حسام أبو العلا - القاهرة

القبائل: طالبنا بتدخل مصر حال هجوم أردوغان على مدينة سرت

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقول: «إن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوز أمني لخط (سرت، الجفرة)، وستتدخل بشكل مباشر في ليبيا لمنع تحويلها لبؤرة للإرهاب. وأشار إلى أن مصر قادرة على تغيير المشهد العسكرى في ليبيا بشكل حاسم وسريع. وشدد السيسي على أن بلاده لديها أقوى جيش في المنطقة وفي أفريقيا، لكنه جيش لا يبادر بالاعتداء» مؤكدًا أن مصر لن تدخل في ليبيا إلا بطلب من شعبها وستخرج بأمر منه.

وطالب مشايخ وأعيان القبائل الليبية الرئيس السيسي، خلال اجتماع معه أمس الأول، بتدخل الجيش المصري في حال شنت ميليشيات حكومة طرابلس المدعومة من نظام الرئيس التركي أردوغان هجومًا عسكريًا على مدينة «سرت» خلال لقاء معه.

وقال رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية صالح الفاندي إن لقاء الرئيس المصري مع وفد القبائل الليبية، أول أمس الخميس، كان تاريخيًا، وتناول كافة القضايا التي تهم ليبيا، وركّز على مخاطر الغزو التركي، والتمسك بوحدة الدولة الليبية ورفض تقسيمها.

وأشار إلى أن مشايخ وأعيان القبائل الليبية طالبوا الرئيس السيسي بتدخل الجيش المصري في حال قررت ميليشيات الوفاق ومرتزقة أردوغان الهجوم على مدينتي «سرت والجفرة» وسط البلاد.

تفويض مصر

وأوضح رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا د. محمد المصباحي أن الرئيس المصري أثلج قلوب أبناء الشعب الليبي عندما قال إن الجيش المصري سيعمل جنبًا إلى جنب بجوار الجيش الليبي والقبائل الليبية لحفظ أمن واستقرار ليبيا.

وأشار إلى أن الشعب الليبي أعلن تأييده للبرلمان ومجلس مشايخ وأعيان ليبيا في تفويضهم للقوات المسلحة المصرية في التدخل لمواجهة المستعمر التركي، لافتًا إلى أن أردوغان أثناء زيارته إلى تونس سعى للحديث مع مشايخ القبائل الليبية لكسب ولائهم، لكن لم يستجب له أي أحد.

ويرى المصباحي أن أردوغان يسعى لتحقيق أهداف عدة من غزو ليبيا، أهمها الاستيلاء على النفط لإنقاذ اقتصاده المنهار، واستخدام المرتزقة والإرهابيين في طرابلس لابتزاز الدول الأوروبية لتحقيق مصالح في البحر المتوسط.

وقال عضو المجلس الأعلى لأعيان ومشايخ ليبيا مفتاح القيلوشي إن وفد القبائل الليبية تكوّن من حوالي 150 شخصية، وطالبوا الرئيس المصري بالتدخل لصد الغزو «التركي - الإخواني» تأييدًا لمطالبة البرلمان الليبي الشرعي رسميًا بالتدخل المصري في ليبيا.

وشدد الشيخ الطيب الشريف خير الله أحد أبناء قبيلة العجيلات على أن تدخّل مصر في ليبيا مشروع لصد الاستعمار التركي، مؤكدًا أن أمن ليبيا من أمن مصر. وقال خير الله خلال لقاء وفد مشايخ وأعيان القبائل الليبية مع الرئيس المصري: التدخل المصري بليبيا هو دفاع شقيق عن شقيقه وأخ عن أخيه وجار عن جاره.

إرسال المرتزقة

من جهته، جدّد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري تأكيده على أن تركيا تواصل الدفع بمرتزقة وعناصر من جيشها وأسلحة متطورة للأراضي الليبية.

وأضاف المسماري في مؤتمر صحفي في بنغازي، مساء الخميس، إن أنقرة تسعى لتحويل مصراته إلى قاعدة لانطلاق المرتزقة والميليشيات نحو «الهلال النفطي».

وعن قاعدة عقبة بن نافع «الوطية» قال المسماري: حوّلها أردوغان إلى قاعدة لانطلاق المرتزقة من خلال تركيب منظومات دفاع جوي وأسلحة وذخائر ويتخذ من منشآت مدنية وعسكرية مرافق لتموضع الجيش التركي.

وشدد على أن قوات الجيش الوطني الليبي ترصد تحركات ميليشيات الوفاق، نافيًا انسحاب الجيش من مناطق تمركزها غرب سرت، مؤكدًا أن قيادة الجيش دعمت خطوط الدفاع «غرب سرت» بإمكانيات كافية للدفاع عن هذه المنطقة، لافتًا إلى أن الخيار في هذه المنطقة عسكري إستراتيجي.