علي سعيد القحطاني

لا شك أن المدرسة وثقافة المجتمع بينهما روابط وثيقة، ومنها على وجه الخصوص قدرة المدرسة على تعديل السلوك وتعزيز القيم الإيجابية لكل مجتمع.

إن أفعال وأقوال الأفراد تكون في الغالب نتيجة ثقافة مكتسبة ومتراكمة على مر السنين وهي ما تشكل بالمجمل ثقافة المجتمع.

إن ثقافة المجتمع السعودي كانت على مر السنين متأثرة بالمنهج الإسلامي المعتدل، وبالثقافة العربية الأصيلة، وهو ما جعل لها طابعا خاصا في نفوس كل من زار المملكة على مر السنين، وهو ما نعتز ونفتخر به نحن أبناء هذا الوطن المعطاء.

إلا أن مجتمعنا مماثل لجميع المجتمعات في العالم يتأثر بكثير من العوامل على مر الأعوام، هذه العوامل كانت كفيلة بتغير شكل ومضمون ثقافة المجتمع، ومع مرور الأعوام يزداد التغيير حتى لا تكاد تتعرف على الثقافة الأصلية لهذا المجتمع.

ومن أمثلة هذه العوامل وأبرزها: سيطرة بعض التيارات الفكرية على منابر التواصل مع المجتمع سواء كانت المنابر الدينية أو الإعلامية والتي كان لها دور كبير في تغيير شكل ثقافتنا الإسلامية الوسطية الأصيلة، كما كانت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة أحد أبرز هذه العوامل فكان لها تأثير قوي على الكبار والصغار في كثير من مناحي الحياة.

لذا فإن من الواجب علينا بذل الكثير من الجهد للتمسك بثقافتنا الأصيلة والتي كان عمادها هو المنهج الإسلامي المعتدل، فلا نرغب في أن تتجه ثقافتنا وفق أهواء أي تيار كان.

إن وجود مادة تعزز وتربي ثقافتنا الأصيلة في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية لهو مطلب أساسي ومهم، كما يجب أن تغرس صور وقيم المجتمع الأصيلة في جميع طلابنا من خلال المواد الدراسية ومن خلال الأنشطة اللاصفية.

إن لثقافتنا السعودية الأصيلة العديد من الصور منها على سبيل المثال لا الحصر:

- التمسك بالدين الإسلامي الوسطي.

- التمسك والاعتزاز باللغة العربية.

- الكرامة حيث يفدي كرامته الشخصية والوطنية بأغلى ما عنده، فتجده مدافعا عن كرامته وكرامة وطنه في كل المحافل.

- كرم الضيافة ولا نختصرها هنا في استقبال الضيف وإكرامه في المنزل بل حتى ضيف الوطن سواء كان سائحا أو موظفا أو عاملا.

- التعامل الحسن مع الجميع والتعامل بالاحترام وحسن الخلق بغض النظر عن مخالفته لنا في الجنسية أو فكره أو مذهبه أو ديانته.

- النظافة في كل صورها سواء النظافة الشخصية أو نظافة البيت أو نظافة الوطن.

- الاعتزاز بمنجزات الوطن ومحاولة المساهمة في خطط الوطن المستقبلية.

إن المدرسة هي محطة البناء لكل مجتمع، فيه يتم بناء الأجيال وفق منهجيات علمية وتربوية محددة، فوجود أهداف لغرس ثقافتنا الأصيلة في الأجيال القادمة يخدم وبشكل كبير رؤية المملكة الطموحة 2030، ويحافظ على ثقافة مجتمعنا الأصيلة من أي تغيير أو تشويه، فالمؤثرات كثيرة ومتجددة ويجب أن يتم مواجهة هذه المؤثرات بخطة طويلة المدى تبدأ من المدرسة مرورا بالإعلام وجميع قطاعات الدولة.

@ali21216