الأسبوع الماضي استيقظ العالم الإسلامي بأسره ومن يهتم بقضاياه، على مشهد سطر أروع بكثير مما يمكن وصفه بمشاهدة الحجاج وهم يؤدون طواف القدوم، مشهد أنموذجي للغاية تنظيم دوائر الطواف وتباعد على كل دائرة ومرشد معها أيضا، قد يعتقد البعض بأن عشرة آلاف حاج هي رقم لا يكاد يذكر مقارنة مع الأرقام المليونية المتزايدة للحجاج كل عام وبالتالي كما يقول الأمريكان (It is a Piece of Cake) (مجرد قطعة حلوى) لأنهم يقارنون فقط بين الأرقام، ولكني أجزم وقبل أن أجزم فأنا أؤمن بالتخصص فلو سألت مختصا في علم إدارة الحشود والتجمعات عن سهولة أو صعوبة ملايين مسيرة أو آلاف مقيدة فستكون إجابته حتما عن ملايين مسيرة أشد صعوبة، هؤلاء العشرة آلاف كان لكل منهم تكلفة 6 حجاج من الوقت والجهد والمال، فكل وسيلة نقل مثلا كانت تنقل بأقل من ربع قدرتها لتحقق التباعد كالطائرات والحافلات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والعملاقة لتحقق التباعد الجسدي، كما أن أيضا هذه الوسائل يكون توقيت وصولها مختلفا حتى لا تكون هناك أي فرصة للتجمع بين ركاب أي وسيلتين في نقطة الوصول، وكذا نقيس على الوقوف بصعيد عرفة الطاهر ورمي الجمرات في كل أيامها ويوم النحر وطواف الإفاضة والوداع وقبل ذلك القدوم إلى المشاعر ثم المغادرة منها، ناهيك عن تحركات الحجاج الشخصية داخل مقراتهم إما تنزها أو عبادة أو تبضعا كل هذا يتم في إطار البروتوكول الصحي تجنبا لهذا الوباء رفعه الله عنا والمسلمين والعالم أجمع عاجلا غير آجل، فهم فعليا عشرة آلاف ولكن جهد تنظيمهم والحفاظ على سلامتهم يكاد يتضاعف إلى عشر مرات، كل هذا من أجل تلافي حالة إصابة واحدة لو حصلت لهددت بقية الحجاج والمنظمين، وهذا ولله الحمد ما لم يسجل وأيضا مع استمرار كل الخدمات الأخرى تنقل إعاشة سكن رعاية صحية أمن متابعة طوارئ.. إلخ من الخدمات اللامحدودة. المملكة أخرست ولطمت وجه كل حاقد وحاسد والذين مهما فعلت سيتواصل نباحهم فلو تم تنظيم الحج مثل كل عام لقيل استهتار بأرواح البشر وإن تم منع الحج قيل منعوا ركن الإسلام وإن تم الحج بأعداد محددة قالوا ضيقوا على المسلمين، كل تلك الترهات لم تجد إلا مزبلة التاريخ والحاضر وحتى المستقبل مستقرا لها فقط، ولم تجد أي أذن إطلاقا، بل وجدت عينا تتحسر حسدا وقهرا على تنظيم ضخم دقيق عالي المستوى وليس (مجرد قطعة حلوى) بل أشادت به المنظمات الدولية رغم الوباء الذي عطل دولا بأكملها. اللهم تقبل من حجاجك حجهم وسعيهم واغفر ذنبنا وذنبهم والمسلمين أجمعين واحفظ وطننا وولاة أمرنا وأهلنا والمسلمين من كل شر وحاقد وحاسد.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله..
@Majid_alsuhaimi
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله..
@Majid_alsuhaimi