واعد القحطاني

مهما طال الليل ومهما بلغت عتمته واشتد سواده وطال أنينه وآلامه إلا أنه سيأتي النور وستنجلي هذه الظلمة، وسيكون هنالك متسع لكل ما نريد ولكل شيء جميل.. وقيل في ذلك:

«وكم لله من لطف خفي

يدق خفاه عن فهم الذكي

وكم أمر تساء به صباحا

فتأتيك المسرة في العشي

إذا ضاقت بك الأحوال يوما

فثق بالواحد الفرد العلي».

وهذه بعبارة أخرى كأنه يقول إن من يملك زمام أمرك أيها الإنسان ويملك تدبير شؤونك هو «الله» ومن لنا غير الله؟

الله الذي خلقنا ورزقنا وأحيانا وسيميتنا وإليه يرجع الأمر كله، فما بالك أيها الإنسان أن تشتد هذه الظلمة؟ فمهما اشتدت وضاقت عليك اللجوء إلى رب الأرباب ورب البرية، وقل كما قال نبي الله أيوب: (وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

الجأ إليه فوالله لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، وادعه وقل:

اللهم يا كاشف الغم ويا منجي يونس من ظلمات بطن الحوت وفي أوحش الظلمات، ظلمات البحر نجني مما أنا فيه، وادع كما دعا أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

@W8ail