كلمة اليوم

من أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تحقيق التنمية في القدرات البشرية من خلال تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها من التعليم المبكر وحتى التعليم والتدريب المستمر للوصول إلى المستويات العالمية بصورة تمكنها من مواكبة خطط وبرامج التحول الوطني وتحقيق المستوى المنشود في جودة الحياة وقدرات المملكة بما يعكس مكانتها الطبيعية بين دول العالم، وتأتي مواكبة متطلبات العصر مع احتياجات التنمية وسوق العمل المحلي والعالمي المتسارعة والمتجددة ومتطلبات الثورة الصناعية في مجالات التعليم من خلال استحداث سياسات ونظم تعليمية وتدريبية جديدة تعزز من كفاءة الثروة البشرية بما يتوافق ورؤية المملكة 2030 وبما يحقق الشمولية والمرونة التي تتوافق أبعادها مع ريادة المملكة إقليميا ودوليا.

المبادرات التي انتهجتها المملكة العربية السعودية خلال التحدي الصعب بسبب جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19) وآثاره التي طالت دورة الحياة الطبيعية في أكثر دول العالم تقدما، أثبتت قدرة المملكة وقوة منظومتها التخطيطية والإستراتيجية وقدرتها على المضي قدما في سبيل تحقيق أهداف الرؤية والمستقبل المشرق مهما بلغ سقف التحديات، وحين نمعن فيما أعلنه وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ عن آلية العودة للدراسة لعام 1442هـ، بحيث تنطلق عن بعد لجميع مراحل التعليم العام، لمدة سبعة أسابيع، وعن بُعد أيضا للمقررات النظرية في الجامعات والتعليم الفني، وحضوريا للمقررات العملية، وذلك بعد التنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تقويم التعليم والتدريب وبرنامج تنمية القدرات البشرية.

وتأكيده على ثقته بالمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والتعليم التقني لإدارة عمليات التعليم عن بُعد بكفاءة، وأهمية دور الأسرة وأولياء الأمور في استمرار ومتابعة الرحلة التعليمية عن بُعد لأبنائهم، وأن هذه الرحلة لا يمكن أن تنجح بدون تعاونهم ومشاركتهم، فهذه الحيثيات الواردة فيما أعلنه وزير التعليم ترتبط بأطر الدلالات المعنية بالمشهد العام في خطط وإستراتيجيات القيادة الحكيمة والتي من شأنها تحقيق المضي قدما في مسيرة التنمية الوطنية والمشاريع التي تعتمد في مقام رئيس على كوادر الوطن بمختلف شرائحها، ولعل ما شهدته منظومة الحياة التعليمية والعملية في المملكة خلال جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19) التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، والمبادرات والخطط التي تم تطبيقها وكان لها فضل في مضي دورة الحياة بصورة طبيعية، يعزز من هذا المفهوم ومكانة وقدرة المملكة على بلوغ كافة آفاق رؤيتها ومكانتها بين دول العالم المتقدم.