ربما يكون سؤال أحدنا لنفسه: كيف يكون العيد مع كورونا؟ سؤالًا وجيهًا، بل هو كذلك، ولا أظن أحدًا منا إلا سأل نفسه هذا السؤال، سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك لأكثر من سبب، أحدها أننا طول عمرنا لم نواجه هذا السؤال؛ لأن العيد بكل جوانبه الشرعية والاجتماعية والنفسية كان له مفهوم واحد تقريبًا لدينا جميعًا، وهو من كافة جوانبه مناسبة نتعارف على واجباتها والعادات التي ارتبطت بها، وما تحمله من المعاني الإنسانية الجميلة التي كانت سببًا في أن أقر الشرع الحنيف الناس عليها عندما وجدهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم - يحتفون بها فأقرها فيما أقر من العادات الطيبة والسلوكيات القويمة، فكان العيدان الفطر والأضحى شعيرتين إسلاميتين يحييهما المسلمون على مر العصور.
الجديد في الأمر، والذي استجد معه هذا السؤال، هو أن يحل العيد في ظروف تحول من ممارسة الشعائر والتواصل الاجتماعي وصلة الأرحام والجيران والأهل، وهو من مقاصد الشريعة في إحياء المناسبة، وهي ظروف الجائحة التي تعمّ العالم، والتي امتدت لتشمل الفترة التي وقعت فيها مناسبة عيد الفطر، ثم امتدت إلى عيد الأضحى، وقد كانت ظروف عيد الفطر ربما أكثر قسوة على الناس، حيث اشتدت هجمة الفيروس، واقتضت اتخاذ إجراءات أشد قسوة سعيًا للحد من انتشاره وآثاره فرافقتها في أكثر البلدان إجراءات احترازية اقتضت منع التجول والانتقال بين مكان إلى آخر، إضافة إلى منع إقامة الصلوات جماعة في المساجد ومصليات العيد، كما اقتضت، بل فرضت على الناس عدم الالتزام بما اعتادوا عليه من زيارة الأرحام والأهل حفاظًا على سلامة الجميع، غير أنها في عيد الأضحى إجراءات أكثر مرونة سمحت بها ثقافة الوقاية، والاحتراز التي اكتسبها الناس نتيجة للحملات التوعوية والتزام الإجراءات التي أخذت شيئًا فشيئًا تتحوّل إلى وعي مجتمعي ساهم والحمد لله في تقليل عدد الإصابات، وهو ما نشهده يوميًا من خلال متابعة الإحصائيات التي تعلن عنها الجهات المختصة، كما أدى ذلك إلى تخفيف الإجراءات والسماح بالانتقال بين المناطق، والتجوّل داخل المدن طوال اليوم والليلة، وعودة الحياة إلى الأسواق والمرافق العامة، وعودة العدد الأكبر من الموظفين والعاملين إلى ممارسة أعمالهم، وقبل ذلك السماح بإقامة صلوات الجمعة والجماعة وفق شروط معينة؛ حرصًا على المصلحة العامة وسلامة المواطن والمقيم، لكن ذلك لا يعني أبدًا أن نعود في عيد الأضحى إلى ما اعتدنا عليه دائمًا من حيث التجمعات العائلية والأحضان والعناق وغيرها من العادات التي تؤدي إلى الاقتراب الجسدي إلى درجة الالتصاق في أغلب الأحيان، بل لابد من استبدال ذلك بما يوصل رسائل المحبة والاحترام للأحباب والأصدقاء، ولو بصورة رمزية دون تعريض أحد لخطر الإصابة بالفيروس لا سمح الله.
