها: بالنسبة لموسكو، فإن المكاسب الجيوسياسية تتفوق على أي جدل لأسباب إنسانية. روسيا دائمًا ملتزمة جدًا بنظام الأسد، وهذا لن يتغير. لديها خطة طويلة المدى للحفاظ على وجودها في سوريا، عسكريا وكوكيل.
وتابع: يرى بعض الخبراء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينشر إستراتيجية تستند إلى خلق أزمة لا يستطيع أحد سواه حلها. ويقول آخرون إن روسيا تفوقت على الغرب من خلال احتواء جميع القرارات الرئيسية بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث يمكنها استخدام حق النقض (الفيتو) لصالح الأسد.
ونقل عن جومانة قدور، الخبيرة السورية في المجلس الأطلنطي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قولها: استخدمت روسيا آليات الأمم المتحدة لمنع وشل أي عمل حقيقي ضد سوريا وأي حل سياسي حقيقي لهذا البلد. إن ذلك يعمل دائما لصالح النظام السوري.