مع استمرار جائحة كورونا بدأ أغلب الناس يتعايشون مع هذا الداء على أنه ضيف ثقيل لا بد من الترحيب به من خلال أخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يزعل الضيف وينتقم من مضيفيه!
فالحياة بدأت تنتعش وبحمد الله عجلة الاقتصاد أخذت في التحرك وهاهي المحلات التجارية قد عاودت فتح أبوابها لعملائها والترفيه كذلك فالمنتزهات والمطاعم قد استقبلت زوارها والمناطق السياحية ازدانت واستعدت لاستقبال مرتاديها وكل هذا التعايش تحت شعار #نعود_بحذر.
من يتأمل في كيفية تعامل أفراد المجتمع مع كورونا، يجد أن هناك خمسة أصناف من الناس منهم من بالغ في أخذ الاحتياطات، فلم يغادروا منازلهم ولم يستقبلوا أحدا وبلغ منهم الخوف والهلع مبلغه، وهؤلاء ينقسمون إلى نوعين من الناس، النوع الأول منعه من الخروج واستقبال الزوار حتى أقرب الناس لهم الخوف الحقيقي من هذا الوباء ومن منطلق (باب يجيك منه كورونا سده واستريح!) عزلوا أنفسهم ولذا تم إغلاق أبوابهم بينما هم قبل أزمة كورونا كانوا معروفين بجودهم وكرمهم، وكما يقال لا تطفأ نارهم ولا تغلق أبوابهم، أذكر أحد هؤلاء الكرماء عندما زرته وكنت آخر من دخل مجلسه العامر، أغلقت الباب، فنحن في المنطقة الشرقية وفي شهر أغسطس والحرارة تلامس الخمسين، قال اترك الباب مفتوحا، أنا بابي ما يغلق، فمثل هذا الأجودي، إذا أغلق بابه في هذه الأزمة معذور!
أما الصنف الآخر ممن استغل (شماعة) كورونا فقد وجدوها فرصة لإغلاق الأبواب وعدم استقبال أي زائر حتى وإن كان معقما ومكمما ومعه قفازات وسوف يترك مسافة للتباعد الاجتماعي، فهؤلاء أبوابهم شبه مغلقة وصلة الرحم لديهم (مضروبة) من قبل كورونا، وفي أزمة كورونا وجدوا ضالتهم فتم إغلاق الأبواب لتتماشى مع القلوب المغلقة في الأساس! فهذه الفئة من الناس تسعدهم احتياطات كورونا.
هناك صنف لم يكترث بما يحدث حوله، ويعتقد بأن العالم من حوله يبالغ في التحذير من خطر كورونا، وهو الوحيد ومن هم على شاكلته الذين على صواب، فهذا الصنف من البشر ينقسم إلى قسمين، قسم غير مبال، ولو لم يكن هناك مخالفات غليظة من قبل الدولة -حفظها الله- لما تقيدوا بكمام ولا بتعقيم وغيره، والصنف الآخر ممن يعتمد على التوكل وفي الحقيقة (التواكل) فقط على الدعاء الوارد في السنة النبوية دون أن يأخذ بالأسباب! قائلين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) سؤال لمن يحمل هذا الاعتقاد، هل هؤلاء الناس الذين حرصوا كل الحرص على تطبيق التعليمات واتباع الإرشادات لديهم شكوك بأن الضر والنفع ليس بيد الله؟!
الصنف الخامس والأخير وهم السواد الأعظم بحمد الله هم من طبق الاحترازات ولم يتخلوا عن واجباتهم الأسرية ولم يقطعوا أرحامهم شعارهم (اعقل وتوكل).
في الحقيقة أزمة كورونا أحدثت تغييرا جذريا إيجابيا في الكثير من المفاهيم والثقافات في المجتمع، على سبيل المثال أصبحنا نشاهد المناسبات والأفراح دون تكلف.
قبل أسبوع وصلتني دعوة من أحد الأقارب لحضور زواج ابنته، وطلب مني التأكيد على الحضور لأن العدد محسوب بدقة، بالله عليكم قبل أزمة كورونا كم دعوات زواج نتلقى، وهل الجميع لديهم ثقافة الاعتذار عن الحضور، وكيف تعامل أفراد المجتمع مع الدعوات عندما يطلب منا التأكيد؟ البعض يعتبر هذا الطلب خارجا عن المألوف.. إلخ!
