فيصل الخريجي

عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة عام 2015م استجابة لنداء دولة جارة وشقيقة تعرضت شرعيتها إلى انتهاك صارخ من قبل ميليشيا انقلابية لا تمثل أكثر من (2.5%) من تعداد الشعب اليمني، العاصفة اتفقت تماما مع أصول القانون الدولي الذي يؤيد حق الدول المنكوبة طلب المساعدة والعون والنجدة من الدول الصديقة والشقيقة وهو ما حصل بالفعل، حيث طلبت الشرعية اليمنية تدخل المملكة التي تمكنت في إطار هذه الشرعية بالتعاون مع الحلفاء والجيش الوطني اليمني من تحرير (75%) من الأراضي اليمنية من سطوة تلك الميليشيا الانقلابية الباغية، لتبدأ المملكة مباشرة بعملية إعادة الأمل التي قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتمويلها وتنفيذها على جميع الأراضي اليمنية حتى تلك التي لا تزال تحت نير انقلاب الميليشيا الحوثية في صنعاء، معززة بذلك القيم الإنسانية في نجدتها للشرعية اليمنية.

التساؤل الذي أثاره عرب إيران كثيرا من باب التشكيك في قوة المملكة والحرب النفسية: لماذا لم تتمكن المملكة من تحرير صنعاء على مدى خمس سنوات بالرغم من ضعف هذه الميليشيا؟!، التساؤل ذاته آثاره بعض الحلفاء والأصدقاء حبا في المملكة وغضبا من كثافة الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار -إيرانية الصنع- التي تم إطلاقها من صنعاء بأيادي خبراء إيرانيين لاستهدف المدن السعودية المأهولة بملايين السكان المدنيين، حتى كادت تطال بيت الله الحرام لولا حفظ الله ورعايته ثم احترافية الدفاعات الجوية السعودية التي دمرتها وهي في الأجواء، ودمرت منصاتها في العمق اليمني، الإجابة عن هذا التساؤل تحتاج إلى فهم عميق للدولة السعودية وحكومتها وشعبها وفهم العقيدة الإسلامية النقية التي يؤمن بها السعوديون وفهم القيم والشيم العربية الراسخ في وجدانهم التي تحول بينهم وبينهم إبادة صنعاء في ساعة واحد بما يمتلكه السعوديون من قوة جوية ضاربة وترسانة صاروخية هجومية، كما فعلت إيران في حلب وإدلب السورية التي تم إبادتها انتقاما من مذهب ساكنيها الديني دون أي تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة.

إن عقيدة بلاد الحرمين الشريفين السياسية والدينية والاجتماعية النقية الخالية من حقد الكهنوت وتوظيف الدين لتبرير القتل، عقيدة متجذرة في نفوس حكامها وشعبها الذين يخشون الله واليوم الآخر والسؤال عن دماء الأبرياء، السعوديون انتصروا أخلاقيا في حربهم هذه، فصنعاء تنعم بالعلاج والغذاء المرسل من مركز الملك سلمان للإغاثة ومن هيئة الأمم المتحدة بتمويل سعودي، والمشروع الإيراني تمت محاصرته في صنعاء وسوف يسقط، فالدول لا تقوم على الكراهية والثارات العرقية والدينية، السعودية تقول لمن يريد إبادة صنعاء بسلاح سعودي: لن أقتل أهلي في اليمن حتى مع تمترس الحوثي بأجسادهم في صنعاء وإخفائه الصواريخ البالستية الإيرانية النجسة بين جدرانها العربية الطاهرة، لن أقتل أهلي في ساعة غضب أو ردة فعل، فتلك قيمنا وشيمنا الإسلامية والعربية، وسوف ننتصر فنحن نملك النفس الطويل والقوة، ويأتي أخيرا احترام المملكة للقانون الدولي الذي يحرم استهداف المدنيين.

المعاني سالفة الذكر يصعب على موالي إيران استيعابها فهم يؤمنون بأيدلوجيا عرقية -مذهبية- ترى في قتل العرب والأبرياء قربا إلى الله.

وأختم بذكر أبرز دلالات النصر الاستراتيجي: الحوثيون يتآكلون في صنعاء، والملالي محاصرون اقتصاديا في طهران، والسعوديون يستضيفون قمة مجموعة العشرين (G20) في الرياض. استبشروا سيعود اليمن شامخا موحدا متوحدا مع أشقائه في مجلس التعاون الخليجي.

@falkhereiji