محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

ما عنونت به هذه العجالة هو شطر من بيت جاء ضمن قصيدة أنشأها صفي الدين الحلي ينعى فيها السلطان الناصر أثناء مرضه الأخير، فأنواع العقاقير والأدوية التي وصفها الشاعر في شطر البيت الأول غير مجدية لإطالة الأعمار ووقف الأقدار، وقد استعرت الشطر العنوان لأطرح هنا سلسلة من عمليات التجميل الفاشلة التي سرت بين صفوف نساء عصرنا الحاضر على وجه الخصوص وبين صفوف الرجال على وجه العموم كما تسري النار في الهشيم، ومعظم تلك العمليات التي يرمي أصحابها من ورائها إلى إطالة أمد شبابهم ونضارة وجوههم والتخلص من عيوبهم الجسدية تبوء في معظم الحالات والأحوال بفشل ذريع، فبعضهن يجرين عمليات حقن الوجنتين وشد الوجه بالخيوط الطبية وحقن الشفايف وتصغير الأنف ونحوها من العمليات المتعددة لإصلاح عيوب يظنون أنها غير طبيعية فتعود على أعضائهم بتشوهات قد يصبح التخلص منها صعبا أو ربما مستحيلا.

وأكاد لا أجد تفسيرا لمن يحاول تغيير شكله الذي خلقه الله به بشكل آخر يظن أنه الأجمل، فهو تغيير يعود عليه دائما بالخسران المبين، والأمثلة على ذلك لا تكاد تحصى أو تعد، فتغيير المظهر الخارجي للوجه أو الجسد بعمليات النفخ واللزق والتصغير والشفط ونحوها لا تعود في معظمها على أصحابها إلا بالفشل، وصدق رب العزة والجلال القائل في محكم تنزيله الشريف «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم» غير أن بعض السيدات للأسف الشديد لا يقنعن بجمالهن الطبيعي فيلجأن عن طريق الخطأ لتلك العمليات التجميلية التي تعود عليهن بنتائج عكسية وكارثية أحيانا، فالآثار النفسية الناجمة بعد إجراء تلك العمليات الفاشلة لا يمكن أن تمحى وتخلف قلقا وانهيارات عصبية وأمزجة حادة ومتقلبة أظن أن النساء والرجال في غنى عنها.


mhsuwaigh98@hotmail.com