يا ترى بعد أن يغادرنا كورونا هل ستبقى السلوكيات المكتسبة بعد رحيله؟... نتمنى ذلك..
Saleh_hunaitem@
فالحياة بدأت تنتعش وبحمد الله عجلة الاقتصاد أخذت في التحرك وهاهي المحلات التجارية قد عاودت فتح أبوابها لعملائها والترفيه كذلك فالمنتزهات والمطاعم قد استقبلت زوارها والمناطق السياحية ازدانت واستعدت لاستقبال مرتاديها وكل هذا التعايش تحت شعار #نعود_بحذر.
من يتأمل في كيفية تعامل أفراد المجتمع مع كورونا، يجد أن هناك خمسة أصناف من الناس منهم من بالغ في أخذ الاحتياطات، فلم يغادروا منازلهم ولم يستقبلوا أحدا وبلغ منهم الخوف والهلع مبلغه، وهؤلاء ينقسمون إلى نوعين من الناس، النوع الأول منعه من الخروج واستقبال الزوار حتى أقرب الناس لهم الخوف الحقيقي من هذا الوباء ومن منطلق (باب يجيك منه كورونا سده واستريح!) عزلوا أنفسهم ولذا تم إغلاق أبوابهم بينما هم قبل أزمة كورونا كانوا معروفين بجودهم وكرمهم، وكما يقال لا تطفأ نارهم ولا تغلق أبوابهم، أذكر أحد هؤلاء الكرماء عندما زرته وكنت آخر من دخل مجلسه العامر، أغلقت الباب، فنحن في المنطقة الشرقية وفي شهر أغسطس والحرارة تلامس الخمسين، قال اترك الباب مفتوحا، أنا بابي ما يغلق، فمثل هذا الأجودي، إذا أغلق بابه في هذه الأزمة معذور!
أما الصنف الآخر ممن استغل (شماعة) كورونا فقد وجدوها فرصة لإغلاق الأبواب وعدم استقبال أي زائر حتى وإن كان معقما ومكمما ومعه قفازات وسوف يترك مسافة للتباعد الاجتماعي، فهؤلاء أبوابهم شبه مغلقة وصلة الرحم لديهم (مضروبة) من قبل كورونا، وفي أزمة كورونا وجدوا ضالتهم فتم إغلاق الأبواب لتتماشى مع القلوب المغلقة في الأساس! فهذه الفئة من الناس تسعدهم احتياطات كورونا.
هناك صنف لم يكترث بما يحدث حوله، ويعتقد بأن العالم من حوله يبالغ في التحذير من خطر كورونا، وهو الوحيد ومن هم على شاكلته الذين على صواب، فهذا الصنف من البشر ينقسم إلى قسمين، قسم غير مبال، ولو لم يكن هناك مخالفات غليظة من قبل الدولة -حفظها الله- لما تقيدوا بكمام ولا بتعقيم وغيره، والصنف الآخر ممن يعتمد على التوكل وفي الحقيقة (التواكل) فقط على الدعاء الوارد في السنة النبوية دون أن يأخذ بالأسباب! قائلين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) سؤال لمن يحمل هذا الاعتقاد، هل هؤلاء الناس الذين حرصوا كل الحرص على تطبيق التعليمات واتباع الإرشادات لديهم شكوك بأن الضر والنفع ليس بيد الله؟!
الصنف الخامس والأخير وهم السواد الأعظم بحمد الله هم من طبق الاحترازات ولم يتخلوا عن واجباتهم الأسرية ولم يقطعوا أرحامهم شعارهم (اعقل وتوكل).
في الحقيقة أزمة كورونا أحدثت تغييرا جذريا إيجابيا في الكثير من المفاهيم والثقافات في المجتمع، على سبيل المثال أصبحنا نشاهد المناسبات والأفراح دون تكلف.
قبل أسبوع وصلتني دعوة من أحد الأقارب لحضور زواج ابنته، وطلب مني التأكيد على الحضور لأن العدد محسوب بدقة، بالله عليكم قبل أزمة كورونا كم دعوات زواج نتلقى، وهل الجميع لديهم ثقافة الاعتذار عن الحضور، وكيف تعامل أفراد المجتمع مع الدعوات عندما يطلب منا التأكيد؟ البعض يعتبر هذا الطلب خارجا عن المألوف.. إلخ!
يا ترى بعد أن يغادرنا كورونا هل ستبقى السلوكيات المكتسبة بعد رحيله؟... نتمنى ذلك..
Saleh_hunaitem@