مطلق العنزي

كيف كان العيد؟

المسلمون يتجاهلون آلامهم، ويحمدون الله على ما كتب وقدر، وفي قلوبهم غصة، ليس بسبب كورونا وحده، الذين يؤمنون أنه آفة من قدر الله، لكن بسبب ما يحيكه مسلمون، يتقنعون بقناع الإسلام، فيما يرهفون السمع للشياطين، ويتبعون، طائعين آثمين، المشاءين بالنميم.

ومن السخرية المرة أن الذين، يستغفلون الناس، ويدعون أنهم إسلاميون ويزعمون الغيرة على الإسلام، ويرفعون شعارات إسلامية مثل التنظيم الدولي للإخوان وحماس وحزب الله وحشد العراق والحوثيين وطالبان وحركة الشباب في الصومال وبوكو حرام ومنظمات شيطانية أخرى، لم يغتنموا أيام الله في الاستغفار والتقرب إليه بالحسنات والتقوى والجنوح للسلم والسلام، بل انكبوا، بكل طاقاتهم وقواهم، على حياكة الدسائس وكل ما من شأنه أن يسفك الدماء مدرارا، وإشاعة الفتن والاضطرابات في مجتمعاتهم وبلدان الإسلام، وهم يزعمون أنهم يسبحون الله قبل طلوع الشمس وآناء الليل وأطراف النهار، «قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ» (آل عمران)، فابتلاهم الله بسوء العمل وزين لهم الشيطان الخطايا، وقد وعد الله المنافقين أن أولياءهم الطاغوت، وسيريهم أعمالهم حسرات عليهم.

طوال أيام العيد وقبلها، كانت مكائن الضرار تترع بالاختلاقات والفبركات وأنباء الفسق والشتم والشتائم، وتتبارى بالوعد والوعيد، حتى أن أشهر ماكينة لحزب الإخوان الماكرين، كانت تركز، قصدا وبهتانا، على تغطية واسعة لصلاة العيد في مساجد عديدة في العالم، ولم تهتم بالحج ولا بكل ضامر تأتيه من كل فج عميق، إلا على استحياء. بل تغطياتها الكثيفة توحي، كما هو متوقع، أنها تؤمن أن مساجد إسطنبول أهم من بيت الله العتيق والمشعر الحرام. وهذا منتهى طلب الدنيا والحزبية المفضوحة الوقحة، «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ» (البقرة). وهي لم تفعل هذا إلا بهجة للإخوان وتكديرا للمسلمين.

* وتر

الأحزاب والسماسرة والعابثون

ينثرون الرماد..

وعودهم ظلمات وخناجر

وفي موائد السحت، يتباهى باعة الدم الجائلون

malanzi@alyaum.com