ولقد كان للطريقة التي تم إقرارها لأداء فريضة الحج هذا العام، وما رافق ذلك من إجراءات وتنظيم دقيق يهدف ـ بإذن الله - إلى إحياء الفريضة وفي نفس الوقت المحافظة على الأنفس، مع أنها ركن من أركان الإسلام، وكذلك فإن المطلوب في الأضحى أن يتم إحياء المناسبة بوصل الأرحام وتهنئة الأحباب والأصدقاء، وفي نفس الوقت عدم القيام بأي تصرّف بدافع العاطفة يؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى تهيئة الظروف لنقل الفيروس، وهناك من الوسائل العديدة التي وفّق الله الإنسانية لاختراعها، ولا يكاد إنسان حيثما كان إلا ويمتلك ما يمكنه من استخدامها، وهي الهاتف وغيره من وسائط التواصل الإلكتروني، وقد يطرأ سؤال هام أيضًا له علاقة بالسؤال الأساسي، وهو هل يجوز أن أقوم بالواجب نحو والدي مثلًا أو أقرب الأرحام بنفس الطريقة، ولعل الجواب عن ذلك سهل أيضًا، فلا مانع من الزيارة المباشرة، خاصة إذا كانوا في نفس المدينة، ولكن دون تقارب شديد، وبذلك يؤدي الواجب دون تعريض الأنفس للخطر عملًا بقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
@Fahad_otaish
الجديد في الأمر، والذي استجد معه هذا السؤال، هو أن يحل العيد في ظروف تحول من ممارسة الشعائر والتواصل الاجتماعي وصلة الأرحام والجيران والأهل، وهو من مقاصد الشريعة في إحياء المناسبة، وهي ظروف الجائحة التي تعمّ العالم، والتي امتدت لتشمل الفترة التي وقعت فيها مناسبة عيد الفطر، ثم امتدت إلى عيد الأضحى، وقد كانت ظروف عيد الفطر ربما أكثر قسوة على الناس، حيث اشتدت هجمة الفيروس، واقتضت اتخاذ إجراءات أشد قسوة سعيًا للحد من انتشاره وآثاره فرافقتها في أكثر البلدان إجراءات احترازية اقتضت منع التجول والانتقال بين مكان إلى آخر، إضافة إلى منع إقامة الصلوات جماعة في المساجد ومصليات العيد، كما اقتضت، بل فرضت على الناس عدم الالتزام بما اعتادوا عليه من زيارة الأرحام والأهل حفاظًا على سلامة الجميع، غير أنها في عيد الأضحى إجراءات أكثر مرونة سمحت بها ثقافة الوقاية، والاحتراز التي اكتسبها الناس نتيجة للحملات التوعوية والتزام الإجراءات التي أخذت شيئًا فشيئًا تتحوّل إلى وعي مجتمعي ساهم والحمد لله في تقليل عدد الإصابات، وهو ما نشهده يوميًا من خلال متابعة الإحصائيات التي تعلن عنها الجهات المختصة، كما أدى ذلك إلى تخفيف الإجراءات والسماح بالانتقال بين المناطق، والتجوّل داخل المدن طوال اليوم والليلة، وعودة الحياة إلى الأسواق والمرافق العامة، وعودة العدد الأكبر من الموظفين والعاملين إلى ممارسة أعمالهم، وقبل ذلك السماح بإقامة صلوات الجمعة والجماعة وفق شروط معينة؛ حرصًا على المصلحة العامة وسلامة المواطن والمقيم، لكن ذلك لا يعني أبدًا أن نعود في عيد الأضحى إلى ما اعتدنا عليه دائمًا من حيث التجمعات العائلية والأحضان والعناق وغيرها من العادات التي تؤدي إلى الاقتراب الجسدي إلى درجة الالتصاق في أغلب الأحيان، بل لابد من استبدال ذلك بما يوصل رسائل المحبة والاحترام للأحباب والأصدقاء، ولو بصورة رمزية دون تعريض أحد لخطر الإصابة بالفيروس لا سمح الله.
ولقد كان للطريقة التي تم إقرارها لأداء فريضة الحج هذا العام، وما رافق ذلك من إجراءات وتنظيم دقيق يهدف ـ بإذن الله - إلى إحياء الفريضة وفي نفس الوقت المحافظة على الأنفس، مع أنها ركن من أركان الإسلام، وكذلك فإن المطلوب في الأضحى أن يتم إحياء المناسبة بوصل الأرحام وتهنئة الأحباب والأصدقاء، وفي نفس الوقت عدم القيام بأي تصرّف بدافع العاطفة يؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى تهيئة الظروف لنقل الفيروس، وهناك من الوسائل العديدة التي وفّق الله الإنسانية لاختراعها، ولا يكاد إنسان حيثما كان إلا ويمتلك ما يمكنه من استخدامها، وهي الهاتف وغيره من وسائط التواصل الإلكتروني، وقد يطرأ سؤال هام أيضًا له علاقة بالسؤال الأساسي، وهو هل يجوز أن أقوم بالواجب نحو والدي مثلًا أو أقرب الأرحام بنفس الطريقة، ولعل الجواب عن ذلك سهل أيضًا، فلا مانع من الزيارة المباشرة، خاصة إذا كانوا في نفس المدينة، ولكن دون تقارب شديد، وبذلك يؤدي الواجب دون تعريض الأنفس للخطر عملًا بقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
@Fahad_otaish